أريد أن أعرف الله وأتفرب إليه وأحبه

محمد علي يوسف

ازاي أعرف ربنا وأقرب منه وأحبه؟ ثانيا ممكن ترشحلي حاجات أسمعها عن شرح أسماء الله الحسني. وممكن ترشحلي كتب دينيه عشان أعرف ديني وأفهمه؛ وخصوصا اني عاوز اقرب لربنا بس مش عارف أبدأ منين وازاي. عاوز أكون ملتزم ظاهرا وباطنا بس مش عارف.

  • التصنيفات: التقوى وحب الله - طلب العلم - الطريق إلى الله -

ما تسأل عنه يا عزيزي هو أسمى مهمة لحياتك؛ أن تتعرف على مولاك وتتقرب من خالقك؛ المحزن أنك تجد كثيرا من الناس يعرفون عن كل شىء شيئا لكن إذا جاء الأمر لذلك النوع من المعرفة تجد المأساة.

لوفتح موضوع عن السياسة تجده ينطلق؛ ينقلب الكلام عن كرة القدم تجده وكأنه المدرب العالمي والحكم الدولي والخبير الرياضي؛ فتنتقل به إلى السيارات وموديلاتها فلا يمانع؛ فى الفن فهامة وفى الطب علامة وفى الموضة أستاذ وأستاذة، لكن لواحتاج لأن يتكلم عن ربه ولو لدقائق أو طُلب منه أن يعرف أحدا على مولاه فلربما لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة، ببساطة لأنه عايش كل ما سبق، فعرفه وفهم عنه؛ وصدق من قال المعايشة أساس الفهم.
إن التعرف على الله مهمة حياة وإن كل لحظة تنفقها من عمرك لتتعلم عن ربك وتتعرف عليه بأسمائه وصفاته لهى لحظة غالية نفيسة؛ لن تكون حياتك بعدها مثل حياتك قبلها؛ وإن أعظم ما تتعرف به على ربك هوكلامه: {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14].

هل جربت يوما أن تقرأ كتاب ربك بهذه النية وبذلك الهدف؟
إن أعظم ما تتعرف به على الله جل وعلا؛ كلامه هو عن نفسه؛ ثم كلام عباده المقربين العارفين به عنه؛ ثم كتابه المنظور من حولك والذى تتجلى فيه آثار قدرته ورحمته وسائر صفات الجلال والجمال والكمال التى يتصف بها؛ ثم من خلال معاملته لك أنت شخصيا.
فمن خلال كلامه عن نفسه في كتابه المنزل وأحاديثه القدسية تستطيع أن تتعرف على أسمائه وصفاته؛ والقرآن الكريم هوأعظم كتاب اعتقاد موجود بين أيدينا فلا تكاد تخلو سورة أوآية فيه من ذكر لله أوحديث عن اسم من أسمائه أوصفة من صفاته؛ ولا يوجد مخلوق يحيط علما بالله جل وعلا لذا فأعظم ما تستمد منه معرفتك هوكلامه عن نفسه.
وأيضا تتعرف عليه من خلال كلام نبيه صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الصحيحة التى يكلمك فيها عن الله جل شأنه ويثني عليه ويحمده ويقدسه.
وتستطيع أن تتعرف على الله كذلك من خلال كلام العلماء العارفين الذين أفنوا أعمارهم في التعرف على الله والتعلم عنه.
وأيضا من خلال التدبر في الكون والنظر في ملكوت السماوات والأرض والتأمل في آثار رحمة الله في الخلق حيث تستطيع أن ترى تجليات الصفات في هذا الكون السرمدي البديع.
وكذلك من خلال معاملته لك في سائر حياتك ونعمه الظاهرة والباطنة التي حين تتذكرها وتتأملها تتعرف عليه تعرفا عمليا.
أكرر، إن التعرف على الله مهمة حياة؛ وليست فقط كتاب يُقرأ أومسألة تُدرس؛ ولكنها رحلة تحتاج إلى إرادة حقيقية وصادقة من المرء لكي يسلك سبيلها وينال تلك المعرفة.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام