أرباب الفكر الخنفشاري
أبو الهيثم محمد درويش
وعلى سبيل المثال لا الحصر ففي يوم واحد فقط طالعتنا الصحف بغرائب
هؤلاء من أرباب الفكر الخنفشاري الذي لم يخلق الله له أهلاً بعد
ليكونوا لهم سلفاً اللهم إلا الزنادقة والسكارى وأشباههم....
- التصنيفات: مذاهب باطلة -
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف
الخلق محمد صلى الله عليه وسلم:
لاشك أنه مع انتشار القلم ومع تقدم وسائل الاتصال ظهرت طبقة من خلق الله تلقبوا بألقاب ليست لهم وليسوا لها، وما هم لها بأهل، هذه الطبقة التي استقت ثقافتها من كل مستغرب، وجعلت أسرع طريق للوصول إلى الشهرة هو مصادمة ثوابت الإسلام، وجعلوا الدين مطية للوصول إلى مآربهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر ففي يوم واحد فقط طالعتنا الصحف بغرائب هؤلاء من أرباب الفكر الخنفشاري الذي لم يخلق الله له أهلاً بعد ليكونوا لهم سلفاً اللهم إلا الزنادقة والسكارى وأشباههم.
ففي يوم الأربعاء 18 فبراير 2009 نشرت جريدة (المصريون) ما يلي:
1- انتقدت الكاتبة الصحفية إقبال بركة شيوخ الدين الذين يلزمون "النساء" بارتداء الحجاب، قائلًَة إنه لا يوجد أي نص قرآني يفيد بأن جسد المرآة عورة، أو يلزمها بتغطية رأسها.
وقالت بركة لبرنامج "علمتني الحياة" على فضائية (المحور): "أتحدى أن يأتني شيخ بأية صريحة في موضوع غطاء الرأس، وبخصوص آيات سورة النور الخاصة بالحجاب، والتي قال فيها تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [سورة النور: 31]، فالمقصود منها إخفاء منطقة غطاء الصدر وليس الشعر، كما يعتقد الكثيرون!!".
وأكدت أن المرأة قبل الإسلام كانت تغطي رأسها بسبب البرد، وعوامل الجو المختلفة والأتربة، أما الآن فلا داعي لهذا الغطاء الذي يخفي أجمل ما فيها، وكل من قالوا إن جسد المرأة لا يجب أن يظهر منه سوى الوجه والكفين هم تلامذة أحمد بن حنبل فقط!!!
وأضافت: "والدتي ارتدت الحجاب وهي مسنة، بعد أن قامت بأداء فريضة الحج، ورغم أنني حاولت إقناعها بخلعه، لكنها رفضت وماتت به إيماناً منها بأنها لن تدخل الجنة إلا به، حيث ضحك عليها بعض الناس وأفهموها بأن بالحجاب وسيلة دخول الجنة!!!!".
ونفت أن يكون الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية قد صادر كتابها حول الحجاب الذي تم نشره أربع مرات في مصر، قائلًة إنه لو فعلها لرفعت عليه دعوى قضائية في المحاكم!!!
كما هاجمت الفنانات المحجبات اللاتي، قائلةً: هاجمت منى عبد الغني، وحنان ترك لأنهن جعلن من أنفسهن شيوخاً يعلموننا الدين، فهل سنتعلم الدين من راقصات وفنانات، وقلت هذه مهزلة أن نأخذ ديننا من أمثال هؤلاء، وهن أردن من الحجاب شهرة زائدة وأموال من الفضائيات التي تصرف عليهن.
وانتقدت الكاتبة المعروفة محمد أبو تريكة لاعب النادي الأهلي "بسبب حركاته (القرعة) لأنه خرج من الاستاد عندما دخلته الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، وأضافت: "قلت له عيب يا أبو تريكة مصر بلد أم كلثوم وبلد الفنانين، فكيف تترك الاستاد بدعوى أنك لا تحب أن تسمع الأغاني وتشاهد الفنانات، ولن يأتي لعيب كرة في يوم من الأيام ليعلمنا أن الغناء حرام!!!!". أ هـ
ووالله يتضح من كلام المرأة كرهها الشديد لأحكام الشريعة الإسلامية ومحاربتها لأوامر الله، واتباعها لهواها وتحكيمها لشهوات النفس، فهي تقدم رؤيتها القاصرة، وفهمها الساذج على أقوال علماء الأمة قديما وحديثاً في تفسير آيات الحجاب، ومن أراد أن يعرف مدى جهلها فليفتح أي تفسير من تفاسير علماء الإسلام في القديم والحديث وليقرأ تفسير آيات سورة النور التي تفسرها هذه الكاتبة الجاهلة على هواها.
فالكاتبة الفهامة فسرت لنا معنى الجيب وأغفلت معنى الخمار الذي سيضرب على الجيب ولنترك أهل التفاسير يوضحون ما حاولت هذه الكاتبة غافلة أو متسغفلة أن تحرفه:
قال تعالى في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31].
قال الإمام الطبري في تفسير الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}: "وَقَوْله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ}، يَقُول تَعَالَى ذِكْره: "وَلْيُلْقِينَ خُمُرهنَّ، وَهِيَ جَمْع خِمَار، عَلَى جُيُوبهنَّ، لِيَسْتُرْنَ بِذَلِكَ شُعُورهنَّ وَأَعْنَاقهنَّ وَقُرْطهنَّ. 19664 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع، قَالَ ثنا زَيْد بْن حُبَاب، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن نَافِع، قَالَ: ثنا الْحَسَن بْن مُسْلِم بْن يَنَاق، عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة، عَنْ عَائِشَة، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} قَالَ شَقَقْنَ الْبُرْد مِمَّا يَلِي الْحَوَاشِي، فَاخْتَمَرْنَ بِهِ. 19665 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب، أَنَّ قُرَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن أَخْبَرَهُ عَنِ ابْن شِهَاب، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَة زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: "يَرْحَم اللَّه النِّسَاء الْمُهَاجِرَات الْأُوَل؛ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} شَقَقْنَ أَكْثَف مُرُوطهنَّ، فَاخْتَمَرْنَ بِهِ".
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ}
وَقَوْله: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}، يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ} الَّتِي هِيَ غَيْر ظَاهِرَة بَلْ الْخَفِيَّة مِنْهَا، وَذَلِكَ الْخَلْخَال وَالْقُرْط وَالدُّمْلُج، وَمَا أُمِرَتْ بِتَغْطِيَتِهِ بِخِمَارِهَا مِنْ فَوْق الْجَيْب، وَمَا وَرَاء مَا أُبِيحَ لَهَا كَشْفه وَإِبْرَازه فِي الصَّلَاة وَلِلْأَجْنَبِيِّينَ مِنَ النَّاس، وَالذِّرَاعَيْنِ إِلَى فَوْق ذَلِكَ، إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل.
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19666 - ابْن بَشَّار، قَالَ ثنا عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: ثنا سُفْيَان، عَنْ مَنْصُور، عَنْ طَلْحَة بْن مُصَرِّف، عَنْ إِبْرَاهِيم: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ}، قَالَ: "هَذِهِ مَا فَوْق الذِّرَاع".
19667 - حَدَّثَنَا ابْن الْمُثَنَّى، قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: ثنا شُعْبَة، عَنْ مَنْصُور، قَالَ: سَمِعْت رَجُلًا يُحَدِّث عَنْ طَلْحَة، عَنْ إِبْرَاهِيم، قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتهنَّ} قَالَ: "مَا فَوْق الْجَيْب". قَالَ شُعْبَة: "كَتَبَ بِهِ مَنْصُور إِلَيَّ، وَقَرَأْته عَلَيْهِ".
19668 -حَدَّثَنِي يَعْقُوب، قَالَ : ثنا ابْن عُلَيَّة، عَنْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، عَنْ قَتَادَة، فِي قَوْله: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}، قَالَ: "تُبْدِي لِهَؤُلَاءِ الرَّأْس".
19669 - حَدَّثَنِي عَلِيّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح، قَالَ: ثني مُعَاوِيَة، عَنْ عَلِيّ، عَنِ ابْن عَبَّاس، قَالَ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}... إِلَى قَوْله: {عَوْرَات النِّسَاء} قَالَ: "الزِّينَة الَّتِي يُبْدِينَهَا لِهَؤُلَاءِ: قُرْطَاهَا وَقِلَادَتهَا وَسِوَارهَا، فَأَمَّا خَلْخَالَاهَا وَمِعْضَدَاهَا وَنَحْرهَا وَشَعْرهَا فَإِنَّهُ لَا تُبْدِيه إِلَّا لِزَوْجِهَا".
يقول الإمام بن كثير في تفسير الآية: "وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ}، وَالْخُمُر جَمْع خِمَار وَهُوَ مَا يُخَمَّر بِهِ أَيْ يُغَطَّى بِهِ الرَّأْس وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيهَا النَّاس الْمَقَانِع. قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر: " {وَلْيَضْرِبْنَ} وَلْيَشْدُدْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ، يَعْنِي عَلَى النَّحْر وَالصَّدْر فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْء".
وَقَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن شَبِيب حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: "يَرْحَم اللَّه نِسَاء الْمُهَاجِرَات الْأُوَل لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} شَقَقْنَ مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.
وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن نَافِع عَنْ الْحَسَن بْن مُسْلِم عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة أَنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا كَانَتْ تَقُول: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ}، أَخَذْنَ أُزُرهنَّ فَشَقَقْنَهَا مِنْ قِبَل الْحَوَاشِي فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يُونُس حَدَّثَنِي الزِّنْجِيّ بْن خَالِد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن خُثَيْم عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة قَالَتْ: "بَيْنَا نَحْنُ عِنْد عَائِشَة قَالَتْ فَذَكَرْنَ نِسَاء قُرَيْش وَفَضْلهنَّ فَقَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا إِنَّ لِنِسَاءِ قُرَيْش لَفَضْلًا، وَإِنِّي وَاَللَّه مَا رَأَيْت أَفْضَل مِنْ نِسَاء الْأَنْصَار أَشَدّ تَصْدِيقًا لِكِتَابِ اللَّه، وَلَا إِيمَانًا بِالتَّنْزِيلِ؛ لَقَدْ أُنْزِلَتْ سُورَة النُّور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} اِنْقَلَبَ رِجَالهنَّ إِلَيْهِنَّ يَتْلُونَ عَلَيْهِنَّ مَا أَنْزَلَ اللَّه إِلَيْهِمْ فِيهَا، وَيَتْلُو الرَّجُل عَلَى اِمْرَأَته وَابْنَته وَأُخْته وَعَلَى كُلّ ذِي قَرَابَته، فَمَا مِنْهُنَّ اِمْرَأَة إِلَّا قَامَتْ إِلَى مُرْطهَا الْمُرَحَّل فَاعْتَجَرَتْ بِهِ تَصْدِيقًا وَإِيمَانًا بِمَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ كِتَابه، فَأَصْبَحْنَ وَرَاء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَجِرَات كَأَنَّ عَلَى رُءُوسهنَّ الْغِرْبَان.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ غَيْر وَجْه عَنْ صَفِيَّة بْن شَيْبَة بِهِ قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا يُونُس أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَنَّ قُرَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن أَخْبَرَهُ عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: "يَرْحَم اللَّه النِّسَاء الْمُهَاجِرَات الْأُوَل لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} شَقَقْنَ أَكْتُف مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيث اِبْن وَهْب بِهِ" أ.هـ
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره: "الْخُمُر: جَمْع الْخِمَار، وَهُوَ مَا تُغَطِّي بِهِ رَأْسهَا، وَمِنْهُ اِخْتَمَرَتْ الْمَرْأَة وَتَخَمَّرَتْ، وَهِيَ حَسَنَة الْخُمْرَة. وَالْجُيُوب: جَمْع الْجَيْب، وَهُوَ مَوْضِع الْقَطْع مِنْ الدِّرْع وَالْقَمِيص، وَهُوَ مِنْ الْجَوْب وَهُوَ الْقَطْع. وَمَشْهُور الْقِرَاءَة ضَمّ الْجِيم مِنْ" جُيُوبهنَّ".
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ}
أَمَرَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى النِّسَاء بِأَلَّا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ لِلنَّاظِرِينَ، إِلَّا مَا اِسْتَثْنَاهُ مِنْ النَّاظِرِينَ فِي بَاقِي الْآيَة حِذَارًا مِنْ الِافْتِتَان، ثُمَّ اِسْتَثْنَى، مَا يَظْهَر مِنْ الزِّينَة؛ وَاخْتَلَفَ النَّاس فِي قَدْر ذَلِكَ؛ فَقَالَ اِبْن مَسْعُود: ظَاهِر الزِّينَة هُوَ الثِّيَاب. وَزَادَ اِبْن جُبَيْر الْوَجْه. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر أَيْضًا وَعَطَاء وَالْأَوْزَاعِيّ: الْوَجْه وَالْكَفَّانِ وَالثِّيَاب" أ. هـ
- وبعد هذا العرض لتفاسير أهل العلم فلا أدري والله أي كتب التفاسير قرأت بنت بركة ولم تجد إلا تغطية الصدر دون الرأس؟!، علها وجدته في تفسير رأس السنة أو رأس سدر!!!.
2- وجّه يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية بجماعة "الإخوان المسلمين" سابقًا، انتقادات قاسية لمهاجمي الفكر الشيعي، والواصفين لهم بـ "الرافضة والمبتدعة"، ورفض ما قال إنها "افتراءات وكذب ومبالغة في التزييف والاختلاق" وردت بحقهم في "طوفان من الكتب تقول فيهم ما ليس فيهم"، ونعت كُتابها وناشريها بأنهم "إما موتورين أو مفتونين أو جاهلين أو إمّعين (جمع إمعة) أو سياسيين منتفعين باعوا دينهم ليرضى السلطان"، وأنهم "يُفضلون عليهم الكفرة وأهل الكتاب".
