صيود الأوراد (3): سبق الرحمة لا يعني عدم الغضب
أبو محمد بن عبد الله
لا مُتَعَلَّق لأهل الإرجاء بأن رحمة الله سبقت غضبه، لأنه أثبت الرحمة وأردف بالغضب، فرحمة واسعة لمن أطاع واتَّقى، وعذاب أليم لمن عصى وأبى
- التصنيفات: القرآن وعلومه - قضايا إسلامية -
من الفاتحة (2): رحمة الله واسعة .. ولكن عذابه أيضًا أليم
الرابعة: البدء بصفات الرحمة في كتاب الله في أول ما يطالعك فيه: بالبسملة وآية الفاتحة {الرحمن الرحيم} يؤكد أن رحمة الله سبقت عذابَه، كما جاء في الحديث: «إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي»(البخاري في صحيحه، برقم:[7422]).
كما إن ذكر صفتي الرحمة {الرحمن الرحيم} بعد ذكر ربوبيته للعالمين تؤكد أن رحمته وسعت كل شيء، بل شملت حتى الوحش الضليف ترفع خافرها ليرضع صغيرها، شفقة عليه، وهي رحمة من مئة رحمة، وأنه لا يخرج منها إلا مَن أبى، ومَن أبى طاعته فقد أبى رحمته: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:156]، وفي الحديث: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى»(البخاري، الصحيح، رقم:[7280]). ولا مُتَعَلَّق لأهل الإرجاء بأن رحمة الله سبقت غضبه، لأنه أثبت الرحمة وأردف بالغضب، فرحمة واسعة لمن أطاع واتَّقى، وعذاب أليم لمن عصى وأبى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}[إبراهيم:49- 50].
سبقها: أركان العبادة
ويُتبع إن شاء الله تعالى بـ: