(6) تحقيق التوحيد
تحقيق التوحيد يكون بشهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله وهذا التحقيق له درجتان.
- التصنيفات: التوحيد وأنواعه -
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
تحقيق التوحيد يكون بشهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله وهذا التحقيق له درجتان: درجة واجبة، ودرجة مستحبة وفيما يلي تفصيل لذلك:
فالدرجة الواجبة تتحقق بثلاثة أمور:
ترك الشرك بجميع أنواعه الأكبر والأصغر والخفي.
ترك البدع بأنواعها.
ترك المعاصي بأنواعها.
والدرجة المستحبة وهي التي يتفاضل فيها الناس ويتفاوتون تفاوتًا عظيمًا وهي: أن لا يكون في القلب شيء من التوجه لغير الله أو التعلق بسواه؛ فيكون القلب متوجهًا بكليته إلى الله ليس فيه التفات لسواه، نطقه لله تعالى، و فعله وعمله لله تعالى، بل وحركة قلبه لله جل جلاله.
لابد لتحقيق هاتين الدرجتين من أمور:
أولها: العلم، وإلا فكيف يحقق التوحيد ويعمل به من لا يعرفه ويفهمه، فواجب على كل مكلف أن يتعلم من توحيد الله ما يُصَحِّحُ به معتقده وقوله وعمله، ثم ما زاد فهو فضلٌ وخيرٌ.
ثانيها: التصديق الجازم واليقين الراسخ بما ورد عن الله وعن نبيه صلى الله عليه وسلم من أخبار، وأقوال.
ثالثها: الانقياد والامتثال لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بفعل المأمورات، و ترك المحظورات والمنهيات.
وكلما كان الإنسان أكثر تحقيقًا لهذه الأمور كان توحيده أعظم وثوابه أكبر، فليس تحقيق التوحيد بالتمني، ولا بالتحلي، ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق، وإنما بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان، وحقائق الإحسان؛ وصدقته الأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة الجليلة.
فعلى المسلم أن يبادر لحظات العمر، ويسابق ساعات الزمن في المبادرة إلى الخيرات، والمنافسة في الطاعات، وليستهون الصعب، وليستلذ الألم، فإن سلعة الله تعالى غالية. إن سلعة الله جل جلاله الجنة.