إلى صاحبي القائم لله بالحقّ والقسط

أبو فهر المسلم

تأمّل! كيف أنه جعل أمام كلّ نبيٍّ عدوًّا، ثم كشف عن حقيقة ذاك العدوّ، وكيف أنه ليس واحدًا.. بل شياطين عددًا، وطرائق قِددًا، وأن الإنس أقواهم كيدًا، وأشدّهم غيًّا وعدْوًا.. حتى وسَم مَكرهم وكيدهم بالشيطنة: {شَيَاطِينَ الْإِنْس}!

  • التصنيفات: التقوى وحب الله -

من عجَبٍ! 
قوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنّ} [الأنعام من الآية:112]. 
فانظر: كيف اقتضَت حكمتُه الباهرة تدافع الخير والشر! وكيف أن قُوى الشرّ كثيرةٌ مُتشعّبة مُتعدّدة.. 
في حين أن قُوى الخير ضئيلةٌ ظاهرًا غير مُوازية!

وإلى ذلك أشار بقوله: {لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنّ}.
فتأمّل! كيف أنه جعل أمام كلّ نبيٍّ عدوًّا، ثم كشف عن حقيقة ذاك العدوّ، وكيف أنه ليس واحدًا..
بل شياطين عددًا، وطرائق قِددًا، وأن الإنس أقواهم كيدًا، وأشدّهم غيًّا وعدْوًا.. 
حتى وسَم مَكرهم وكيدهم بالشيطنة: {شَيَاطِينَ الْإِنْس}! 

فيا للّه! 
كم من شيطان إنس أوْلى بالرجم من شيطان جنّ، وما ذاك إلا لأنه العدوّ الحاضر. 
وشيطان الجنّ غائبٌ خافٍ! فكان كيدُه أقوى، ومَكره أتمّ، وعداوته أشنع. 

فلُذْ بالله واعتصم، واستعِن به ولا تعجز، وقُم له ولا تخَف، وأرضِه ولا تُبالِ. 
ولا تَهَب: {جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران من الآية:173].
ولا تَجبُن: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} [الزمر من الآية:36].
وتذكّر: {بَلِّغْ..} {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ} [المائدة من الآية:67].

وتسلَّ: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ} [الحجر من الآية:95].
وتعَزَّ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر:3].
وأيقِن: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء من الآية:18].
وأبشِر: {إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود من الآية:49].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام