َبشّروا المغلوبين من أهل الحقّ بالغلَبة والتمكين ولو بعد حين
أبو فهر المسلم
قال ابن عاشور رحمه الله: "{وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، بشارة للمؤمنين، فإن المؤمنين جُند الله، أي أنصاره، لأنهم نصروا دينه وتلقّوا كلامه {لَهُمُ الْغَالِبُونَ}: يشمل علوّهم على عدوّهم في مقام الحِجاج، وملاحم القتال في الدنيا، وعلوّهم عليهم في الآخرة..
- التصنيفات: فقه الجهاد -
قال ابن عاشور رحمه الله: "{وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات:173]، بشارة للمؤمنين، فإن المؤمنين جُند الله، أي أنصاره، لأنهم نصروا دينه وتلقّوا كلامه {لَهُمُ الْغَالِبُونَ}: يشمل علوّهم على عدوّهم في مقام الحِجاج، وملاحم القتال في الدنيا، وعلوّهم عليهم في الآخرة..
كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [البقرة من الآية:212]، و{الْغَالِبُونَ} في أكثر الأحوال وباعتبار العاقبة، فلا يُنافي أنهم يُغلبون نادرًا ثم تكون لهم العاقبة" (انظر: التحرير والتنوير).
وقال ابنُ المُلقّن رحمه الله:
"وليس الغَلبةُ بدلالةٍ على أنهم على باطل؛ لأن أهل الحقّ قد يُغلبون وتكون لهم العاقبة كما وعد الله المتقين، وذلك عَيانٌ في الصحابة يوم حُنين وأُحد، وجعل اللهُ لهم العاقبة" (انظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح).
وفي قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح:13]،
قيل في تفسيرها: "لا يَأملون نصرَ الله لأوليائه، وإيقاعَه بأعدائه" (تفسير القرطبي).
قلتُ: وأحقّ القول، وأصدق الوعْد قولُ الله ووعدُه:
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ..} [القصص:5-6]، فلا رادَّ لفضلِه ولا مُعقِّب لحُكمه ولا غالب لأمره، فكُونوا حقًّا من أنصاره وجُنده يَهَبكم النصرَ من عنده.