أحداث غزة جراح وأفراح
أحمد عبد الرحمن النقيب
فبرغم أن هذه الصواريخ ليست بالمتطورة، لكن اليهود أجبن الخلق وبهم من
الرعب ما يفوق مئات المرات ما عند أطفال غزة فكيف برجالها؟!!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
إن الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وأشهد أنه لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، القائل في كتابه العزيز: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران: 169]، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران: 200].
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، خير من جاهد وقاتل حتى أتاه اليقين، والقائل في سننه: «واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» [رواه البخاري ومسلم]، والقائل: «جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري» [البخاري تعليقا ووصله أحمد والطبراني]، والقائل: «لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة و جرحه يثعب -أي يجري - اللون لون دم والريح ريح المسك» [متفق عليه].
أما بعد فإن أصدق الكلام كلام الله عز و جل، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ : أما بعد معشر الإخوان من المؤمنين و المسلمين، أظن أنه قد بلغكم وترامى إلى مسامعكم، وشاهدت عيونكم، خبر هذه الداهية الدهياء، والمصيبه الصلعاء، وبحور الدماء، وتناثر الأشلاء، ونسف الطرق والبناء، ودك المساجد وأماكن الشفاء، كل ذلك رأيناه صباحا و مساء، من هؤلاء المجرمين اليهود الملاعين على إخواننا أهل غزة الصابرة، جبر الله مصابهم، وربط عز و جل على قلوبهم، وشد سبحانه أزرهم، وسدد رميهم، وتقبل شهداءهم، وداوى جرحاهم، وفك حصرهم، وأمن خائفهم، وأطعم جائعهم، وكسى عاريهم، ووحد كلمتهم، وقوى عزمهم، ونصرهم على عدوهم، وحقن دماءهم، وصان أعراضهم، وخذل عدوهم، و جعل الدائرة على اليهود، وألقى الرعب في قلوبهم، اللهم آمين.
وهذه أيها الإخوة الأحباب إشارات سريعة لما ظهر لي من جراح وأفراح في أحداث غزة، فإليكم ما يلي:-
الجرح الأول:
هذا الانقسام والتفرق والتشرذم بين صفوف الإخوة الفلسطينيين و هذا بشؤم الرايات الجاهلية المرفوعة، كالعلمانية، والقومية، والوطنية ...الخ. ولا شك أن هذه الرايات المناوئة للإسلام مما يزيد في ضعفهم، ويطمع فيهم أعداءهم، ويؤخر الظفر على أعدائهم، وهذا التفريق و الاختلاف أيضا موجود في مواقف الدول العربية و الإسلامية تجاه قضية فلسطين، وتجاه ما يجب عمله لأهل غزة خاصة، فمن يرى الحل السلمي والدبلوماسي لا يطيق سماع من يرى أن القضية لن تحل إلا بالجهاد وقتال أعداء الله من اليهود والعكس بالعكس، وسيظل هذا الانقسام موجودا حتي نعود لهدي القرآن والسنة في تحقيق الأخوة الإيمانية امتثالا لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [سورة الحجرات: 10]، وقوله جل في علاه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة آل عمران: 103].
وقوله -صلى الله عليه و سلم -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك النبي بين أصابعه» [متفق عليه]، وقوله: «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [متفق عليه]، وقوله: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه -أي لا يتركه للأعداء من غير نصره-، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» [متفق عليه].
والآيات في هذا المعنى الجليل، والأحاديث كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.
الجرح الثاني:
إن اليهود أهل مكر وحيلة و هذا مشهور عنهم قديما وحديثا، فقد قام عدد من المجرمين الصهاينة من ذوي المناصب بزيارة عدد من الدول العربية والإسلامية كمصر وتركيا وغيرها قبل هذا الهجوم بيوم أو يومين، بل قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني بتوجيه التهديدات الصريحة من أرض الكنانة -جبر الله مصابها -إلى حماس و أهل غزة، وهذا مما فتح الباب على مصراعيه لإلقاء التهم بالخيانة والعمالة، أو على الأقل بعدم المانع من المسؤولين في هذه الدول لهجوم الصهاينة على أهل غزة، ومن العجب أن تكون نتيجة استبيان للرأي أقامه موقع الجزيرة نت مفاده، هل تعتقد أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تمت بتواطئ عربي، نعم أو لا؟
المحزن أن النتيجة كانت: 93.7% قالوا نعم؟!!
وهذا ما جرأ رئيس الكيان الصهيوني في اليوم الرابع للحرب بأن يقول أن بعض الدول العربية تحثني على مواصلة الحملة العسكرية على غزة، وأن تقول وزيرة الخارجية بأن الحملة العسكرية على حماس تصب في مصلحة الدول العربية حتى لا تظهر عندها منظمات كحماس، ولا سيما حينما تطلع على كلام الدكتور مصطفى الفقي لجريدة الشرق الأوسط 4-12-2008 قال: "إن مصر لا يمكن أن تقبل بما وصفه "إمارة إسلامية " على حدودها مع غزة، معتبرا أن إضفاء الطابع الديني على القضية الفلسطينية يؤدي إلى تفتيتها؟!!"...
وصدق المصطفى - صلى الله عليه و سلم - وهو يقول: «إذا لم تستح فاصنع ماشئت» [رواه البخاري]، فأنت قد رضيت يا دكتور طائعا أو كارها بجوار اليهود، فلماذا يضيق صدرك عم جوار حماس وأهل غزة، ولا أدري عن أي تفتيت يتحدث للقضية، فمنذ ستين سنة وأنتم تتداولون القضية الفلسطينية، بعيدا عن الطابع الديني الذي ذكرت -وهو يتحاشى ذكر الإسلام- فماذا فعلتم فيها!!، واستغل ذلك أمين ما يسمى بحزب الله فقام بالتحريض الواضح الصريح للشعب والجيش في مصر بالخروج على حكامه، وأن يفتحوا المعابر بالقوة -الخ، فلماذا لم يقم هذا الجبان بمناوشة إسرائيل من جنوب لبنان حتى يشغلها بفتح جبهة أخرى؟!!، أو على أضعف الإيمان يرسل بعض الأسلحة أو المساعدات ولو في طي الكتمان لأهل غزة؟!!، أو على التنزل بكف شر ميليشياته التي دربها في لبنان لتمارس دورها القذر في قتل أهل السنة في العراق، وطعنهم في ظهورهم؟!!، وشغلهم عم عدوهم؟!!، أم أن الكلام سهل، وإطلاق التصريحات العنترية الجوفاء لا يكلفه شيء ولا من ورائه من الملالي في إيران؟!!
الجرح الثالث:
قامت مؤتمرات العرب وانتفضت وكما هو معتاد لم تأت بشيء اللهم إلا أن عجزوا عن الاتفاق فيما بينهم فحملوا خلافاتهم لتحل في مجلس الأمن ورجل الشارع كما وضح في وسائل الإعلام كان يعرف هذه النتيجة مسبقا حتى إن بعضهم قال لأحد المذيعين: "أتحب أن أقول لك ما سيقررونه قبل أن ينتهوا؟"!!!، وقد ترأس الوفد العربي إلى مجلس الأمن الرئيس الفلسطيني، وهكذا تنقضي الأيام في سفر ورحلات و مقابلات و مباحثات، وهب أن مجلس الأمن قد أصدر قرارا بوقف الحرب فسيظل حبرا على ورق حتى تنتهي إسرائيل من تحقيق أهدافها من إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى وتدمير كل ما تطاله أسلحتها، وحينئذ سنقول بأننا قد انتصرنا، وانتزعنا هذا القرار بفضل هذه التحركات والمباحثات؟!!
الجرح الرابع:
حصرت كثير من الدول العربية والإسلامية العون الذي يمكن أن يقدم لإخواننا في غزة فيما يسمى "المساعدات الإنسانية" فأقول إن الدول حتى غير المسلمة لا تمانع في هذا، بل إنها يمكن أن تكون أكثر عطاءا، وأسرع إرسالا منا في هذا السبيل، ولعلكم سمعتم بقارب الكرامة الذي أبعدته الزوارق اليهودية إلى لبنان ومن المضحك المبكي في آن واحد أن هذه المساعدات لم يتيسر دخولها في أحيان كثيرة، حتى إن دولة قطر اتفقت مع المسؤولين في دولة اليهود على أن ترسل المساعدات عن طريق مطار بن جوريون في تل أبيب ثم تحمل برا بعد ذلك إلى أهل غزة؟!!
كأننا نقول لأهل غزة على لسان اليهود: كلوا واشربوا وتداووا حتى يحين الوقت المناسب لقتلكم، وهدم البيوت على رؤوسكم.
الجرح الخامس:
أراد بعض أهل الضفة الغربية ومنهم خبراء عسكريون مسلمون الذهاب إلى أهل غزة لنصرتهم وتقديم العون لهم، فمنعتهم السلطة في الضفة الغربية و هذا من أعجب العجب والله، فإذا كنتم تمنعون أهل فلسطين من مساعدة إخوانهم، فلماذا تطلبون العون من خارج فلسطين؟، وحتى الأسرى لمنظمة حماس لم تفرجوا عنهم، فحينئذ يكون من الواضح أنكم تسعون للقضاء على حماس للانفراد بالحكم والسلطة، وأي خير تأملون بعد هذا القتل والهدم. يا عباد الله أفيقوا من سكرتكم رحمكم الله.
الجرح السادس:
وصل عدد الشهداء إلى أربعين وأربعمائة و العدد يزداد كل ساعة و كل يوم، و عدد الجرحى إلى ثلاثمئة و ألفين والعدد يزداد أيضا ومنهم النساء والأطفال الشيء الكثير، و أن اليهود يستهدفون الآن القياديين البارزين في حماس ومن آخرهم استشهادا الدكتور نزار ريان أستاذ علم الحديث، فقد قتل في منزله ومعه زوجاته الأربع و أولاده التسعة حينما ألقيت قنابل وصواريخ تحمل آلاف الأطنان على منزله فماتوا جميعا نسأل الله أن يتقبلهم قي الشهداء وأن يرحمهم.
الجرح السابع:
أقدم اليهود الجبناء على استهداف المساجد فدكوا أكثرها بالصواريخ، ولم تسلم منهم حتى المستشفيات، وسيارات الإسعاف، ومن يقومون بداواة الجرحى من الأطباء والممرضين.
الجرح الثامن:
المعيشة الصعبة التي يعيشها أهل غزة فلا كهرباء، ولا مياه، و نقص حاد في السلع الغذائية، ونقص شديد في الأدوية والأجهزة الطبية، وهذا مع البرد الشديد، والترقب من القصف الصاروخي كل وقت من ليل أو نهار، فحسبنا الله ونعم الوكيل...
الأفراح
ويعجب القارئ من هذا العنوان ويقول أي فرح يكون في هذه الدواهي والمصائب؟!، فأقول: إن رحمة الله على عباده إذا اشتدت الكراب وازدادت المحن أن يرسل لطفا من عنده، و يبشر عباده، ليثبت أهل البلاد ويحتسبوا، و اعتبر أيها الحبيب بما كان يوم بدر، والأحزاب وحنين وغيرها من الوقائع العظام.
الفرح الأول:
عودة هذه الروح المفقودة من زمن بعيد إلى جماهير المسلمين فيما يلم بإخوانهم في غزة و غيرها، روح الأخوة الإيمانية، وهذه العواطف الملتهبة التي رأيناها، وهذا الغضب العارم المؤذن بتغير الأمور، وأقول فإنه وإن لم يبن عمل مثمر حتى الآن على هذه العواطف وإنما أغلبها في صورة مظاهرات ولقاءات و نحوها، لكنه يمكن أن تؤثر إذا أحسن أهل العلم والدعوة توجيه هذا الجماهير إلى عمل فاعل بدلا من هذه المظاهرات والتي لا نحصل منها خيرا في الجملة والغالب على ما فيها من حرج شرعي عند كثير من أهل العلم، لكن نقول هذا التطور الجارف من الناس بأنه لا بد عمل شيء لوقف الحرب يمكن استثمار ذلك بالتبرع بالدماء، وجمع الأموال، وغير ذلك مما يحتاجه أهل غزة، ومن يدري فلعله يأتي اليوم الذي يكون من السهل على أهل الإسلام إذا غزيت بلد مسلم أن يذهبوا إليها ويجاهدوا مع أهلها بأنفسهم، وهذا و الله من أعظم البشريات في هذه المحنة بعد أن تسكعت الأمة مشرقا ومغربا طوال القرن الماضي في استيراد هذه الأفكار الجاهلية التي مزقت قلوب الأمة، ونافرت بين دولها و أفرادها، ولم يسلم منها إلا من سلمه الله تعالى، ويمكن مراجعة هذه الرسالة اللطيفة للعلامة ابن باز رحمه الله "نقد القومية العربية" ففيها خير كثير، و كذلك مراجعة بحث "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" في أضواء البيان، و كذلك رسالة "الإسلام و الحضارة الغربية" للدكتور محمد محمد حسين رحمه الله، ولكن هذا يحتاج من هذه الجماهير أن تراجع كل شيء في حياتها وأن تصحح عقيدتها، و عبادتها، ومعاملاتها، وأخلاقها، وتصوراتها، وأفكارها على منهاج الكتاب والسنة بهدي الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الفرح الثاني:
وضوح قضية أهل غزة عندهم وقد ظهر من كثير منهم أنهم مستهدفون لأنهم مسلمون، وهذه الصور التي نقلت في وسائل الإعلام عمن يجودون بأنفسهم وهم يرفعون إصبع السبابة ويجأرون بكلمة التوحيد واضحة بحمد الله، ولا أنسى مشهد هذه البنت الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها عشر سنوات وهي تقول لأخواها وقد سمعت صوت القصف الصاروخي: "ارفعوا السبابة وتشهدوا تشهدوا حتى تموتوا على ذلك؟!!".
فالحمد لله ونرضى بقضاء الله، ومن مات في سبيل دينه، و ختم له بالتوحيد فلا يضره بعد ذلك شيء إن شاء الله!!
الفرح الثالث:
هذا الصبر العجيب الذي رأيناه من أهل غزة من الرجال الشيب ومن النساء العجائز، ومن الأمهات المكلومات في أزواجهن و أبنائهن، وهذا الإصرار على الصمود، وعدم الهزيمة، وهذه أم الدكتور نزار تقول: "مات أولادي وتركوا لي بندقية سأحملها وأدافع بها و قتل بها اليهود إذا أتوا إلينا" والصبر مفتاح النصر إن شاء الله!!
الفرح الرابع:
هذه الصواريخ التي يطلقها أهل غزة على عدوهم وأصبحت تصل إلى مدى ستين كيلو مترا مما لم يكن في حسبان اليهود، ووصلت هذه الصواريخ إلى مدن مثل عسقلان، وبئر السبع، والنقب، وغيرها من المدن التي يحتلها اليهود، فأثارت فيهم الرعب بفضل الله، واختبأ كثير منهم في الملاجئ و رؤي مسؤول يهودي ينام كالفأر المذعور تحت سيارته خوفا من قصف الصواريخ {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [سورة المدثر: 31]، فبرغم أن هذه الصواريخ ليست بالمتطورة، لكن اليهود أجبن الخلق وبهم من الرعب ما يفوق مئات المرات ما عند أطفال غزة فكيف برجالها؟!! فالحمد لله!!
الفرح الخامس:
إن رفع راية الجهاد ومقاومة اليهود إيذان بقرب تحقق النبوءة النبوية وهي: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله...» [رواه مسلم].
