أطفالنا وألعاب "الجيمز".. المخاطر والسلبيات

يحيى بن إبراهيم اليحيى

  • التصنيفات: موضوعات متنوعة -

انتشرت ألعاب الفيديو "جيمز" بمختلف أنواعها وأشكالها، وكثرت الأقراص التي تحتوي على هذه الألعاب حتى إنها لتعد بالمئات، وحيث كان مصدر معظم هذه الألعاب من دول غير مسلمة لا يراعى فيها دين ولا قيم ولا أخلاق؛ كان لابد من وجود مخالفات صريحة وخطيرة على كافة الجوانب الدينية والأخلاقية والسلوكية.

ومما يزيد الأمر خطورة غفلة بعض الجهات المسؤولة والجهات الرقابية والأسر عن دخول هذه الألعاب بما فيها من مخالفات تخل بالمعتقد والأخلاق والسلوك، حتى إن أماكن بيعها لا يقتصر على المحلات المختصة بل توجد في التموينات ومحلات الكماليات وغيرها، مما يؤكد تزايد الإقبال عليها من ناحية وضعف الرقابة عليها من ناحية أخرى.

وإنه مما يؤلم تلك الغفلة من أولياء الأمور عند استعمال أبنائهم لهذه الأقراص، ولو جلس الواحد منهم مع أبنائه وهم يمارسون اللعب في هذه الألعاب لعلم ما تحمله من سم زعاف، ولما سمحوا بإدخالها إلى بيوتهم ولكنهم نظروا إليها على أنها مجرد ألعاب أطفال.

ورغبة في تسليط الضوء على هذه المشكلة نحاول معا أن نسبر غور ذلك الموضوع:

أولاً: ما هي ألعاب الفيديو:
ألعاب الفيديو هي أقراص مضغوطة محملة بالبرامج المتنوعة، حيث يخصص كل قرص للعبة واحدة بعدة مراحل تختلف في عددها ووقتها من شريط لآخر، وتعمل هذه الأقراص على أجهزة كمبيوتر صغيرة مخصصة للألعاب بصورة تلفزيونية، كما يمكن تشغيل بعض هذه الألعاب على أجهزة الحاسوب الشخصية.

ثانياً: أنواعها من حيث الأجهزة:
يوجد عدة أنواع من الأجهزة من أشهرها مبيعاً وانتشاراً جهاز البلاي ستيشن الذي بلغت مبيعاته (بموديله الأول والثاني) أكثر من 200 مليون جهاز حول العالم (انظر المرفقات)، وجهاز الاكس بوكس، ويأتي بعد ذلك الأقراص التي تعمل على الجهاز الشخصي وجهاز ننتيدو والجيم بوي وغيرها، ولكل نوع من هذه الأجهزة نوع من الأشرطة تختلف في الشكل ولكنها غالباً تتفق في المضمون.

ثالثاً: مضامين الأشرطة:
تختلف مضامين ومواضيع هذه الأشرطة وغالباً ما تكون مضامين هذه الأشرطة مستقاة من أفلام غربية أو ممثلين و مغنين، أو أحداث معينة من حروب ونحوها، وبالتالي يكون داخل الشريط من ضمن خيارات اللعبة عرض لبعض المقاطع من الفيلم أو الأغاني المصمم عليها الشريط أو تعرض هذه المقاطع من الفيلم بين المراحل، وتتفاوت عدد هذه المقاطع ومدتها من شريط لآخر.

ويمكن تقسيم المحتوى العام للأشرطة كما يلي:
1- أشرطة الحروب.

2- أشرطة الرياضة بجميع أنواعها.

3- أشرطة المغامرات.

4- المصارعات والقتال.

5- أشرطة المهمات.

6- أشرطة تعليم الموسيقى والحب والرقص.

رابعاً: تحديد الفئات العمرية لكل شريط:
على غلاف كل شريط وفي الجهة اليسرى السفلية توضع علامة تدل على أن هذا الشريط صالح لفئة عمرية محددة (وفق الجدول المرفق)، وكذلك تدل هذه العلامة على ما يحتويه الشريط من مقاطع من عنف أو جنس أو شرب مسكر ونحو ذلك، ولا يسمح ببدء توزيع هذا الشريط وبيعه حتى يمرر على ما يسمى بـ (هيئة تقييم البرامج الترفيهية) بأمريكا فيعطى العلامة المخصصة له وفقاً لما يحتويه، ومن ثم فلا يسمح ببيع أي شريط لمن هم أقل من العمر المحدد على الغلاف، ووضع على ذلك غرامات مالية وعقوبات تصل للسجن والتغريم بالمال وإغلاق المحل في حال ثبوت مخالفة هذه التعليمات.

