مع القرآن : انظر حولك
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
في خضم الرحلة يحتاج المرء للتأمل و التفكر ليتذكر و يتجدد الرباط بمنظومة الكون المسبح بحمد الله الخاضع لأمره .
تذكر أن الكون كله موحد مسبح متناغم في منظومة كونية خاضعة لله تعالى بالتوحيد .
و تذكر أنه لم يشذ عن هذه المنظومة الهائلة إلا كافري الجن و الإنس .
و بالتالي : ما دمت على التوحيد فأنت مع القوة المطلقة و الأغلبية الساحقة
قال تعالى :
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} . [البقرة 164]
قال العلامة السعدي رحمه الله :
أخبر تعالى أن في هذه المخلوقات العظيمة، آيات أي: أدلة على وحدانية الباري وإلهيته، وعظيم سلطانه ورحمته وسائر صفاته، ولكنها {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } أي: لمن لهم عقول يعملونها فيما خلقت له، فعلى حسب ما منّ الله على عبده من العقل، ينتفع بالآيات ويعرفها بعقله وفكره وتدبُّره، ففي { خَلْقِ السَّمَاوَاتِ } في ارتفاعها واتساعها، وإحكامها، وإتقانها، وما جعل الله فيها من الشمس والقمر، والنجوم، وتنظيمها لمصالح العباد.