بيان علماء الطائف
ملفات متنوعة
وليعلم الجميع أن أطماع العدوان اليهودي والصليبي لن تقف عند قطاع غزة
بل سوف يتعدى إلى بلاد المسلمين كما هو مكتوب عندهم، لذا فإن السكوت
عن مناصرة إخواننا في غزة هذه الأيام يعتبر سببا لاتساع أطماع العدو
الغاشم وتمهيدا لتنفيذ المخططات الإجرامية.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
الحمد لله وحده الذي هدانا للإسلام وأنعم علينا بالقران وهو حسبنا ونعم الوكيل، والصلاة والسلام على نبينا الصادق المصدوق وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد:
فهذا بيان من بعض أهل العلم بالطائف حول أحداث غزة، نقول وبالله نستعين وعليه الاعتماد والتكلان:
أولا - إن العدوان اليهودي الظالم على إخواننا في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا إنما هو عدوان على الإسلام، وامتداد للحرب على الإسلام من لدن هؤلاء الكفار، لا مسوغ لها إلا ذلك، هذه حقيقة معلومة لكل احد أن الذي يحاربه اليهود في غزة هو الإسلام تحت شعار الحرب على الإرهاب، والحمد لله زالت الغشاوة عن عيون كثير من الناس الذين كانوا مخدوعين بالديمقراطية والحضارة الغربية، قال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [سورة المائدة: 82]، واليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض.
ثانيا - إن العدو اليهودي علم عدوه الحقيقي (حماس) فقصده وغض طرفه عما سواه، فمن قام بشرع الله عز وجل ووالى في الله تعالى وعادى في الله تعالى فهو المسلم الحق الذي لن ترضى عنه اليهود ولا النصارى حتى يتبع ملتهم، كما قال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [سورة البقرة: 120]، وقال سبحانــه: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} [سورة البقرة: 217]، وليعلم الجميع أن أطماع العدوان اليهودي والصليبي لن تقف عند قطاع غزة بل سوف يتعدى إلى بلاد المسلمين كما هو مكتوب عندهم، لذا فإن السكوت عن مناصرة إخواننا في غزة هذه الأيام يعتبر سببا لاتساع أطماع العدو الغاشم وتمهيدا لتنفيذ المخططات الإجرامية.
ثالثا - إن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن العاقبة للمتقين، وأن الأرض لله عز وجل يرثها من يشاء من عباده، {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ} [سورة الأنفال: 10]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [سورة محمد: 7-8].
رابعا - إن الواجب على حكام المسلمين هو الدعوة إلى جهاد الكفار المعتدين الغاصبين ودعم الموحدين الذين يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولتكون كلمة الله تعالى هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، بكل ما يستطيعونه من أنواع الدعم بالمال والنفس، وقطع النفط والغاز عن الأعداء ومقاطعة سفاراتهم وغير ذلك.
وليعلم الجميع أن اليهود أهل غدر ونقض للعهود والمواثيق فقد عاهدوا أكثر من مرة وفي كل مرة ينقضون عهدهم.. على هذا لم يعد أي اعتبار خاصة بعد عدوانهم على غزة لأي اتفاقيات أو عهود أو مواثيق، وإنا ندين الله تعالى بهذا، ونخشى أن نندم حين لا ينفع الندم قال الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [سورة المائدة: 52]، ويحرم السكوت وخذلان إخواننا فإن من خذل مسلما في موطن يحب نصرته فيه خذله الله تعالى في موضع يحب أن ينصره الله تعالى فيه، ولا سبيل للنصر على الأعداء إلا بالجهاد في سبيل الله تعالى ذروة سنام الإسلام وبذل جميع أسباب النصر كما قال الله عز وجل: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد: 7].
خامسا - إن المسؤولية أعظم على أهل هذه البلاد حكاما وعلماء، فهذه البلاد المباركة مأرز الإيمان ومهبط الوحي ومنبع التوحيد وهي محط أنظار المسلمين، فتكون عليهم أكثر من غيرهم لنصرة إخواننا ودفع العدو الصائل عن بلاد الإسلام في كل مكان ومن ذلك مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل مايستطيعونه من قوة البدن والمال إلى غير ذلك.
سادسا - إنه من الواجب على عموم المسلمين الاهتمام بأمر المسلمين في هذه البقعة المحاصرة التي لاقت صنوف الأذى والتضييق والحصار على أيدي هؤلاء الكفرة المشركين من اليهود ومن عاونهم وناصرهم من النصارى وغيرهم، وتحديث النفس بمجاهدة الكفار وتربية الناشئة على ذلك، والإعداد لمجابهة العدو بكل مايستطيعونه من قوة، كما نوصي ببذل الأموال لإخواننا الذين يسعون لنصرة الدين في كل مكان ومن ذلك أهل غزة في أرض فلسطين، كما نوصي المسلمين بالدعاء في الصلوات وغيرها، كما نوصي بمقاطعة منتجات الأعداء للضغط عليهم من كل باب.