خامساً: المجلات والمواقع المتخصصة:
توجد في المحلات المتخصصة وفي بعض المكتبات مجلات دورية متخصصة في ألعاب البلاي ستيشن وغيرها من الألعاب، تحتوي على تعريف بالألعاب الجديدة وكلمات سر تزيد من قدرات ألعاب معينة وكذلك أخبار الألعاب وما سيأتي من جديد، ويوزع مع بعض هذه المجلات شريط (CD) يحتوي على مقاطع لألعاب متعددة على سبيل الدعاية، كما أن من الغريب جداً أن نجد جرائد مشهورة داخل المملكة مثل جريدة الجزيرة تعلن أسبوعياً في ملحقها (العالم الرقمي) أخباراً ودعاية لبعض الأشرطة التي تعتبر من الأشرطة المخلة بالعقيدة والأخلاق، فمثلاً نشرت الجريدة السابقة في ملحقها العدد رقم (134) دعاية لشريط (First to Fight) الذي يحث على قتل المسلمين، والغريب أن جريدة الرياض نشرت تحذيراً من الشريط نفسه في العدد رقم (14025).

وكذلك توجد عدة مواقع متخصصة على شبكة الإنترنت باللغة العربية تهتم بهذه الألعاب يتداول فيها المهتمون ما يختص بهذه الألعاب من جديد أجهزة وألعاب وغير ذلك، عبر منتديات مقسمة ومنظمة، وبنظرة سريعة إلى هذه المنتديات يتبين افتتان كثير من الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم بهذه الألعاب حيث تجد التتبع والاستقصاء الدائم وكتابة المواضيع المطولة لشرح لعبة واحدة والتشاور وتبادل الخبرات والأسرار وغير ذلك.

سادساً: القرصنة ونسخ وتعديل الأشرطة:
من أبرز أسباب انتشار الألعاب بشكل كبير (نسخ الأشرطة) حيث إن غالب المحلات الموجودة حالياً بالسوق قائمة على النسخ، بل لا توجد الأشرطة الأصلية إلا في محلات معينة ومعروفه، ويرجع ذلك إلى ارتفاع سعرها حيث يتراوح سعر الشريط الأصلي الواحد من 100 إلى 350 ريال بينما المنسوخ لنفس اللعبة تماماً من 5 إلى 10 ريالات، ولاشك أن ذلك يساهم في سرعة تبديل المستخدم للعبة سريعاً وشراء كل جديد مباشرة، إضافة إلى أن ذلك ممنوع نظاماً حتى وإن كان محتوى هذه الأشرطة مباحاً ولا يحتوي على محظورات شرعية.

كما أن للنُّساخ دور آخر يجعل الإقبال على أشرطتهم أكثر، وهو تعديل محتوى الشريط بحيث تجد اللاعبين يتكلمون اللغة العربية أو يضيفون أغاني عربية وكذلك إضافة قدرات أعلى للعبة (أسلحة لا تنتهي)، (لا يتأثر اللاعب بالرصاص)، ونحوها.

كما يساهم النُّساخ بتزوير غلاف الشريط إذا كان عليه مخالفة صريحة وواضحة، فمثلاً تبديل الصور التي تدل على الإباحية من غلاف الشريط إلى صور عادية من دون طمس ذلك في محتوى الشريط لتضليل المراقبين وأولياء الأمور عند إدخال هذه الألعاب للسوق أو للمنزل، وكذلك تغيير العلامة العمرية الموجودة على غلاف الشريط (التي سبق الإشارة إليها سابقاً) لتصبح صالحة لكل الناس فلا يحصر بيع هذا الشريط لفئة عمرية محددة.

ومن وجهة نظر نظامية فهذا يخالف حقوق الملكية الفكرية التي تلتزم بها المملكة من اتفاقيات ومواثيق دولية، ونجد أن الأجهزة الرقابية في وزارة الإعلام لا تحد من ذلك رغم كونها الجهة المختصة.