الفرح السادس:
نبشر أهل غزة أن اليهود رغم كفرهم وجبنهم عن المواجهة فإن معهم من أسباب السقوط والهزيمة ما هو كاف بأهون وأيسر الأسباب فمن ذلك:
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، خير من جاهد وقاتل حتى أتاه اليقين، والقائل في سننه: «واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» [رواه البخاري ومسلم]، والقائل: «جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري» [البخاري تعليقا ووصله أحمد والطبراني]، والقائل: «لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة و جرحه يثعب -أي يجري - اللون لون دم والريح ريح المسك» [متفق عليه].
أما بعد فإن أصدق الكلام كلام الله عز و جل، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ : أما بعد معشر الإخوان من المؤمنين و المسلمين، أظن أنه قد بلغكم وترامى إلى مسامعكم، وشاهدت عيونكم، خبر هذه الداهية الدهياء، والمصيبه الصلعاء، وبحور الدماء، وتناثر الأشلاء، ونسف الطرق والبناء، ودك المساجد وأماكن الشفاء، كل ذلك رأيناه صباحا و مساء، من هؤلاء المجرمين اليهود الملاعين على إخواننا أهل غزة الصابرة، جبر الله مصابهم، وربط عز و جل على قلوبهم، وشد سبحانه أزرهم، وسدد رميهم، وتقبل شهداءهم، وداوى جرحاهم، وفك حصرهم، وأمن خائفهم، وأطعم جائعهم، وكسى عاريهم، ووحد كلمتهم، وقوى عزمهم، ونصرهم على عدوهم، وحقن دماءهم، وصان أعراضهم، وخذل عدوهم، و جعل الدائرة على اليهود، وألقى الرعب في قلوبهم، اللهم آمين.
وهذه أيها الإخوة الأحباب إشارات سريعة لما ظهر لي من جراح وأفراح في أحداث غزة، فإليكم ما يلي:-
الجرح الأول:
هذا الانقسام والتفرق والتشرذم بين صفوف الإخوة الفلسطينيين و هذا بشؤم الرايات الجاهلية المرفوعة، كالعلمانية، والقومية، والوطنية ...الخ. ولا شك أن هذه الرايات المناوئة للإسلام مما يزيد في ضعفهم، ويطمع فيهم أعداءهم، ويؤخر الظفر على أعدائهم، وهذا التفريق و الاختلاف أيضا موجود في مواقف الدول العربية و الإسلامية تجاه قضية فلسطين، وتجاه ما يجب عمله لأهل غزة خاصة، فمن يرى الحل السلمي والدبلوماسي لا يطيق سماع من يرى أن القضية لن تحل إلا بالجهاد وقتال أعداء الله من اليهود والعكس بالعكس، وسيظل هذا الانقسام موجودا حتي نعود لهدي القرآن والسنة في تحقيق الأخوة الإيمانية امتثالا لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [سورة الحجرات: 10]، وقوله جل في علاه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة آل عمران: 103].
وقوله -صلى الله عليه و سلم -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك النبي بين أصابعه» [متفق عليه]، وقوله: «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [متفق عليه]، وقوله: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه -أي لا يتركه للأعداء من غير نصره-، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» [متفق عليه].
والآيات في هذا المعنى الجليل، والأحاديث كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.
الجرح الثاني:
إن اليهود أهل مكر وحيلة و هذا مشهور عنهم قديما وحديثا، فقد قام عدد من المجرمين الصهاينة من ذوي المناصب بزيارة عدد من الدول العربية والإسلامية كمصر وتركيا وغيرها قبل هذا الهجوم بيوم أو يومين، بل قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني بتوجيه التهديدات الصريحة من أرض الكنانة -جبر الله مصابها -إلى حماس و أهل غزة، وهذا مما فتح الباب على مصراعيه لإلقاء التهم بالخيانة والعمالة، أو على الأقل بعدم المانع من المسؤولين في هذه الدول لهجوم الصهاينة على أهل غزة، ومن العجب أن تكون نتيجة استبيان للرأي أقامه موقع الجزيرة نت مفاده، هل تعتقد أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تمت بتواطئ عربي، نعم أو لا؟
المحزن أن النتيجة كانت: 93.7% قالوا نعم؟!!
وهذا ما جرأ رئيس الكيان الصهيوني في اليوم الرابع للحرب بأن يقول أن بعض الدول العربية تحثني على مواصلة الحملة العسكرية على غزة، وأن تقول وزيرة الخارجية بأن الحملة العسكرية على حماس تصب في مصلحة الدول العربية حتى لا تظهر عندها منظمات كحماس، ولا سيما حينما تطلع على كلام الدكتور مصطفى الفقي لجريدة الشرق الأوسط 4-12-2008 قال: "إن مصر لا يمكن أن تقبل بما وصفه "إمارة إسلامية " على حدودها مع غزة، معتبرا أن إضفاء الطابع الديني على القضية الفلسطينية يؤدي إلى تفتيتها؟!!"...
وصدق المصطفى - صلى الله عليه و سلم - وهو يقول: «إذا لم تستح فاصنع ماشئت» [رواه البخاري]، فأنت قد رضيت يا دكتور طائعا أو كارها بجوار اليهود، فلماذا يضيق صدرك عم جوار حماس وأهل غزة، ولا أدري عن أي تفتيت يتحدث للقضية، فمنذ ستين سنة وأنتم تتداولون القضية الفلسطينية، بعيدا عن الطابع الديني الذي ذكرت -وهو يتحاشى ذكر الإسلام- فماذا فعلتم فيها!!، واستغل ذلك أمين ما يسمى بحزب الله فقام بالتحريض الواضح الصريح للشعب والجيش في مصر بالخروج على حكامه، وأن يفتحوا المعابر بالقوة -الخ، فلماذا لم يقم هذا الجبان بمناوشة إسرائيل من جنوب لبنان حتى يشغلها بفتح جبهة أخرى؟!!، أو على أضعف الإيمان يرسل بعض الأسلحة أو المساعدات ولو في طي الكتمان لأهل غزة؟!!، أو على التنزل بكف شر ميليشياته التي دربها في لبنان لتمارس دورها القذر في قتل أهل السنة في العراق، وطعنهم في ظهورهم؟!!، وشغلهم عم عدوهم؟!!، أم أن الكلام سهل، وإطلاق التصريحات العنترية الجوفاء لا يكلفه شيء ولا من ورائه من الملالي في إيران؟!!
الجرح الثالث:
قامت مؤتمرات العرب وانتفضت وكما هو معتاد لم تأت بشيء اللهم إلا أن عجزوا عن الاتفاق فيما بينهم فحملوا خلافاتهم لتحل في مجلس الأمن ورجل الشارع كما وضح في وسائل الإعلام كان يعرف هذه النتيجة مسبقا حتى إن بعضهم قال لأحد المذيعين: "أتحب أن أقول لك ما سيقررونه قبل أن ينتهوا؟"!!!، وقد ترأس الوفد العربي إلى مجلس الأمن الرئيس الفلسطيني، وهكذا تنقضي الأيام في سفر ورحلات و مقابلات و مباحثات، وهب أن مجلس الأمن قد أصدر قرارا بوقف الحرب فسيظل حبرا على ورق حتى تنتهي إسرائيل من تحقيق أهدافها من إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى وتدمير كل ما تطاله أسلحتها، وحينئذ سنقول بأننا قد انتصرنا، وانتزعنا هذا القرار بفضل هذه التحركات والمباحثات؟!!
الجرح الرابع:
حصرت كثير من الدول العربية والإسلامية العون الذي يمكن أن يقدم لإخواننا في غزة فيما يسمى "المساعدات الإنسانية" فأقول إن الدول حتى غير المسلمة لا تمانع في هذا، بل إنها يمكن أن تكون أكثر عطاءا، وأسرع إرسالا منا في هذا السبيل، ولعلكم سمعتم بقارب الكرامة الذي أبعدته الزوارق اليهودية إلى لبنان ومن المضحك المبكي في آن واحد أن هذه المساعدات لم يتيسر دخولها في أحيان كثيرة، حتى إن دولة قطر اتفقت مع المسؤولين في دولة اليهود على أن ترسل المساعدات عن طريق مطار بن جوريون في تل أبيب ثم تحمل برا بعد ذلك إلى أهل غزة؟!!
