مقام الصحابة وعلم التاريخ

علي كل مسلم أن يتبين كل خبر يطعن في عدالة الصحابة ، فمذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط عدل

  • التصنيفات: التاريخ الإسلامي -

الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين هم خير البشر بعد النبيين والمرسلين، وهم حملة الرسالة في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وبعد مماته، فهم جيل اصطفاه الله بمعايشة نزول القرآن الكريم، ومرافقة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

إن مقام الصحابة مقام عالٍ جداً، وما يروي ويحكي عنهم إنما يمثل جميعه الدواء الفعّال لهداية الإنسان، ولقد جعل الله أمر تعديل الصحابة لنفسه ورسوله، ولم يجعل ذلك لأحد من المسلمين غيرهما، فكل شاهد وكل ناقل يفتش عن عدالته إلا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أجمع عليه أهل السنة.

وهناك من يخوض في الصحابة بالسب والقدح بدعوي النقد العلمي أو حرية البحث، وهو ما أصبح يسميه البعض في العصر الحاضر بالنقد العلمي لتأريخ الصحابة، ولهم أسوة فيما فعله سابقيهم من السبئية والروافض وغيرهم، وهو الطعن الذي نفاه أهل العدل والحق من أهل السنة.

إن ما يسمى اليوم بالنقد العلمي الموضوعي لتاريخ صدر الإسلام لم يخرج قيد أنملة عن السب القديم ، وكل ما فعله الطاعنون الجدد هو أنهم أحيوا هذا السب الي أماته أهل السنة والجماعة لما كانت الدولة دولتهم والسلطان سلطانهم ، وكان أهل الزندقة والبدع مقموعين .
وهذا السب إنما أحيا حديثاً على يد طوائف الكفارمن اليهود والصليبيين، ومن قلدهم من أبناء الأمة إما جهلاً وإما افتتانا بالغرب ومناهجه، الواقعون في حرمات الله باسم حرية الرأي والبحث العلمي، ناسين أو متناسين أن للمنهج العلمي الإسلامي أصوله وقواعده، يجب على القارىء والباحث أن يلتزم بها ولا يحيد عنها.

إن أهل الأهواء يهدفون من وراء هذا السب والانتقاص إلى أمرين: 
أولاً: تجريح شهادة الصحابة والطعن في عدالتهم، ومن ثم التشكيك في الكتاب والسنة، فالصحابة هم نقلة هذين الأصلين الضابطين لدين الله وشرعه.

ثانياً: إثبات عجز الإسلام عن الصمود للتجربة والتطبيق، وإثبات عدم صلاحيته في هذا العصر وغيره، ذلك أنه إذا ثبت عجزه في تقويم أخلاق الصحابة وسلوكهم وإصلاح جماعتهم بعد أن فارقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدة يسيرة، فهو أعجز من أن يكون منهجاً للإصلاح في عصرنا هذا، وهو ما لم ولن يحدث بقدرة الله وفضله.

إن الأخبار المروية عن الصحابة لم توضع في سياقها الصحيح، فمنها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه أو نقص منه حتى تحرّف عن أصله وتشوّه مضمونه.

وعليه فينبغي علي كل مسلم أن يتبين  كل خبر يطعن في عدالة الصحابة، فمذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط عدل بين طرفي الإفراط والتفريط. 

 

خالد فاروق

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام