"أنتم تشبهتم بالأحزاب يوم حاصروا المدينة" ورسائل لغزة!!
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
وقال: "فأقول لأخواننا في غزة، من قتل منكم في سبيل الله فهو في جنة
الله سبحانه وتعالى، ففي صحيح مسلم عندما سأل رجل النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: "يارسول الله، أين أنا يا رسول الله إذا قتلت؟" فقال: «في
الجنة».
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بسم الله الرحمن الرحيم
استأنف فضيلة الشيخ المحدث عبدالله السعد حفظه الله دروسه في شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة يوم الجمعة الماضي في مسجد علي بن المديني رحمه الله بعد توقف طويل، وبدأ الشيخ درسه بحديث حول أهمية التوحيد وأنه ما أصاب الأمة من مصائب إلا بسبب بعدها عن التوحيد والعقيدة وتحقيق الإيمان كما يرضي الله عز وجل حيث قال: "أن النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث إلا من أجل أن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وما قاتل إلا من أجل نشر هذه العقيدة، ولا جاهد إلا في سبيل الله سبحانه وتعالى، ولا دعا الناس إلا لذلك، ومع ذلك ربنا عز وجل يذكره بهذا ويأمره به في قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [سورة محمد: 19]"
وأن كل ما يحصل للمسلمين الآن من تسلط أهل الكتاب مذكور في القرآن الكريم، قال الشيخ: "وفي الحقيقة أن هذا الذي يجري عليهم قد أخبر ربنا جل وعلا عنه في كتابه في قوله: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [سورة البقرة: 120]، لن يرضى هؤلاء اليهود والنصارى إلا أن يترك المسلمين دينهم ويبتعدوا عن دينهم وعقيدتهم، فعلينا أن نرجع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وأكد الشيخ حفظه الله أن ما أصاب أخواننا في غزة لهو من السنن الإلهية في ابتلاء المؤمنين كما هو منثور في كثير من الأيات الكريمات والسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه خير للأمة لمن صبر واحتسب حيث قال: "أن هذا الذي يجري هو خير بإذن الله للمسلمين، هذا تذكره وعظة وبيان وتنبيه للمسلمين من غفلتهم، فما يجري على المسلمين هذا بإذن الله هو خير لهم لمن صبر واحتسب".
ثم وجه الشيخ رحمه الله رسائل إلى أهلنا في غزة ووقف عدة وقفات مع الأزمة والمجزرة الحاصلة هناك حتى نهاية الدرس.
ومن الرسائل أن أهلنا في غزة في عبادة من أعظم العبادات وقربة من أفضل القربات وهي الجهاد في سبيل الله، وساق أحاديثا في فضل هذه العبادة فكان مما قال لهم نصرهم الله: "اصبروا فأنتم في عمل هو من أفضل الأعمال، وفي قربة هي من أفضل القربات إلى الله عز وجل، ففي صحيح البخاري من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لولا أن هناك رجال لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغدو في سبيل الله» يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم في عمل من أعظم القربات".
وقال: "فأقول لأخواننا في غزة، من قتل منكم في سبيل الله فهو في جنة الله سبحانه وتعالى، ففي صحيح مسلم عندما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "يارسول الله، أين أنا يا رسول الله إذا قتلت؟" فقال: «في الجنة».
وقال الشيخ معلقا على كثرة الشهداء (كما نحسبهم والله حسيبهم) أنهم نالوا عظيم الأجر والمنازل، فنيل الشهادة أمر كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمناه، قال الشيخ:
"فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى أن يقتل في سبيل الله، ففي حديث أبي هريرة السابق كما في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: «وددت أني أجاهد ثم أقتل، ثم أجاهد ثم أقتل، ثم أجاهد ثم أقتل». بل تمنى عليه الصلاة والسلام أربع مرات أن يقتل في سبيل الله، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. مقام النبوة والرسالة أفضل المقامات، والرسول صلى الله عليه وسلم أفضل البشر جميعا ومع ذلك يتمنى ذلك. فأقول لأخواننا المسلمين الذين هم في غزة ويجاهدون في سبيل الله أنتم في عمل من أفضل الأعمال وقربة من أفضل القربات، أنتم تقدمون أنفسكم في سبيل الله، والرسول صلى الله عليه وسلم قد تمنى أن يقتل في سبيل الله".