ورفض ندا ما ذهب إليه بعض علماء السنة في تكفير الشيعة، واعتبر "الإثنى عشرية" (شيعة إيران)، مذهبًا إسلاميًا، يجوز التعبد عليه، كما أن للمسلمين السنة أربعة مذاهب يتعبدون عليها، رغم اعترافه بتجاوزاتهم الخطيرة، بالخوض في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفي كبار صحابة النبي الكرام طعنًا وتكفيرًا، واستنكاره عليهم أنهم يتعبدون بلعنهم!! أ.هـ
وهذه صورة أخرى من الفكر الخنفشاري المنتشر الذي امتطى أصحابه هواهم وتصدروا للفتوى في دين الله بما يروق لأفهامهم القاصرة.
فالرجل يعترف بتجاوزات الشيعة بالخوض في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفي كبار صحابة النبي الكرام طعنًا وتكفيرًا، كما أنه يستنكر عليهم أنهم يتعبدون بلعنهم، ثم يدافع بكل قواه عنهم، فأي تناقض؟!!!!!، وهل قرأ الرجل كلام علماء الإسلام قديما وحديثاً عن حكم من يعتقد بهذا الاعتقاد؟؟
وهل مسمى الرافضة عرفته الأمة حديثاً أم أنه ملتصق بالشيعة منذ نشأتهم على مذهب الرفض التام لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وتكفيرهم الصحب الكرام، وسب عائشة، ولعن الجميع، والادعاء بتحريف القرآن.... الخ.
وعموما فهذه بعض نقول أهل العلم عن ابن سبأ وعن معنى الروافض مرصعة باعترافات الروافض أنفسهم:
أولاً: نشأتهم:
نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي اسمه (عبد الله بن سبأ) ادَّعى الإسلام، وزعم محبة آل البيت، وغالى في علي - رضي الله عنه - وادعى له الوصية بالخلافة ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية، وهذا ما تعترف به الكتب الشيعية نفسها.
قال القمي في كتابه (المقالات والفرق) ص 10 - 21، يقر بوجوده ويعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، كما قال به النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) ص 19 - 20، وكما قال به الكشي في كتابه المعروف بـ (رجال الكشي). والاعتراف سيد الأدلة، وهؤلاء جميعهم من كبار شيوخ الرافضة.
قال البغدادي: "السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي - رضي الله عنه - وزعم أنه كان نبياً ثم غلا فيه حتى زعم أنه الله".
وقال البغدادي كذلك: "وكان ابن السوداء - أي ابن سبأ - في الأصل يهودياً من أهل الحيرة، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيأ وأن علياً - رضي الله عنه - وصي محمد صلى الله عليه وسلم".
وذكر الشهرستاني عن ابن سبأ أنه أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي - رضي الله عنه-، وذكر عن السبئية أنها أول فرقة قالت بالتوقف بالغيبة والرجعة، ثم ورثت الشيعة فيما بعد، رغم اختلافها وتعدد فرقها، القول بإمامة علي وخلافته نصاً ووصية، وهي من مخالفات ابن سبأ وقد تعددت فيما بعد فرق الشيعة وأقوالها إلى عشرات الفرق والأقوال.
وهكذا ابتدعت الشيعة القول بالوصية والرجعة والغيبة بل القول بتأليه الأئمة اتباعاً لابن سبأ اليهودي. (انظر أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي (1 / 22 - 23)).
ثانياً: لماذا سمي الشيعة بالرافضة؟
هذه التسمية ذكرها شيخهم المجلسي في كتابه (البحار) وذكر أربعة أحاديث من أحاديثهم (انظر البحار للمجلسي ص 68 - 96).
ويجدر بالذكر هنا أن بحار الأنوار للمجلسي يعتبر من مراجعهم الحديثة المتأخرة وهو كتاب ملفق، أي أن مؤلفه المجلسي لم يؤلفه كاملاً بل ألف بعضه وسرق البعض الآخر وكتب على الغلاف تأليف: المجلسي!!!
وقيل سموا رافضة، لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين، فقالوا: "تبرأ من أبي بكر حتى نكون معك"، فقال: "هما صاحبا جدي بل أتولاهما"، قالوا: "إذاً نرفضك"، فسموا رافضة وسمي من بايعه ووافقه زيدية.
وقيل سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر، وقيل سموا بذلك لرفضهم الدين. انظر (مقالات الإسلاميين، 1/89).
رابعاً: عقيدة البداء التي يؤمن بها الرافضة:
البداء هو بمعنى الظهور بعد الخفاء، أو بمعنى نشأة رأي جديد. والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله، لكن الرافضة تنسب البداء إلى الله.
جاء عن الريان بن الصلت قال: "سمعت الرضا يقول: ما بعث الله نبياً إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله البداء" (أصول الكافي ص 40).
وعن أبي عبد الله أنه قال: "ما عبد الله بشيء مثل البداء" (أصول الكافي، 1/ 331)، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
انظر كيف ينسبون الجهل إلى المولى سبحانه وتعالى وهو القائل جل وعلا عن نفسه: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة النمل: 65].
وفي المقابل يعتقد الرافضة أن الأئمة يعلمون كل العلوم ولا تخفى عليهم خافية كما سبق.
فهل هذه عقيدة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم؟؟
نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ونسأله حسن الخاتمة.
خامساً: عقيدة الرافضة في الصفات:
وكان الرافضة أول من قال بالتجسيم، وقد حدد شيخ الإسلام ابن تيمية أن من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء الروافض هو هشام بن الحكم (انظر منهاج السنة، 1/ 20).
وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبدالرحمن القمي، وأبو جعفر الأحول.
(انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 97).
وكل هؤلاء المذكورين من كبار شيوخ الاثنى عشرية، ثم صاروا جهمية معطلة كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين بالصفات السلبية التي ضمنوها الصفات الثابتة له سبحانه فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول إنه تعالى "لا يوصف بزمان، ولا مكان ولا كيفية، ولا حركة، ولا انتقال، ولا شيء من صفات الأجسام، وليس حساً، ولا جسمانياً، ولا صورة" (التوحيد لابن بابويه ص 57).
فسار شيوخهم على هذا النهج الضال مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
كما أنهم ينكرون نزول الله جل شأنه، ويقولون بخلق القرآن، وينكرون الرؤية في الآخرة جاء في كتاب (بحار الأنوار) أن أبا عبدالله جعفر الصادق سئل عن الله تبارك وتعالى: "هل يرى يوم المعاد؟"، فقال: "سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، إن الأبصار لا تدرك إلا ماله لون وكيفية والله خالق الألوان والكيفية".
بل قالوا : "لو نسب إلى الله بعض الصفات كالرؤية حكم بارتداده"، كما جاء ذلك عن شيخهم جعفر النجفي في كتاب (كشف الغطا) ص 417، علماً أن الرؤية حق ثابت في الكتاب والسنة بغير إحاطة ولا كيفية كما قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: 22-23].
ومن السنة ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال: كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: «إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته».
والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة لا يسعنا ذكرها.
سادساً: اعتقاد الرافضة في القرآن الكريم الموجود بين أيدينا:
إن الرافضة التي تسمى في عصرنا بالشيعة يقولون إن القرآن الذي عندنا ليس هو الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، بل قد غير وبدل وزيد فيه ونقص منه. وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، ص 32).
وقال محمد بن يعقوب الكليني في (أصول الكافي) تحت باب (أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة): عن جابر قال: "سمعت أبا جعفر يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده".
وذكر أحمد الطبرسي في (الاحتجاج) والملا حسن في تفسيره (الصافي) أن عمر قال لزيد بن ثابت: "إن علياً جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار".
وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: "فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر عليّ القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟!"، فقال عمر: "ما الحيلة؟"، قال زيد: "أنتم أعلم بالحيلة"، فقال عمر: "ما حيلته دون أن تقتله ونستريح منه". فدبَّر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك. فلما استخلف عمر سألوا علياً - رضي الله عنه - أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال عمر: "يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟"، فقال: "هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة "إنا كنا عن هذا غافلين" أو تقولوا: "ما جئتنا". إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي فقال عمر: "فهل وقت لإظهار معلوم؟"، فقال علي: "نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه" (الاحتجاج للطبرسي ص 225)، و(كتاب فصل الخطاب ص 7).
ومهما الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت بها انهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به، ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن.
ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين أحدهما معلوم، والآخر خاص مكتوم ومنه أسقط من القرآن آية وهي: "وجعلنا علياً صهرك" زعموا أنها أسقطت من سورة (ألم نشرح) وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن السورة مكية ولم يكن علي صهراً للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة.
سابعاً: عقيدة الرافضة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تقوم عقيدة الرافضة على سب وشتم وتكفير الصحابة - رضوان الله عليهم -.
ذكر الكليني في (فروع الكافي) عن جعفر عليه السلام: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة"، فقلت: "من الثلاثة؟"، فقال: "المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي" (فروع الكافي للكليني، ص 115).
وذكر المجلسي في (حق اليقين) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له: "لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟"، فقال: "إنهما كانا كافرين، الذي يحبهما فهو كافر أيضاً" (حق اليقين للمجلسي ص 522).
تنبيه: لابد من الإشارة إلى أن علي بن الحسين وأهل البيت أجمع يتبرؤون من هذا كله الذي افتراه عليهم الرافضة قاتلهم الله أنى يؤفكون.
وفي تفسير القمي عند قوله تعالى: {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ}، قالوا: "الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان" (تفسير القمي ص 218).
ويقولون في كتابهم (مفتاح الجنان): "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما … إلخ" (مفتاح الجنان ص 114).
ويعنون بذلك أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة.
وفي يوم عاشوراء يأتون بكلب ويسمونه عمرا، ثم ينهالون عليه ضرباً بالعصى ورجماً بالحجارة حتى يموت، ثم يأتون بسخلة ويسمونها عائشة، ثم يبدؤون بنتف شعرها وينهالون عليها ضرباً بالأحذية حتى تموت (تبديد الظلام وتنبيه النيام للشيخ / إبراهيم الجبهان - حفظه الله - ص 27).
كما أنهم يحتفلون باليوم الذي قتل فيه الفاروق عمر بن الخطاب، ويسمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بابا شجاع الدين رضي الله عن الصحابة أجمعين وعن أمهات المؤمنين.
ثامناً: عقيدة الرافضة في يوم عاشوراء وفضله عندهم:
إن الرافضة يقيمون المحافل والمآتم والنياحة ويعملون المظاهرات في الشوارع والميادين العامة ويقومون بلبس الملابس السوداء حزناً في ذكرى شهادة الحسين - رضي الله عنه - باهتمام في العشر الأوائل من محرم كل عام، معتقدين أنها من أجل القربات، فيضربون خدودهم بأيديهم ويضربون صدورهم وظهورهم، ويشقون الجيوب يبكون ويصيحون بهتافات: "يا حسين، يا حسين"، وخاصة في اليوم العاشر من كل محرم، بل إنهم يقومون بضرب أنفسهم بالسلاسل والسيوف كما هو الحاصل في البلاد التي يقطنها الرافضة كإيران مثلا.
وشيوخهم يحرضونهم على هذه المهازل التي صاروا بها أضحوكة الأمم، فقد سئل أحد مراجعهم وهو محمد حسن آل كاشف الغطا كما يفعله أبناء طائفته من ضرب ولطم.. إلخ، قال: إن هذا من تعظيم شعائر الله {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحج: 32].
تاسعاً: عقيدة الرافضة في البيعة:
يعتبر الرافضة كل حكومة غير حكومة الاثني عشرية باطلة، جاء في (الكافي بشرح المازنداني) و (الغيبة) للنعماني عن أبي جعفر قال: "كل راية ترفع قبل راية القائم - مهدي الرافضة - صاحبها طاغوت" (الكافي بشرح المازنداني، 12/ 371)، وانظر (بحار الأنوار، 25 / 113).
ولا تجوز الطاعة لحاكم ليس من عند الله إلا على سبيل التقية، والإمام الجائر والظالم والذي ليس أهلاً للإمامة وما شابه ذلك من أوصاف، كل ذلك يطلقونه على حكام المسلمين من غير أئمتهم وعلى رأس هؤلاء الحكام الخلفاء الراشدون - رضوان الله عليهم - أبو بكر وعمر وعثمان.
وقال الرافضي المجلسي وهو أحد ضلالهم صاحب (بحار الأنوار) عن الخلفاء الثلاثة الراشدين: إنهم لم يكونوا إلا غاصبين جائرين مرتدين عن الدين لعنة الله عليهم وعلى من اتبعهم في ظلم أهل البيت من الأولين والآخرين" (بحار الأنوار، 4 / 385).
هذا مايقوله إمامهم المجلسي الذي يعد كتابه من أهم مصادرهم الأساسية في الحديث في أفضل الأمة بعد رسل الله وأنبيائه.
وبناءً على مبدئهم في خلفاء المسلمين اعتبروا كل من يتعاون معهم طاغوتاً وجائراً، روى الكليني بسنده عن عمر بن حنظلة قال: "سألت أبا عبدالله عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث تحاكما إلى السلطان وإلى القضاء: أيحل ذلك؟"، قال: "من تحاكم إليهم بحق أو باطل فإنما تحاكما إلى الطاغوت، وما يُحكم له فإنما يأخذ سحتاً وإن كان حقاً ثابتاً له، لأنه أخذه بحكم الطاغوت" (الكافي للكليني، 1 / 67)، و(التهذيب، 6/301).
قال الخميني الهالك - عليه من الله ما يستحق - معقباً على حديثهم هذا: "الإمام نفسه ينهى عن الرجوع إلى السلاطين وقضاتهم، ويعتبر الرجوع إليهم رجوعاً إلى الطاغوت" (الحكومات الإسلامية ص 74) أ.هـ عن (الشبكة الإسلامية).
