هل سمعت بتنين القبر؟!

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عذابُ الكافرِ في قبرِه، والَّذي نفسي بيدِه إنَّه يُسلَّطُ عليه تسعةٌ وتسعونَ تِنِّينًا أتدرون ما التِّنِّينُ سبعونَ حيَّةً لكلِّ حيَّةٍ سبعُ رؤوسٍ يلسَعونَه ويخدِشونَه إلى يومِ القيامةِ

  • التصنيفات: الموت وما بعده - التوبة - الطريق إلى الله -

الحمد لله الذي خلق فصوَّر، ثم أمات فأقبر، ثم إذا شاء أنشر، والصلاة والسلام على خير البشر، وأشهد أن عذاب القبر حقٌّ مقدَّر على من كتبه الله عليه قبل يوم المحشر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب الجبين الأنور، أما بعد: 

فيا للهول!

هل لأحد طاقة بمواجهة تنين يمشي على وجه الأرض؟!
فكيف به وقد حشر معه في باطن الأرض؟!
لا يستطيع الفكاك منه أو الهروب عنه!

ثم، هو ليس بتنين واحد، وقد كان يكفي، ولكنها تسعة وتسعون تنينًا في قبر واحد، فيا لها من مصيبة مفزعة!
ثم، هذا التنين ليس برأس واحد، وقد كان يكفيه، وإنما برؤوس كثيرة، مع كلِّ رأس سبعون حيَّة تتلمَّظ! فيا لها من مصيبة مروِّعة!

ومعنى هذا أن في القبر [6930] (ستة آلاف وتسعمائة وثلاثون) حيَّة! وقد كانت -والله- واحدة منها تكفي لتقوم بمهمة التعذيب بمفردها دون غيرها!

ثم هذه الحيَّات ليست برأس مفردة، بل برؤوس متعددة، فكلُّ حيَّة معها سبعة رؤوس!

ومعنى هذا أن في القبر [48510] (ثمانية وأربعون ألف وخمسمائة وعشرة) رؤوس من رؤوس الحيَّات!
فمن يطيق أن يتصوَّر هذا، فضلًا عن أن يصارعه؟! 

هذه المعلومات التي تقشعرُّ منها جلود الذين يخافون من غضب ربهم ونقمته وبطشة، ليست من تلقاء نفسي، فتحتمل التصديق وغيره، ولكنها جاءت ممن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم فانظر ماذا ترى!

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ المؤمنَ في قبرِه لفي روضةٍ خضراءَ ويُرحَبُ له قبرُه سبعونَ ذراعًا ويُنوَّرُ له كالقمرِ ليلةَ البدرِ أتدرون فيما أنزِلَت هذه الآيةُ: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه من الآية:124] أتدرون ما المعيشةُ الضَّنكةُ؟» قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ. قال: «عذابُ الكافرِ في قبرِه، والَّذي نفسي بيدِه إنَّه يُسلَّطُ عليه تسعةٌ وتسعونَ تِنِّينًا أتدرون ما التِّنِّينُ سبعونَ حيَّةً لكلِّ حيَّةٍ سبعُ رؤوسٍ يلسَعونَه ويخدِشونَه إلى يومِ القيامةِ» (صحيح الموارد؛ برقم: [651]).

وبعد هذا الخبر المفزع المفجع، بقي عليك أن تبحث عن أسباب النجاة من هذا العذاب؛ بالإيمان الصادق والعمل الصالح، والإلحاح على الله تعالى بطلب النجاة منه والحماية من الوقوع فيه، فإن عذاب القبر حق واقع ليس له من دون الله دافع، فاللهم رحماك، رحماك!