ثم وقف الشيخ وقفة مع صمود أهل غزة وصبرهم على هذا العداء الغاشم فقال:
"الآن مضى على ضرب إخواننا المسلمين ستة أيام ومع ذلك بحمد الله ربنا عز وجل صبرهم وألقى السكينة في قلوبهم، يا أيها الإخوان في حرب ما يسمى بحرب 73، الدول العربية قاتلت لمدة سبعة أيام فقط وقال بعضهم أنا لا أستطيع أن أقاتل أمريكا خلف دولة اليهود!!، دول كاملة ما قاتلت إلا سبعة أيام! والحرب التي قبلها بما يسمى بحرب 67 استمرت ستة أيام، فأنتم على خير، وفي جهاد وفي قربة، وفي عمل صالح، وفي طاعة، وفي إيمان، وفي يقين، فاصبروا وصابروا ورابطوا وبإذن الله أن الفلاح والنجاح لكم في الدنيا والأخرة".
وأكد الشيخ أن الحرب هي حرب عقدية وأن هذا ثابت بالكتاب والسنة، ثم قال:
"إن عقيدة هؤلاء عقيدة فاسدة، ولا تحارب هذه العقيدة الفاسدة إلا بالعقيدة الصحيحة، فهم على باطل وهم في خسارة وهلاك مهما فعلوا ومهما ارتكبوا ومهما بقوا في هذه الدنيا. الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا بأن هؤلاء سوف يقاتلهم المسلمون حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله تعال خلفي يهودي تعال فاقتله، فلا شك أن العاقبة للمتقين وللمسلمين، ولا شك أن الله ناصر دينه لكن الشأن في أن يكون الإنسان من أنصار دينه".
ثم وجه رسالة أخرى للأمة بأن يعتصموا بالله وحدة ويتوكلوا عليه وحده، فإنه لا ناصر إلا الله، وحذر الشيخ من الاستنصار بالمخلوق، كما حذر من الرافضة ودولتهم إيران فكان مما قال:
"لا تستنصروا بمخلوق، المخلوق ليس بيده شيء، استنصروا بالله سبحانه وتعالى، وأحذركم ونفسي من دولة إيران هذه الدولة التي هي ضد الإسلام والمسلمين، هذه الدولة التي هي ضد دين الله. من الذي ساعد في احتلال بلاد أفغانستان سواهم؟!، هم من ساعد الكفار بذلك، وهم من ساعد في احتلال بغداد، بل قبل ذلك من الذي عاون التتار في سقوط بغداد قبل نحو ألف من السنين، أليس هؤلاء؟!".
كما وجه الشيخ حفظه الله كلمة للذين يحاصرون المسلمين في فلسطين وخاصة الذين ينتسبون إلى الإسلام منهم وسماه بالموقف المتخاذل، والموقف الذي ينصر أعداء الله على عباد الله!!، فقال:
"وأوجه كلمتي أيضا إلى هؤلاء الذين يحاصرون أخواننا المسلمين في غزة وخاصة الذين ينتسبون إلى الإسلام، ففي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فدخلت النار بسبب هرة!!، فكيف بأكثر من مليون من البشر؟!، فالأمر أعظم من ذلك وأكبر، فأنقذوا أنفسكم من النار".
وشبه الشيخ حصار هؤلاء لأهلنا في غزة بحصار الأحزاب للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته حيث قال:
"هم يتعرضون لسخط الله والعياذ بالله ومقت الله، وفي موقف لا يحسدون عليه والعياذ بالله، عافنا الله وإياكم من هذا الموقف المتخاذل، هذا الموقف الذي ينصر أعداء الله على عباد الله، أنتم قد شابهتم المشركين الذين حاصروا رسول الله عليه الصلاة والسلام، أنتم شابهتم الأحزاب الذين حاصروا رسول الله عليه وسلم وصحابته في المدينة، فأنتم قد تشبهتهم بهؤلاء الكفرة، تشبهتم بأعداء الله!!".
