نافذة على أحوال الأسر الممزقة نتيجة الحروب في كشمير

بعد مرورِ ثلاثةٍ وعشرينَ عامًا على الحرب المُستعِرة، لا يزال الآلافُ من الأسر الكشميرية - التي أجبرتها القوَّاتُ المسلحة الهندية على الاختفاء تحت وطأة القوة - تعاني في صمتٍ، وتحيا على أمل عودةِ آبائهم أو إخوانهم أو أزواجهم يومًا ما في المستقبل.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

بعد مرورِ ثلاثةٍ وعشرينَ عامًا على الحرب المُستعِرة، لا يزال الآلافُ من الأسر الكشميرية - التي أجبرتها القوَّاتُ المسلحة الهندية على الاختفاء تحت وطأة القوة - تعاني في صمتٍ، وتحيا على أمل عودةِ آبائهم أو إخوانهم أو أزواجهم يومًا ما في المستقبل.

ومن بين هؤلاء "شادية أنور"، والتي سألت مراسل الشبكة الإخبارية وعينُها يملؤها الحزن قائلةً: "هل رأيت أبي؟! متى سيعود؟!"، حيث يُعتَبر والدُها مفقودًا منذ 20 يوليو 2002 عندما كانت ابنة 18 شهرًا.

وأردفت قائلة: "لم يكن أبي فردًا بالجماعات المسلَّحة، كان يعمل في أعمال الدهانات، وكان يَكسِب قوته من خلال العمل الجاد".

إن حالَها مثل حال آلاف الأطفال في كشمير، الذين فقدوا آباءهم منذ عدة سنوات مضت، فلا تستطيع "شادية" أن تتذكر صورة والدها، وقد كان والدها - طبقًا لما ذكره عمُّها المصاب بإعاقة - عاملَ دهانات بسيطًا، وكان يعمل في طلاء المنازل للمواطنين المحلِّيين بالمنطقة لديهم.

وتُواصِل "شادية" بيان مأساتها، فتقول: "يسألني زملائي بالفصل عن والدي كثيرًا عندما يتحدَّثون حول ظروفي، وبالرغم من أني لا أتذكر أبي إلا أن أمي قد أرتني صورته، وكنت أصاحب أمي في الذَّهاب لموقع التظاهر في منطقة "لال شوك" في اليوم العاشر من كل شهر".

لم تكن "شادية" الطفلةَ الوحيدة في كشمير التي تتجرَّع مرارة فَقْدِ والدها، فوالد "رومي" السيد "مشتاق أحمد خان" أحدُ المقيمين بمنطقة "نجبورا سريناجار" اعتقل مع اثنين من زملائه، وهما "مهراج دار" و"شابير أحمد غازي"، ثم لم يعد لأيٍّ منهم أثر بعد ذلك.

لقد أصبحت "رومي"، التي لم تكن وُلدت حين اختفاء والدها، فتاةً يافعة تحمل بداخلها العديد من الأسئلة التي تحتاج للإجابة، وتعبر "رومي" عن أزمتِها في تصريحات لمراسل الشبكة، فتقول باكيةً: "أواجهُ العديد من المشكلات في غياب أبي، والذي لم أره من قبل، ولكن أعرفه من حديث والدتي عنه، ومثل أبي يوجد المئات من آباء الشباب المسلم اختَفَوا خلال الاضطرابات، ولا يزال اختفاؤهم لغزًا".

ومن بين هؤلاء أيضًا "داود أزاد"، والذي كان قد أكمل شهرَه السادس عندما اعتَقَلت قوات الأمن والدَه "هيمايو أزاد" من محل إقامته في "راجباج" خلال عمليات القمع التي شنتها عام 1991.

وفي هذا الصدد يحكي داود قصَّته، فيقول: "أَعجِزُ عن التعبيرِ عن الكرب الذي كنت وما زلتُ أعانيه طيلةَ هذه السنوات الماضية، ولكن والدتي ما انفكت تطمئنني أن والدي سيعود؛ ولذلك لم تتزوَّج بعد اختفائه"، وعلاوة على ما سبق قال: "أشعرُ بالظروف التي اختفى والدي خلالَها، كما رأيتُ عمليات القتل المستمرَّة في كشمير خلال السنوات العديدة المنصرمة".

شبه الأرامل: 
إن هذه المصاعب التي عصَفَت بكشمير ذاتِ الغالبية المسلمة، المنطقة التي زلزل أركانَها صراعاتٌ دامت لعقدين - لم تضُرَّ بالأطفال الصغار فحسب، فيوجد عشرات المئات من النساء في كشمير ممن فقدن أزواجهن وإخوانَهن وأبناءهن، فيما أسماه النشطاء الحقوقيون: "الاختفاء القسري".

وتعليقًا على هذا تقول السيدة "نسيمة" والدة "شادية": "لن أتزوَّج مجددًا؛ حيث إنه من واجبي رعاية ابنتي المريضة، والتي تعاني من بعض الأمراض القلبية المزمنة".

