أنت حبيب الله
علاقة مميزة بينك وبين الله تعالى أسمى من أي علاقة أخرى في الوجود؛ إنها علاقة الرب جل وعلا الرحمن الرحيم بالعبد الضعيف الصغير الحجم المحدود القوة
- التصنيفات: تزكية النفس -
علاقة مميزة بينك وبين الله تعالى أسمى من أي علاقة أخرى في الوجود؛ إنها علاقة الرب جل وعلا الرحمن الرحيم بالعبد الضعيف الصغير الحجم المحدود القوة القصير الأجل قليل المعرفة الذي أوجده من العدم ونفخ فيه من روحه وخلقه بيديه وأسجدَ له ملائكته؛ علاقة الخالق بالمخلوق الذي اصطنعه على عينه واختصه لنفسه.
تكفل برزقك، يحبك ويريد لك الخير والراحة لا العنت والمشقة. جعل الملائكة تتقرب إليه سبحانه بالاستغفار والدعاء لك: {وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ} [الشورى:5]، {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ . رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر:7- 9].
علاقة يسميها الشهيد سيد قطب رحمه الله: "خصوصية العناية الربانية" (الظلال:5/3028).
علاقة قائمة على الحب والتكريم والتفضيل: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء:70].
يباهي بك الملائكة: خرج صلى الله عليه وسلم يومًا على حلقة من أصحابه فقال: «
» قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا. قال: « » قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: « » (مسلم:2701).ويقول صلى الله عليه وسلم: «
» (صحيح الجامع:1867).يضحك لصنيعك ويعجب لفعلك ويستبشر بك ويحبك فيغفر لك ويدخلك الجنة: فيقول صلى الله عليه وسلم: « » (حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:624).
ويقول صلى الله عليه وسلم: «
» (صحيح الجامع الصغير:8102).يفرح بتوبتك وهو غني عنك: «
» (مسلم)، وفي رواية: « » (مسلم).أنت عند الله أغلى ما في الوجود؛ فمن أزهق روحًا خلقها الله بيده ونفخ فيها من روحه أو أسرف فسادًا في الأرض كأنما أهلك العالم بأسره: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]. قال صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح الجامع:5077).
يكره ما تكرهه أنت؛ ففي الحديث القدسي: «البخاري:6502).
» (مراده سبحانه أن يدخلك الجنة: {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة:221]، {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ} [يونس:25]، يريد أن يدخل عباده الجنان ولا يريد أن يُدخل أحدًا من منهم النار: {وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر:7]، ويمهل الغافلين علهم ينتبهون من غفلتهم فلا يدخل النار إلا من يأبى ويصر على ألا يدخل الجنة قال صلى الله عليه وسلم: « » (البخاري:6737). نعم، هذه هي الحقيقة التي يغفل عنها البشر: « » (صحيح الجامع).
يتبع إن شاء الله،،
ماهر إبراهيم جعوان