وتحدث الشيخ عن تكاتل الدول الكافرة على المسلمين وخص منها أمريكا وقال: "أنها رأسهم، خاصة رئيسها (بوش الإبن)، والذي قال عنه أنه متصف بصفات قبيحة جدا، وأنه غاية في الكفر والضلال والكذب حتى على الله، وأن أمريكا هي الداعمة الكبرى لليهود، وأنهم (أي أمريكا) يفعلون ذلك ديانة وعقيدة ونصرة لليهود، واستشهد الشيخ بشيء من خطاب الطاغية بوش الذي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي، قال الشيخ عن بوش: "حتى أنه ألقى كلمة في الكنيست اليهودي قبل نحو عدة أشهر بمناسبة ما يسمى مرور 60 سنة على تأسيس دولة اليهود في فلسطين، فقال (أي بوش) أن هذه الدولة ليست مجرد دولة قد قامت، بل أنه استيفاء لوعد قديم وعد به إبراهام يعني إبراهيم، وموشيه يعني موسي، وديفيد يعني داوود عليهم السلام، وقد كذب عدو الله. يقول أن هذا أكبر من دولة قامت بل الأمر أكبر مخاطبا القديم، أن هذا وعد قديم، أي وعد من الله وعد الله به أنبياءه إبراهيم وموسى وداوود، وقد كذب عدو الله".
وقال الشيخ أن أعداء المسلمين كأمريكا وغيرها يزعمون أنهم يحاربون الإرهاب، وهم حقيقة يحاربون الإسلام والمسلمين صراحة، "فكيف الإنسان يذهب إلى عدو الله ويطلب منه المساعدة في حل قضاياه؟!، هذا غير ممكن وغير معقول، كيف يذهب للعدو ويطلب منه أن يحل مشاكله وقضاياه؟!، هذا شيء غير معقول ولا مقبول، ربنا عز وجل يقول: {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} [سورة التوبة: 10]. وهذا هو الحاصل الآن فكم من الجرائم التي فعلوها في فلسطين، وفي العراق، وفي أفغانستان، وفي الصومال، وفي بلاد كثيرة من بلدان المسلمين قديما وحديثا، فعلى المسلمين أن يحذروا وينتهبوا ويتمسكوا بكتاب ربهم ويعودوا إلى عقيدتهم".
ثم بين الشيخ موقف المسلم لنصرة الإسلام بأن يتمسك بالدين ويرجع إلى ربه، فقال: "فأنت تمسك بحبل الله، وارجع إلى الله، وراقب الله سبحانه وتعالى. كن داعيا إلى الله عز وجل، كن آمرا بالمعروف ناهيا عن المكنر، أسس أسرة تقوم على طاعة الله وعلى توحيده، علم أولادك القرآن الكريم والسنة النبوية. بعض الناس يقول أنا ماذا افعل ويصاب بالإحباط، فهذا من ضعف الإيمان وضعف اليقين، وهو من الخور، وعلى المسلم أن يبتعد عن ذلك، وعليه أن يستقيم على طاعة الله، فاستقامتك على طاعة الله نصر لدين الله، ادع لأخوانك بالنصر والتمكين، وجاهد بمالك، فإن الله في آيات كثيرة قدم الجهاد بالمال، فطرق الخير بحمد الله فتحها الله، بقي على المسلم أن يسلك هذه السبل ويفعل الخير".
ثم ختم الشيخ المحاضرة بدعاء عظيم صاحبه تأمين الحضور:
"نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه وأن يمكن لهذا الدين، وأن يجعلنا وإياكم من أنصار هذا الدين، وأن يفرج عن المسلمين في كل مكان، وأن يمدهم بمدد من عنده سبحانه وتعالى. نسأله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وباسمه الأعظم، اللهم إنا نسألك بأننا نشهد أنه لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، اللهم إنا نسألك بأنك انت الله لا إله أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي ياقيوم، اللهم انصر أخواننا المسلمين في غزة وفي كل مكان، من جاهد في سبيلك ومن جاهد لرفع كلمتك وللتمكين لدينك فانصره يا رب العالمين، انصره نصرا مؤزرا وألق السكينة في قلبه. اللهم ثبتهم وانصرهم يا كريم، اللهم تقبل شهداءهم واشف مرضاهم يارب العالمين، اللهم أيدهم بمدد من عندك، اللهم أيدهم بمدد من عندك يارب العالمين، هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد".
لحفظ الكلمة بجودة قليلة:
http://www.nabd.net/al3lm/sound/alsa3d/kalimat/gaza.rm
للحفظ بجودة عالية:
http://www.nabd.net/al3lm/sound/alsa3d/kalimat/gaza.MP3