وفي إشارة إلى المظاهرات التي تقودُها جمعية أسر الآباء المختفين (APDP)، تقول: "نجتمع في اليوم العاشر من كل شهر في منطقة "لال شوك"؛ للتأكيد على المطالبة بتحقيق العدالة".

بمجرد فِقدان النساء لأزواجهن وأحبائِهن يبدأن رحلةً من البؤس؛ حيث ينتقلن من قسم شرطة إلى آخر، ومن معسكر أمني إلى آخر، في رحلة تستغرق شهورًا وأعوامًا في بعض الحالات.

تقول نسيمة: "لم يَقُمْ أحد ممن يُطلق عليهم رموز المجتمع والمسؤولين الحكوميين بزيارتنا منذ اختفاء أحبابنا، وهذا بالرغم من بَدْءِ عملية تسجيل المفقودين بأقسام الشرطة عام 2008 على إثر توجيه صدر عن المحكمة المحلية".

وأما "صفية" والدة داود، فقد لقيت العديد من المشكلات أثناء غياب زوجها، وفي هذا تقول: "دفعتْني الحاجة للعثور على طعام لأطفالي للالتحاق بعمل خاص ولتوفير مصروفات التعليم لابني".

وتأتي هذه الأوضاع المأسوية لتعكسَ وضع المنطقة ذات الغالبية المسلمة الواقعةِ بالهيمالايا، والتي تنقسم إلى جزأين؛ حيث يحكمهما الهند وباكستان، واللتان دخلتا في حربين من بين حروبهما الثلاث التي خاضوها منذ الاستقلال عام 1947 صراعًا على هذه المنطقة، ويؤيد باكستان والأمم المتحدة حق مواطني كشمير في تقرير المصير، وهو الخيار الذي تعارضه نيودلهي.

الدفاع عن الحقوق: 
وقد أقسمت "بارفينا أهانجر" رئيس APDP وإحدى ضحايا الصراع، والتي تقود جهود البحث عن المفقودين، على مواصلة الدفاع عن حقوقهن حتى النهاية.

وأكَّدت هذا؛ حيث قالت: "سنبذلُ قصارى جهدِنا حتى النَّفَس الأخير لتحقيق العدالة".

وقد فقدت "بارفينا أهانجر" ابنها، والذي اعتقلته السلطات NSG في "سريناجار" في الثامن عشر من أغسطس عام 1990 أثناء انتقالها عبر قرى كشمير للإبلاغ عن المفقودين، ولكنه لم يعد حتى الآن.

تقول: "أواصل الانتقال من مكان لآخر؛ بحثًا عن معلومات تتعلَّق بمكان ابني، ولكن بعد تجرع مرارة الألم، قرَّرتُ إنشاء جمعية APDP عام 1994، وتنظيم مظاهرات أمام المحكمة العليا ثم في أماكن أخرى بعد ذلك، نحن نجمع تواريخ الأفراد المفقودين في الولاية وسوف نعلن ذلك خلال الأيام القادمة".

لقد بلغ عددُ المفقودين من الكشميريين منذ عام 1989: 10.000 مفقود، وأكثر هذه الحالات بعد اعتقال السلطات الأمنية الهندية لهم، والتي عزَّزت من قبضة الاعتقالات ووسَّعت من نطاقها.

وطبقًا لبيانات جمعية أسر الآباء المختفين APDP المستقلة، رُدَّ على الأقل 2000 من المفقودين من الشباب الذكور المتزوجين.

وقالت بارفينا: "لقد أوصلنا الأمرَ إلى مفوضة حقوق الإنسان بالدولة، إلا أنهم أخبرونا أنه ليس من سلطاتها اتخاذ إجراءٍ ما تجاه قوات الأمن لمحاكمتها، وطالبنا بإجراء تحقيق مستقلٍّ في جميع حالات الاختفاء المسجلة، وسوف نستمر في مواصلة النضال حتى الرَّمَق الأخير".

ويلعب كلٌّ من منتدى حقوق الإنسان والمنتدى الدولي للعدالة دورًا بارزًا في مشكلات كشمير الهندية التي تمزقها الأزمات.
يقول "مهد أحسن أنتو" رئيس المنظمة: "لقد فقدت سبعة من أفراد أسرتي خلال الاضطرابات.

فنحن نقومُ بجمع البيانات، وزيارة منازل الأفراد المفقودين، ونجمع الأدلة من المواطنين المحليين حول مشاركتهم في حالة وجودها، أو غير ذلك من الأمور، وكذلك نسأل الوحدات المَعْنِية من أفراد الأمن للتعرُّف على ضلوعهم المزعوم.

فبعد الاقتناع باعتبار أحد الأفراد من المفقودين، نقومُ برفع عريضة أمام مفوضية حقوق الإنسان للتحقيق في الشكوى وتعويض المتضرِّرين، ونقوم بإرسال نسخة إلى مفوضية الأمم المتحدة بجنيف من خلال 100 صفحة تُقدِّم لهم التفاصيل المتعلقة بكل شخص مفقود أو مقتول".