سابعاً: إتاحة اللعب داخل المحلات للراغبين:
في بعض محلات بيع أشرطة الألعاب وغيرها تتاح الفرصة للأطفال وغيرهم ممن لا يملك جهاز اللعب (البلاي ستيشن وغيره)، اللعب في المحل مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز 10 ريالات للساعة الواحدة بأي شريط يختاره من المحل، وبذلك يكون قد أتيح للطفل اللعب بعدد كبير من الأشرطة وبعيداً عن مراقبة أهله وذويه.

ثامناً: أين يكمن المحظور في هذه الألعاب:
يمكن القول بأنه لا تكاد تخلو لعبة من مخالفات شرعية بدأً بمخالفات العقيدة والأخلاق والإباحية وانتهاءً بالموسيقى والأغاني، ويمكن تقسيم المخالفات الواردة في هذه الأشرطة كالتالي:

1- المخالفات العقدية والفكرية:

حيث يعرض في بعض الألعاب ما يلي:
1- تصوير آلهة (باطلة) وكأنه نازل من السماء ذو جسم كبير وقامة عالية ولحية طويلة ونحو ذلك، تعالى الله عما يقولون ويفعلون علواً كبيراً.

2- الحث على قتل المسلمين، فتجد أن المستهدف بالقتل في اللعبة ويشار إليه بأنه عدو ويجب قتله يردد الكلمات العربية ويهتف (الله أكبر) ويتكلم عن الشهادة!!

3- إطلاق الرصاص والقذائف على المساجد وقتل من يحتمي بها.

4- تمزيق الكتب الدينية التي يظهر على بعضها جلياً اسم القرآن الكريم، أو رمي الكتب والمخطوطات العلمية والمشي عليها، وكل ذلك بتصوير دقيق ومحاكاة واضحة.

5- وجود الصلبان في كثير من اللعب على غلاف الشريط وداخل المنازل وفي الشوارع وعلى الصدور، بل جُعل جمع الصليب والبحث عنه في بعض الألعاب زيادة في قوة اللاعب وطول بقاءه.

6- محبة الكفار والتشبه بهم وتعظيمهم والتسمي بأسمائهم، حيث يُغرم كثير من اللاعبين بالشخصيات التي صممت اللعبة عليهم من مغنين ولاعبين، ونرى ذلك واضحاً جلياً في مواقع الانترنت التي تتكلم عن هذه الألعاب، فتجد أنهم سمو أنفسهم في المنتديات بأسماء هؤلاء المغنين أو اللاعبين أو المصارعين، بل إن بعض الألعاب تتيح للاعب أن يضع أسمه على الشخصية التي يلعب بها أثناء اللعبة، مع التقليد في لبس السلاسل وقصات الشعر والشورتات وغير ذلك، وذلك منتشر في أغلب الألعاب، وبنظرة سريعة مثلاً إلى لعبة كرة القدم التي تعتبر من أقل الألعاب مخالفات شرعية تجد أن ممارس اللعبة يستطيع أن يغير قصة شعر اللاعب إلى أكثر من ثلاثمائة وثمانين قصة شعر ما بين قزع وحلق لبعض الشعر وإبقاءٍ لغيره، وكذلك لبس السلاسل، واختيار الرقصات والحركات عند تسجيل الهدف!!!

7- وجود الأصنام كصنم بوذا مثلاً، في عدد من الأشرطة سواءً خلفية للعبة أو منظر في الطريق أو تحفة في المنزل.

8- تصوير العرب ورجال المقاومة بأنهم إرهابيون وضعفة ومتخلفون، ويحاولون محاكاة ذلك بجعل اللاعبين يتكلمون اللغة العربية ويلبسون اللباس العربي ويصورون البيئة عربية (نخيل، صحراء) ونحو ذلك، وقد ورد في إحدى الألعاب تخصيص السعوديين بذلك.

2- المخالفات الأخلاقية:

ويتمثل ذلك فيما يلي:
1- وجود العري في أكثر مراحل اللعب وفي أغلب الأشرطة، سواءً كان ذلك من أصل اللعبة كأن تكون اللعبة لعبة حب وعلاقات محرمة وإباحية، أو تكون الصور طارئة عليها مثل إدخال صور النساء العاريات في سباق السيارات والدبابات والدراجات سواءً في بداية اللعبة أو بين المراحل، كما تحتوي بعض الأشرطة مقاطع من الفيلم الذي صممت عليه اللعبة كما ذُكر ذلك آنفاً في مضمون الأشرطة.