3- أما العجب العجاب فكان لداهية الدواهي بل لا أبالغ إن قلت أنه رائد الفكر الخنفشاري الحديث الذي لقب نفسه بالمفكر، ووالله لا أدري من الذي خلع على جنابه هذا اللقب اللهم إلا أحد المجانين الذي فقد عقله فوجد في جمال البنا عقلاً صالحاً للاستهلاك فأطلق عليه لقب مفكر، كتب الرجل في نفس اليوم الأربعاء 18 فبراير 2009 م مقالاً بجريدة (المصري اليوم) بعنوان: "البخاري ليس ملاكاً، وبدأ يهرف كعادته بما لا يعرف، ويتحدث فيما لا يحسن، ويأتي بكل مستغرب ينكر به أحاديث في صحيح الإمام البخاري، هو ابعد ما يكون عن معرفة معناها فضلاً عن تصحيحها أو تضعيفها، فالرجل ليس له في مثل هذه البضاعة من نصيب".
يقول الدكتور محمد عباس عن جمال البنا:
"انكشف واحد كالعامل جمال البنا (أصل مهنته عامل.. وليس في كينونة العامل أي عار.. العار فيمن يدعي أنه عالم.. وهو عامل!!).. جمال البنا الذي أظن أن الأجهزة المولعة باصطياد آل الشهداء قد اصطادته (انظروا بأسي إلى ابن شقيق الشهيد عبد القادر عودة: الدكتور جهاد عودة).. اصطادته كي تستغله لهدم الإسلام مستغلة أنه شقيق الإمام الشهيد رغم أنه ليس من أهله.. فالعلاقة بينهما كالعلاقة بين نبي الله نوح عليه السلام وابنه..
تذكرت بمرارة كيف أن أحد السياسيين المرموقين قد عاتبني عندما أشرت إلى تقارير مجمع البحوث الإسلامية التي تحكم بكفر بعض كتب جمال البنا، وكنت قد حصلت على إذن من صحيفة السبيل الأردنية لنشر سلسلة مقالات للكاتب المرموق محمد إبراهيم مبروك عن جمال البنا في صحيفة الشعب المصرية، ويكاد محمد مبروك أن يصل إلى نفي الإسلام عن الرجل جملة وتفصيلا.. وأظنني أوافقه.. تحدث مبروك عن موقف جمال البنا حين راح يعلن للإسلاميين بل للمسلمين عامة أنهم ليس لهم سوى قبول ما يتفضل علينا به الغرب من إسلامه العجيب هو أننا لن نستطيع الدفاع عن أنفسنا تجاه الأمريكيين لأن ما يعترضون عليه "هو بالفعل أقوال أئمة المذاهب وفقهاء السلف الصالح فإذا أعادته المؤسسات الدينية فإن ذلك سيكون مصداقا لاتهامات الأمريكيين وهذا هو المأزق الذي سيجد فقهاؤنا أنفسهم فيه وكانوا في غنى عنه ومخلص منه لو" وأقف هنا وأقول: لو ماذا؟، لو ألغينا عقولنا واعتقدنا أن الإسلام الذي يقدمه جمال البنا ومن يقف وراءه من غلاة العلمانيين الحاقدين له أدنى علاقة بالإسلام. ذلك الإسلام الذي بلا تفسير، ولا سنة، ولا قواعد للحكم، ولا جهاد في سبيل الله، ولا حد ردة، ولا حد زنى، ولا حد سرقة، ولا قصاص، ولا حجاب، ولا صلوات خمس وإنما صلاتان فقط!!، ولا شعائر ذبح، ولا شعائر ذكر، ولا أي شيء على الإطلاق من قواعد الدين وأحكامه وهذا الذي يكمل به كلمة لو فيقول: "لو أخذوا بما عرضناه مرارا وتكرارا وما سجلناه في "نحو فقه جديد" و"الإسلام وحرية الفكر وعشرات الكتب الأخرى"!!!.