كأننا نقول لأهل غزة على لسان اليهود: كلوا واشربوا وتداووا حتى يحين الوقت المناسب لقتلكم، وهدم البيوت على رؤوسكم.
الجرح الخامس:
أراد بعض أهل الضفة الغربية ومنهم خبراء عسكريون مسلمون الذهاب إلى أهل غزة لنصرتهم وتقديم العون لهم، فمنعتهم السلطة في الضفة الغربية و هذا من أعجب العجب والله، فإذا كنتم تمنعون أهل فلسطين من مساعدة إخوانهم، فلماذا تطلبون العون من خارج فلسطين؟، وحتى الأسرى لمنظمة حماس لم تفرجوا عنهم، فحينئذ يكون من الواضح أنكم تسعون للقضاء على حماس للانفراد بالحكم والسلطة، وأي خير تأملون بعد هذا القتل والهدم. يا عباد الله أفيقوا من سكرتكم رحمكم الله.
الجرح السادس:
وصل عدد الشهداء إلى أربعين وأربعمائة و العدد يزداد كل ساعة و كل يوم، و عدد الجرحى إلى ثلاثمئة و ألفين والعدد يزداد أيضا ومنهم النساء والأطفال الشيء الكثير، و أن اليهود يستهدفون الآن القياديين البارزين في حماس ومن آخرهم استشهادا الدكتور نزار ريان أستاذ علم الحديث، فقد قتل في منزله ومعه زوجاته الأربع و أولاده التسعة حينما ألقيت قنابل وصواريخ تحمل آلاف الأطنان على منزله فماتوا جميعا نسأل الله أن يتقبلهم قي الشهداء وأن يرحمهم.
الجرح السابع:
أقدم اليهود الجبناء على استهداف المساجد فدكوا أكثرها بالصواريخ، ولم تسلم منهم حتى المستشفيات، وسيارات الإسعاف، ومن يقومون بداواة الجرحى من الأطباء والممرضين.
الجرح الثامن:
المعيشة الصعبة التي يعيشها أهل غزة فلا كهرباء، ولا مياه، و نقص حاد في السلع الغذائية، ونقص شديد في الأدوية والأجهزة الطبية، وهذا مع البرد الشديد، والترقب من القصف الصاروخي كل وقت من ليل أو نهار، فحسبنا الله ونعم الوكيل...
الأفراح
ويعجب القارئ من هذا العنوان ويقول أي فرح يكون في هذه الدواهي والمصائب؟!، فأقول: إن رحمة الله على عباده إذا اشتدت الكراب وازدادت المحن أن يرسل لطفا من عنده، و يبشر عباده، ليثبت أهل البلاد ويحتسبوا، و اعتبر أيها الحبيب بما كان يوم بدر، والأحزاب وحنين وغيرها من الوقائع العظام.