2- انتشار البارات والمراقص على جنبات الطريق منها ما هو مغلق ومنها ما هو مفتوح يستطيع اللاعب أن يدخل فيها ويشاهد الخمور والعري والراقصات ويرمي عليهن المال، بل ويمارس معهن فعل الفاحشة بشكل واضح جداً.

3- الدعوة لتعاطي المخدرات من هيروين وحشيش وأُبر بعدة أشكال وأنواع واكتساب اللاعب القوة حين يتعاطي هذه الحبوب والمخدرات.

4- إتاحة الفرصة للاعب التحكم بشكل الشخصية التي يريد أن يلعب بها رجلاً كان أو امرأة وتغيير كافة أجزاء الجسم (وجه، لون، صدر، ساقين، يدين، ...الخ)، وكذلك الإكسسوارات وأدوات التجميل وقصات الشعر والملابس الخارجية وحتى الملابس الداخلية للمرأة؟!!!

5- ظهور صور حقيقة لنساء شبه عاريات يقمن بالرقص بين المراحل كمكافئة للاعب على إتمامه للمرحلة أو المهمة.

6- لعب القمار، وإلزام اللاعب بذلك في بعض الألعاب لتخطي المراحل.

7- السباب والشتائم السيئة بين الشخصيات في اللعبة أثناء اللعب سواء بالكلمات المعروفة باللغة الانجليزية أو بالكلمات العربية مثل (يا حيوان، يا عبيد، يا حمار...).

8- ظهور بعض الحركات الجنسية السيئة السوقية باليد والجسم في ثنايا اللعبة.

3- المخالفات السلوكية:
تتضمن هذه الألعاب عدداً من الآثار السلوكية السيئة التي أكدتها عدة دراسات متخصصة قام بها عدد من المختصين، ويتمثل ذلك فيما يلي:

1- تنامي روح العنف والعداء وحب الانتقام والمشاجرات لدى اللاعب في حياته اليومية، حيث يظهر في كثير من الألعاب القتل بجميع أنواعه وأشكاله وتقطيع الأجساد بشكل واضح بجميع الأسلحة والسكاكين.

2- التهور في قيادة السيارات والحث على التمرد على الأنظمة وقطع الإشارات والتفحيط والهروب من الشرطة بل وإطلاق النار عليهم، وكل ذلك يعتبر في اللعبة من قوة اللاعب واحترافه، ومن ذلك ما كُتب على غلاف إحدى الألعاب (كن أنت الحرامي وحاول أن تقوم بإنجاز المهام المطلوبة بعيداً عن عيون الشرطة).

3- الدعوة إلى السرقة، سواءً سرقة النقود، أو سرقة السيارات وغيرها.

4- دعوة إلى جميع الظواهر السيئة كالكتابة على الجدران والتحرش بالنساء وتدمير المحلات والزجاج والضرب بلا سبب.

5- تنامي روح العزلة لدى الطفل وحب الانطواء حيث لا يحتاج الطفل لمن يلعب معه فهو يجلس الساعات الطوال أمام الشاشة بلا ملل أو كلل.

4- الأثر الصحي:
ذكرت بعض الدراسات عن هذا الموضوع أن العاب الفيديو لها أثر على الصحة (انظر المرفقات)، ومن هذه الآثار، ما يلي:
1- ضعف البصر من جراء التركيز الدائم على الشاشة.

2- الإصابة بتقوس الظهر والعمود الفقري.

3- اضطراب الأعصاب وتوترها الدائم.

4- الإيذاء النفسي للطفل لوجود مناظر مرعبة ومخيفة أثناء اللعب.

5- اصابة اللاعب بنفس الحالة النفسية للشخصية الممثلة عن طريق التقمص

تاسعاً: تعامل الغرب مع هذه الألعاب:
إضافةً إلى أن الغربيين حينما صنعوا هذه الألعاب قاموا بتصنيفها والتعريف بمحتويات كل لعبة قبل صدورها في لجان وهيئات متخصصة، إلا أننا نجد أنهم أيضاً يرفعون الدعوى على بعض الشركات المصنعة لألعاب الجنس أو العنف خوفاً على مجتمعاتهم منها، فتجد هيلاري كلينتون مثلاً ترفع قضية على لعبة (جراند سان أندرس) بسبب ما تحتويه من جنس، وهي تباع عندنا بشكل علني ورسمي، وتجد أخباراً في مواقع رسمية بأن حاكم كاليفورنيا يحارب الألعاب، وكذلك أستراليا تمنع عدداً من الألعاب وغيرها وهذا موثق من عدة مواقع رسمية ومرفقة بهذا التقرير.

