شكرا غزة أحييت فلسطين

فريق عمل طريق الإسلام

غزة الحبيبة لله درك فلم تحيي فقط فلسطين بل أحييت المسلمين .....

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله قائد المجاهدين وامام المتقين أما بعد....

قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} [سورة الأحزاب: 9].

وقال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة المائدة: 11].

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، َأَعَزَّ جُنْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلاَ شيء بَعْدَهُ.

قطاع غزة بات رقما صعبا ونموذج يرتقى ويتطلع له في الثبات والاقدام والإصرار بعدما من الله عليه بصمود منقطع النظير أمام وحشية الصهاينة المجرمين.

لكن مع قطاع غزة لنا وقفة؛ فما حدث وما رأيناه لم يكن ليأتي صدفة ونتائجه - لكل ذي بصيرة - إنما هي وليدة أسباب وأعمال بعد فضل الله ومنه.

على مدار العقود الماضية ومنذ إعلان الشيخ عز الدين القسام الجهاد في ثلاثينيات هذا القرن ومن ثم تأتي حماس وتنشىء كتائب عز الدين القسام بعد قرابة الأربعة عقود في مطلع التسعينات، ومنذ ذلك الحين نرى عمليات مختلفة لها وللفصائل المجاهدة الأخرى، وهذا طبيعي كتربية جهادية لأعضاء فصيل مقاوم فقد طلبوا رضا الله فثبتهم الله...

ولكن ما جرى في غزة نصر من نوع آخر، نصر لجيل كامل؛ فهذا الجيل من المقاومين والصامدين هم من كانوا أطفالا في الانتفاضة الأولى فكيف بهم وقد اشتد عودهم، لله درهم، ولسان حالهم يقول: "اللّهُمَّ أَنْتَ عَضُدُنا، وَأَنْتَ نَصيرُنا، بِكَ نحولُ وَبِكَ نصولُ وَبِكَ نقاتِل". ومن الملاحظ والملموس جليا أن إيمان وثبات الشعب الفلسطيني في غزة تحديدا كان له أبلغ الأثر في نصرة وتثبيت المقاومين من بعد الله.

فمع تنوع القنوات الإخبارية ما بين مناصر للمجاهدين ومعارض لهم لم نر أو نسمع ممن أصيب أو فقد أهله أو بيته علامات السخط أو عدم الرضى أو الجزع، بل على العكس تبدو عليهم - نحسبهم والله حسيبهم- علامات الرضى والإيمان؛ فتجد أحدهم يقول لك: "الحمد لله على قدر الله"، ولن أنسى مشهد المرأة المنقبة التي أصبح بيتها ركاما عن بكرة أبيه وهي تقول: "لإن فقدنا مثلما فقدناه مرة أخرى لما تحركت عقيدتنا قيد أنملة"، فالله درك فمثل هذه الأم هي بإذن الله من سينشىء جيل النصر.

فقد بدت التربية الايمانية جلية واضحة في قطاع غزة، وهذا أكبر علامات النصر وهذا أشد ما يريد اقتلاعه أعداء الدين والمنافقين فقد لمسوا تغير الحال في القطاع وصبر الناس على الحصار بتثبيت الله لهم، ولمسوا التفاههم حول المجاهدين ومناصرتهم لهم؛ فقد أصبح الشعب من حماس كما أن حماس من الشعب فقد قال تعالى: قال الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [سورة الأنفال: 9].

بل أن مما يشرح الصدر ويفرح القلب في أن ما حدث في غزة أحيا الأخوة الإيمانية والنفرة الجهادية، بل انظر كم المظاهرات التي خرجت تؤيد حماس كبرى فصائل الجهاد في أرض فلسطين وسمعنا هتافات من أمثال: "يا قسام يا حبيب دمر دمر تل أبيب" و "كلنا حماس"، وهذه الشعارات لم تكن فقط في الدول الاسلامية بل في عقر دار أشد البلاد عداوة للإسلام من أمثال بريطانيا وأمريكا، بل انظر كيف كانت هَبّة الشارع في المغرب العربي وكيف ظهر المعدن الأصيل لأحفاد السلطان عبدالحميد ممثلة في أردوغان!!

غزة حماك الله وحفظك أحييت العالم من سبات عفن مقيت، وما كان مقبولا بالأمس أصبح بالتأكيد مرفوضا في الغد فلن تكون تنازلات المستقبل أبدا بحجم تنازلات الماضي؛ فقد لقنت غزة المرجفين والمنافقين والمدلسين والجنباء والكافرين درسا شديدا جديدا.