Kashmir Torn Families

Twenty three years on the protracting conflict, the families of thousands of Kashmirs, who have forcibly disappeared by Indian troops, are suffering silently, living on the hope that their fathers, brothers and husbands will return some day.

“Have you seen my father, when he will return back,” a tearful thirteen year old Shazia Anwar, who father went missing on 20th July 2002 when she was only 18 months old, asked OnIslam.net correspondent.

“My father was not a militant, he was a painter and used to earn his lively-hood out his hard work,” she added.

Like thousands of kids in Kashmir, whose fathers disappeared years ago, Shazia can’t remember her father.

Her father, as told by her handicapped uncle, was a simple painter and used to paint the houses of locals here.

“I am being asked about my father by my class mates often when we gossip with each other,” Shazia said.

“Though I don’t remember my father but my Mum has shown me his photograph and I used to accompany my mother 10th day of every month at protest site at Lal Chowk".

Shazia was not the only kid in Kashmir who felt the pain of losing her parent.

Rummy’s father Mushtaq Ahmad Khan resident of Tengpura Srinagar along with his other two associates Mehraj Dar and Shabir Ahmad Gasi were arrested by security forces for questioning and later they got disappeared.

Rummy, who was not born when her father disappeared, is now a grown-up girl has many un-answered questions in mind.

“I am facing many problems in absence of my father whom I have not even seen but heard from my mother,” tearful Rummy told Onislam.net.
“Like my father hundreds of young Muslims disappeared during the turmoil and are still clueless,” Rummy added.

Another one, Davood Azad, was only six months old when his father Himaioo Azad was arrested by security forces from his Rajbagh residence during crack down in 1991.
“I cannot really express the agony I suffer from during all these years, my mother always assures me that My father will return back and Mum did not even re-marry,” Davood told Onislam.net.

“I can feel the circumstances under which my father had disappeared as I have my self seen the unabated killings in Kashmir during the last so many years,” he added.
Half Widows 
This plight in Muslim-majority Kashmir, a region hit by a restive conflict for more than two decades, was not only affecting little kids.
Thousands of women in Kashmir have lost their husbands, brothers and sons to what rights activists call “forced disappearances”.

“I will not re-marry as I have to support my ailing daughter who has developed some heart ailment,” Naseema, mother of Shazia, told Onislam.net.
“We all assemble on 10th day of every month at Lal Chowk to press demand for justice,” she added, referring to protests led by the Association of Parents of Disappeared Persons (APDP).

Once their loved ones go missing, women begin a desperate journey as they move from one police station to another, and from one army camp to another, in a journey that takes months and sometimes years.
“No one among so called leaders and government officials visited our homes since our dear ones disappeared,” Naseema said.

“Despite filing of missing report in local police station FIR was lodged in 2008 after a direction was passed by a local court,” she added.
Safia, mother of Davood, has also faced many problems in absence of her husband.
“Finding no way to feed my kids I joined a private job to provide education to my son,” she said.

The Muslim-majority Himalayan region is divided into two parts and ruled by India and Pakistan, which have fought two of their three wars since independence in 1947 over the region.

Pakistan and the UN back the right of the Kashmir people for self-determination, an option opposed by New Delhi.
Defending Rights 
Leading efforts to search for the disappeared, head of APDP Parveena Ahanger, who is also a victim of the conflict, has vowed to defend their rights to the end.
“We will fight for justice till last breath,” she told OnIslam.

Travelling across all Kashmiri villages to report the disappeared, Ahanger lost her son who was arrested by NSG personnel in Srinagar on 18th August 1990 and never came back.

“I run from pillar to post but failed to know the whereabouts of my son,” she said.

“After feeling the pain I decided to form an organization APDP in 1994 and organizes protests initially in front of High Court and later at various places.

“We are collecting date of all the missing persons in the state and same will be made public in coming days,” she added.

Up to 10,000 Kashmiris have gone missing since 1989, mostly after being detained by Indian security forces who have broad powers of arrest.

At least 2,000 of the disappeared people were young married males, according to the independent Association of Parents of Disappeared Persons (APDP).

“Even we approached State Human Rights Commission but we were told that no action can be taken security forces as SHRC have not been given powers so that they can put security forces to trial,” she said.
“We demand independent enquiry in to all the reported disappearance cases and will continue to protest till last breath".

Human Rights Forum and International forum for justice is also leading an important role in the torn Indian administered Kashmir.
“I have lost seven members of my family during the turmoil,” Mohd Ahsan Antoo, head of the organization, told Onislam.net.

“We collect data, visit the homes of the missing people and collect evidence from locals about their involvement if any or other aspects and even enquire from concerned units of security personnel’s for their alleged involvement.

“After getting satisfied about the disappearance of a person, we file petitions before State Human Rights Commission (SHRC) for the redressal of the grievance and copy of the same is sent to United Nation Commission, Geneva on 100 page format provided by them for the details of the each missing or killed person".

فاروق جاناي