عاشراً: لماذا التركيز على ألعاب الفيديو:
يثير البعض تساؤلاً وهو لماذا التركيز على المخالفات التي في ألعاب الأطفال مع أن هذه المخالفات من أثر عقدي وأخلاقي وسلوكي موجود في غيرها من الأفلام المنتشرة في كل مكان، ويمكن الرد على هذا التساؤل من عدة نواحي كما يلي:

1- أن الأفلام السيئة والإباحية تُمنع بشكل قوي من عدة جهات حكومية ابتداءً من وزارة الإعلام وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بخلاف الألعاب فإنها تباع في كل مكان بشكل علني ورسمي ولا توجد رقابة أو ملاحظة عليها وإن وجد رقابة فهو بشكل طفيف وبعد بيع كميات كبيرة ورفع شكاوى عن الشريط المخالف.

2- أن الألعاب تستهدف الصغار بشكل أكبر وفي متناول أيديهم ولو منعت عنهم لما استطاعوا الوصول إليها، أما الكبار فلا يلتفتون غالباً لألعاب الجنس لأن من يريد الجنس منهم فسيجد ذلك في مواقع الإنترنت والقنوات السيئة.

3- الغفلة الكبيرة من أولياء الأمور عن جانب الألعاب واعتبارها إنما هي لمجرد التسلية فقط، أما الأفلام فمتقرر للجميع محاربتها وعظم خطرها.

الحادي عشر: ما هي الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة السيئة:
1- محاربة النسخ بكافة صورة وأشكاله، حيث يجتمع في النسخ المخالفة الشرعية والنظامية.

2- وضع هيئة من المختصين شرعياً ونظامياً وصحياً لتقييم كل لعبة جديدة قبل نزولها.

3- الرقابة الصارمة على هذه الألعاب وعدم فسح أي منها إلا بعد الاطلاع على محتواها، مع العلم أن موقع (هيئة تقييم البرامج الترفيهية) يكون فيه وصف واضح لكل لعبة وما تحتويه من مشاهد، وكذلك أيضاً الشركة المصنعة للعبة تطرح في موقعها وصفاً وصوراً ومقاطع فيديو كثيرة لها، واسم وموقع كل لعبة على الإنترنت مسجل على غلاف الشريط.

4- توعية أولياء الأمور بتشديد الرقابة على أبنائهم، وكذلك التوعية العامة في جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة.

5- توعية المعلمين في وزارة التربية والتعليم بخطورة تلك الأشرطة لتنبيه الطلاب عليها.

6- توجيه المستثمرين والمختصين ومنطقة التربية لدول الخليج العربي لإيجاد بدائل لهذه الألعاب.

7- إصدار التنظيمات التي تجرم بيع هذه الألعاب المخالفة، وإحالة من يقبض عليه في ترويج ذلك إلى القضاء للنظر في أمره وفق الوجه الشرعي.

وتلتقي مخاوف الكثير من تحول جذري في شخصية هذا الجيل وفكره الذي يتربى على هذه الألعاب منذ نعومة أظفاره بسبب ما يراه من مناظر تضر بدينه ومعتقده وسلوكه وتجعله يستمرء رؤية الفواحش والمنكرات، ولا شك أن تسلط الأعداء على الناشئة والجيل الصاعد هو مكمن الخطر، فإن سواعد البناء والرقي لكل أمة في ناشئتها وشبابها الذين تعلق عليهم الآمال العريضة في حفظ الأوطان وصيانة المقدرات، وعامل التربية من الصغر هو اللبنة الأولى للنشء فالقضية تعد من أخطر القضايا على المجتمع والأسرة والفرد أمنياً وأخلاقياً وسلوكياً واجتماعياً، وفي التفريط في هذا الجانب من الآثار مالا يخفى على كل عاقل بصير.

أسأل الله أن يحفظنا وأبنائنا من كل شر ومكروه، وأن يحفظ هذه البلاد من كل سوء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.







المصدر: موقع المسلم