ضمان الله لنَصر المؤمنين لا يُنافي أخذَهم بجميع أسبابه
أبو فهر المسلم
لا نَصْر إلَّا بأسبابٍ ماديَّة ومعنويَّة سُنَّة الله الكونية، وإلَّا فإنَّ السفينةَ لا تجري على اليابس.
- التصنيفات: فقه الجهاد -
قال ابن القيّم رحمه الله: "مِن تمام التوكُّل استعمالُ الأسباب التي نصبَها اللهُ لمُسبَّباتِها قدَرًا وشرعًا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكملُ الخلْق توكلاً، وإنما كانوا يَلقَون عدوَّهم وهم مُتحصنون بأنواع السلاح، وكثيرٌ ممن لا تحقيقَ عنده ولا رسوخ في العلم يستشكل هذا..
ولو تأمَّل هؤلاء أن ضمانَ الله له لا يُنافي تعاطيه لأسبابه لأغناهم عن هذا التكلُّف، فإن هذا الضمانَ له من ربِّه تبارك وتعالى لا يناقض احتراسَه ولا يُنافيه، كما أن إخبار الله سبحانه له بأنه يُظهر دينَه على الدِّين كلّه ويُعليه لا يناقض أمرَه بالقتال، وإعداد العُدَّة، والقوة ورباط الخيل، والأخذ بالجدّ والحذَر، والاحتراس من عَدوه، ومحاربته بأنواع الحرب والتورية..
وذلك لأن هذا إخبارٌ من الله سبحانه عن عاقبة حاله ومآله، بما يتعاطاه من الأسباب التي جعلها الله مفضيةً إلى ذلك مقتضيةً له، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم بربِّه، وأتبَع لأمره من أن يُعطِّل الأسبابَ التي جعلها اللهُ له بحكمته؛ موجبةً لمَا وعَده به من النصر والظفر، وإظهار دينه، وغلبته لعدوّه" (انظر: زاد المعاد).
قلتُ:
فلا نَصْر إلَّا بأسبابٍ ماديَّة ومعنويَّة سُنَّة الله الكونية، وإلَّا فإنَّ السفينةَ لا تجري على اليابس.