سابعا- ليعلم المسلمون في كل مكان أن من عوامل النصر الإقلاع عن الشرك والبدع والمعاصي والمنكرات والتوبة منها والحذر كل الحذر منها لأن ذلك من عوامل تخلف النصر وحصول الهزيمة وتسلط الأعداء {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة آل عمران: 165]، وليحذر القاعدون والشامتون الذين يقولون: "حذرنا حماس ويا ليتهم ما فعلوا"، من عقوبة تصيبهم {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة آل عمران: 168]، كما يجب على المسلمين إقامة الفرائض كما شرعها الله تعالى والحرص على التقرب إلى الله تعالى بالنوافل.
ثامنا - على تجار المسلمين والموسرين من المسلمين بذل الأموال لإخواننا المسلمين في غزة، والله تعالى يقول: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً} [سورة المزمل: 20]، ولكم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أسوة حسنة، فهذا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، وهو في وقت فقر جهز جيش العسرة، وبعض الصحابة أوقف مزرعته وبستانه لطاعة الله تعالى وابتغاء الأجر من الله تعالى.
تاسعا - نقول لإخواننا في غزة: اصبروا وصابروا ورابطوا وجاهدا في سبيل الله تعالى لإعلاء كلمة الله عزوجل وتطبيق شرعه وتحرير البلاد من حكم الطاغوت الصهيوني، فنعم الرجال أنتم، والحرب دول {وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [سورة محمد: 35]، وقلوبنا معكم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم»، قالوا: "يا رسول الله، وهم بالمدينة؟!"، قال: «وهم بالمدينة، حبسهم العذر» [رواه البخاري]، وليكن تعلقكم بالله تعالى وحده لاشريك له فهو وحده المعين والمؤيد ولا ناصر سواه، وقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل، لا يضرها من خالفها؛ تقاتل أعداءها، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه، حتى تأتيهم الساعة، كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك؛ حتى يلبسوا له أبدان الدروع»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم أهل الشام»، ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه؛ يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها [أخرجه البخاري في التاريخ الكبير4/248، الحديث ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر مقبول، والحديث حسن لشواهده الكثيرة، واصله في مسلم].
واجمعوا كلمتكم على الطاعة لله تعالى ثم السمع والطاعة لمن تولى أمركم، والعاقبة للمتقين.
عاشرا - نوجه الوصية لإخواننا في غزة وفي كل مكان بالرباط على الحق {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: 139]، كما نوصي جميع إخواننا في فلسطين خاصة أفرادا وجماعات أن يقفوا مع إخوانهم في غزة وأن ينصرونهم بكل ما يملكون من قوة لأن نصرتهم لإخواننا في غزة اوجب عليهم من غيرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والعاقبة للمتقين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
______________________________________
فضيلة الشيخ د/ أحمد بن موسى السهلي رئيس جمعية تحفيظ القران بالطائف.
فضيلة الشيخ د/ محمد بن سليمان المسعود القاضي بالمحكمة الجزئية بالطائف.
فضيلة الشيخ/ فهد بن عبدالله العبيدان القاضي بالمحكمة العامة بالطائف.
فضيلة الشيخ د/ راشد بن مفرح الشهري القاضي بالمحكمة العامة بالطائف.
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن سليمان البهدل القاضي بالمحكمة العامة بالطائف.
فضيلة الشيخ / عبدالله بن حسن الحارثي القاضي بالمحكمة العامة بالطائف.
فضيلة الشيخ / بدر بن سليمان الخضر القاضي بالمحكمة العامة بالطائف.
فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن عابد المالكي قاضي محكمة قيا العامة.
فضيلة الشيخ / ذياب بن سعد الغامدي تعليم الطائف.
فضيلة الشيخ د/ محمد بن زيلعي هندي جامعة الطائف.
فضيلة الشيخ د/ متعب بن خلف السلمي جامعة الطائف.
فضيلة الشيخ/ صالح بن محمد الزهراني إمام وخطيب جامع الفرقان بالطائف.
فضيلة الشيخ/ عبدالمطلب بن خلف الله القرشي إمام وخطيب جامع العقيل بالطائف.
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن محمد العسيري تعليم الطائف.
المصدر: موقع نور الإسلام