الفرح الأول:
عودة هذه الروح المفقودة من زمن بعيد إلى جماهير المسلمين فيما يلم بإخوانهم في غزة و غيرها، روح الأخوة الإيمانية، وهذه العواطف الملتهبة التي رأيناها، وهذا الغضب العارم المؤذن بتغير الأمور، وأقول فإنه وإن لم يبن عمل مثمر حتى الآن على هذه العواطف وإنما أغلبها في صورة مظاهرات ولقاءات و نحوها، لكنه يمكن أن تؤثر إذا أحسن أهل العلم والدعوة توجيه هذا الجماهير إلى عمل فاعل بدلا من هذه المظاهرات والتي لا نحصل منها خيرا في الجملة والغالب على ما فيها من حرج شرعي عند كثير من أهل العلم، لكن نقول هذا التطور الجارف من الناس بأنه لا بد عمل شيء لوقف الحرب يمكن استثمار ذلك بالتبرع بالدماء، وجمع الأموال، وغير ذلك مما يحتاجه أهل غزة، ومن يدري فلعله يأتي اليوم الذي يكون من السهل على أهل الإسلام إذا غزيت بلد مسلم أن يذهبوا إليها ويجاهدوا مع أهلها بأنفسهم، وهذا و الله من أعظم البشريات في هذه المحنة بعد أن تسكعت الأمة مشرقا ومغربا طوال القرن الماضي في استيراد هذه الأفكار الجاهلية التي مزقت قلوب الأمة، ونافرت بين دولها و أفرادها، ولم يسلم منها إلا من سلمه الله تعالى، ويمكن مراجعة هذه الرسالة اللطيفة للعلامة ابن باز رحمه الله "نقد القومية العربية" ففيها خير كثير، و كذلك مراجعة بحث "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" في أضواء البيان، و كذلك رسالة "الإسلام و الحضارة الغربية" للدكتور محمد محمد حسين رحمه الله، ولكن هذا يحتاج من هذه الجماهير أن تراجع كل شيء في حياتها وأن تصحح عقيدتها، و عبادتها، ومعاملاتها، وأخلاقها، وتصوراتها، وأفكارها على منهاج الكتاب والسنة بهدي الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الفرح الثاني:
وضوح قضية أهل غزة عندهم وقد ظهر من كثير منهم أنهم مستهدفون لأنهم مسلمون، وهذه الصور التي نقلت في وسائل الإعلام عمن يجودون بأنفسهم وهم يرفعون إصبع السبابة ويجأرون بكلمة التوحيد واضحة بحمد الله، ولا أنسى مشهد هذه البنت الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها عشر سنوات وهي تقول لأخواها وقد سمعت صوت القصف الصاروخي: "ارفعوا السبابة وتشهدوا تشهدوا حتى تموتوا على ذلك؟!!".
فالحمد لله ونرضى بقضاء الله، ومن مات في سبيل دينه، و ختم له بالتوحيد فلا يضره بعد ذلك شيء إن شاء الله!!
الفرح الثالث:
هذا الصبر العجيب الذي رأيناه من أهل غزة من الرجال الشيب ومن النساء العجائز، ومن الأمهات المكلومات في أزواجهن و أبنائهن، وهذا الإصرار على الصمود، وعدم الهزيمة، وهذه أم الدكتور نزار تقول: "مات أولادي وتركوا لي بندقية سأحملها وأدافع بها و قتل بها اليهود إذا أتوا إلينا" والصبر مفتاح النصر إن شاء الله!!
الفرح الرابع:
هذه الصواريخ التي يطلقها أهل غزة على عدوهم وأصبحت تصل إلى مدى ستين كيلو مترا مما لم يكن في حسبان اليهود، ووصلت هذه الصواريخ إلى مدن مثل عسقلان، وبئر السبع، والنقب، وغيرها من المدن التي يحتلها اليهود، فأثارت فيهم الرعب بفضل الله، واختبأ كثير منهم في الملاجئ و رؤي مسؤول يهودي ينام كالفأر المذعور تحت سيارته خوفا من قصف الصواريخ {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [سورة المدثر: 31]، فبرغم أن هذه الصواريخ ليست بالمتطورة، لكن اليهود أجبن الخلق وبهم من الرعب ما يفوق مئات المرات ما عند أطفال غزة فكيف برجالها؟!! فالحمد لله!!
الفرح الخامس:
إن رفع راية الجهاد ومقاومة اليهود إيذان بقرب تحقق النبوءة النبوية وهي: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله...» [رواه مسلم].
الفرح السادس:
نبشر أهل غزة أن اليهود رغم كفرهم وجبنهم عن المواجهة فإن معهم من أسباب السقوط والهزيمة ما هو كاف بأهون وأيسر الأسباب فمن ذلك:
1-أنهم أهل مكر، وقد قال تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [سورة فاطر: 43].
2-أنهم أهل غدر، وقد قال تعالى: {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [سورة الفتح: 10].
3- أنهم أهل بغي، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} [سورة يونس: 23].
4- أنهم أهل ظلم، وقد قال تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} [سورة الإسراء: 33]، وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [سورة هود: 102]، وقوله تعالى: {وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً} [سورة الفرقان: 19].
المصدر: طريق الإسلام