غزة أعدت تعريف المسلمين بفلسطين وقضيتها وذكرت المسلمين بما يحدث فيها ففي باكستان خرجت المظاهرات وطالب الناس بإعادة تعريفهم بقضية فلسطين، وفي المدارس التركية عرف المدرسون الطلبة بما يحدث وامتلأت الجرائد وأجهزة الاعلام بمشاهد وبرامج ومقالات عن تاريخ فلسطين وما يحدث فيها، وعبىء الرأي العالمي لا العربي فقط تجاه بني صهيون، وإن حاولت قنوات الخزي إخفاء ذلك عن شعوبها وقد بدا ذلك في حوار مع رئيس تحرير جريدة فرنسية خرج إلينا يقول أنه لا يثق في إعلام بلاده المنحاز لإسرائيل!!.

غزة أحييت الجهاد الفلسطيني وغذيتيه، فلمن يعقل له أن يتخيل كم كان صمود أولئك الرجال من كافة الفصائل وكيف كان الترتيب التقني والتنظيمي بينهم حتى يتم صد العدوان بهذه الصورة المشرفة فلم يعد الجهاد الفلسطيني مشتتا أو يعتمد على عمليات فردية بل هو تكتيك عسكري على أبعد مستوى؛ فبأسلحة وعتاد لا يقارن مع عتاد وطائرات وبارجات الصهاينة حقق المقاومون بفضل الله ميزانا للرعب، بل أن الإيمان ومعدن أهالي غزة ظهر جليا والجزع والإحباط والأمراض النفسية طغت على الصهاينة.

غزة أدرك المرجفون أن الإيمان تغلل فيك وملىء قلبك وجوارحك لذلك قال أحدهم عليه من الله ما يستحق: "لن نسمح بإمارة اسلامية على حدودنا"، ونعم بكل عز وانتماء نقول أن غزة تجاهر برفع راية الإسلام والإيمان، وقد قال الدكتور وليد العنجري عن مشروع تحفيظ تابع لجمعية خيرية يشرف عليه في قطاع غزة: "أن عدد حافظي القرآن الذين تخرجوا من الحلقات في العام قبل الفائت كان 400 حافظ، أما في العام الفائت مباشرة فقد كان 4000 ألاف حافظ"، الله أكبر عشرة أضعاف في عام واحد.

غزة أطفالك وشبابك ونسائك وشيوخك هم وقود المرحلة الجهادية الحالية والتالية فلن ينسى شعبك آلة الغدر الصهيونية وسيعدوا لها العدة، وإن حاول شراذم الأمة محاربتك وإثناؤك ففي كل عائلة ثأر ينتظر إرواء غليله فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم انصرني على عدوي، وأرني فيه ثأري» [صححه الألباني]. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وصححه الألباني. رفع الله قدرك يا غزة العزة فقد وعيتم ووعيتم أن معركتنا مع الصهاينة عقدية إيمانية، ينصرنا الله بفضله وبأعمالنا وبإيماننا وبعدنا عن المعاصي والسيئات.

نصرك الله يا غزة كما نصرت الأمة، ولكل من فقد عزيزا أذكره أن يدعو الله له أن يتقبله من الشهداء فما الحياة الدنيا إلا حياة تعس وشقاء، وما حياة الشهيد إلا راحة ونعيم ورخاء، ولمن أصيب أو له من أصيب في هذه المعركة أن يحتسب لله جرحه أو فقده عضوا فلاشك سيبدله الله سبحانه خيرا كثيرا بإذنه كما أبدل عبدالله الطيار جناحان بدلا من يديه اللتان فقدهما في المعركة أبدله جناحان يطير بهما في الجنة، فأبشروا وبشروا أهلي الأحباب واعذروني لتقاعسي عنكم فاليدين مكبلتان!!

وأذكر نفسي وإخواني وأهالي غزة بدعاء بعد المعركة:

عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استووا حتى أثني على ربي فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلاَ هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ، وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنْ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَ لاَ مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ» واللفظ لأحمد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في المجمع (رقم9849): "رجال أحمد رجال الصحيح".ا.هـ. وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (1/243 / رقم 541).
غزة الحبيبة لله درك فلم تحيي فقط فلسطين بل أحييت المسلمين .....

الياسين
[email protected]

المصادر:
أَذكَارِ الجِهَادِ و الدُّعاءِ على الكُفَّارِ الصَّحِيحَةِ لوائل الدسوقي








المصدر: طريق الإسلام