لا تبالغ في إرضائها فتندم
أبو الهيثم محمد درويش
من أسباب التكاسل عن الطاعات والتي قد تؤدي إلى تركها وزيادة طبقة الران على القلب، وقد تؤدي مع الإهمال إلى النفاق عياذًا بالله: شِبَع البطن.
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
من أسباب التكاسل عن الطاعات والتي قد تؤدي إلى تركها وزيادة طبقة الران على القلب، وقد تؤدي مع الإهمال إلى النفاق عياذًا بالله: شِبَع البطن.
قال صلى الله عليه وسلم: «الألباني في صحيح سنن الترمذي)، قال ابن قدامة: "كثرة الأكل تورث الكَسَل والفُتُور" (مختصر منهاج القاصدين).
» (صححهوالعكس بالعكس صحيح فالنِّفاق يورث الكَسَل في العبادة لا محالة، كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النَّساء:142].
وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان سواء الصدر والبطن.
روت عائشة رضي الله عنها قالت: "إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ. فَقُلْتُ -أي عروة بن الزبير-: يَا خَالَةُ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتِ: الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ، وَالْمَاءُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهِمْ، فَيَسْقِينَا" (متفق عليه).
وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: "مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (رواه مسلم:2970).
وعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: "مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ" (رواه البخاري:6455).
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "فيه إشارة إلى أنهم ربما لم يجدوا في اليوم إلا أكلة واحدة، فإن وجدوا أكلتين فإحداهما تمر" انتهى. (فتح الباري:11/292).
والخلاصة: احذر من شبع بطنك، ولا تبالغ في إرضائها فتندم.