ويقول الدكتور محمد عباس في موضع آخر:
"المؤكد أن جمال البنا قد حصل على الشهادة الابتدائية، و أنه رسب في المدرسة الثانوية في عامه الأول بها، ليرفض مواصلة الدراسة، ثم تأتي على لسانه جملة غامضة أنه - تحت ضغط الأسرة- حصل على شهادة من مدرسة التجارة العليا ليختصر طريق التعليم(!!)، فكيف دخل المدرسة العليا دون شهادة التعليم الثانوي: الثقافة أو الثانوية أو البكالوريا..وهل المقصود دبلوما متوسطا أم شهادة عليا؟، ثم أن ذاك و ذلك يتناقض مع التحاقه بعضوية نقابة عمال الغزل والنسيج بالقاهرة عام 1950، وذلك على خلفية عمله لبعض الوقت في أحد مصانع النسيج. و أن هذا الرجل.. العامل.. الذي يحمل في الأغلب شهادة بالرسوب في الصف الأول الثانوي وشهادة متوسطة في التجارة.. هذا البنا أنتج ( أو أنتج له) مائة وخمسة كتاب بعضها ضخم، و أنه على الرغم من ذلك ظل غير معروف حتى تبناه صلاح عيسى في صحيفة وزير الثقافة لينشر فتاوى شاذة من أن الحجاب ليس فرضا.. و أن التدخين لا يفسد الصوم..!! و أن الزواج يتم بلا ولي ولا شهود.. وحق المرأة في إمامة الصلاة.. وحق المسلمة في الزواج من مسيحي أو يهودي وعشرات من التخاريف..( من حق القارئ أن لا يصدق أن الأمر وصل بالرجل إلى هذا المدى.. وعلى هؤلاء -فقط- أن يبحثوا على الشبكة العنكبوتية لتأتيهم الإجابات بعد نصف دقيقة).. لكنني هنا أتساءل: إذا كان الرجل غير معروف.. و إذا كنت أشك أن أي طبعة من كتبه توزع أكثر من خمسين أو مائة نسخة ( الكاتب المشهور في مصر لا يوزع أكثر من خمسمائة نسخة.. وهو الرقم الذي وزعه أهم كتب صلاح عيسى و أكثرها توزيعا: كتاب مثقفون وعسكر.. وقد وزع خمسمائة نسخة على مدى ثلاث سنوات). فإذا افترضنا أن متوسط تكلفة الكتاب الواحد من كتب جمال البنا هو خمسة آلاف جنيه فإن ذلك يعني أن التكلفة الكلية تتجاوز نصف مليون جنيه.. و أظن أن جمال البنا لا يملك هذا المبلغ فمن الذي أنفق على كتبه؟..
من؟؟..
ولمصلحة من؟
ولحساب من؟
أ.هـ من الموقع الشخصي للدكتور محمد عباس
ونشرت جريدة (عكاظ السعودية) هذا النقل يوم الخميس 03/03/1428هـ، 22/ مارس/2007 العدد: 2104 بعنوان:
علماء الأزهر: الاجتهاد له أهله وجمال البنا دخيل على الفكر الإسلامي
لاقت "آراء" المفكر جمال البنا ردود أفعال واسعة من قبل العلماء والمشايخ لا سيما في الأزهر الشريف. فمفتي الديار المصرية سابقا د. نصر فريد واصل، قال: "إن باب الاجتهاد سيظل قائما إلى أن تقوم الساعة، لأن الاحكام الشرعية متجددة وهناك كثير من القضايا الجديدة التي لم تكن موجودة في الماضي تحتاج الى رأي العلماء لبيان الحلال والحرام، على الجوانب والأحكام الشرعية لكل ما يستجد في حياتنا ولكن بشرط أن يكون الإنسان مؤهلا للاجتهاد، وهنا يجب علينا أن نفرق بين العلماء المجتهدين الذين لهم أصولهم الشرعية ويعتمدون في فتاواهم على مصادرها الصحيحة من الكتاب والسنة والإجماع، ومؤهلون طبقا للقواعد تأهيلا صحيحا لاصدار الفتوى الشرعية، وبين أولئك الذين هم ليسوا أهلا للفتوى وتثير فتاواهم واجتهادهم البلبلة، والصراع، والفتنة، والاقتتال بين الناس، ويصدرون كتباً قد تصل بهم الى حد التكفير، وهو ما يسيء الى الاسلام والمسلمين كثيرا".
بدوره وصف الدكتور عبدالمعطي بيومي عميد كلية أصول الدين في جامع الأزهر وعضو لجنة الشؤون الدينية في مجلس الشعب الدخلاء على ساحة الدعوة الإسلامية والمتصدرين للفتاوى والاجتهاد الدينية بلا مؤهلات علمية بقول الشاعر: كناطح صخرة يوما ليوهنها..
والمشكلة في رأيه تتلخص في قوله: "من يتحدث في أمور الدين لابد أن يكون من أهله، ومن يفتي لابد ان يكون من اهل الفتوى، وبين العلماء أناس اندسوا عليهم، قلبوا في كتب التراث ونقّبوا على شبهات مردود عليها، طبعوها في كتب وفصلوا آيات القرآن الكريم عن سياقها، وفسروا آيات الله وفقا لأمزجتهم واهوائهم فكانت الكارثة. أما الدافع من وراء ذلك من وجهة نظر الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش -الأمين العام لجبهة علماء الأزهر واستاذ الحديث في كلية اصول الدين- فهو فساد النية والاعتقاد، فمن هو أهل للاجتهاد فرض على المسلمين احترامه وتقديره مادام أهلا له وحينما يجمع علماء الأمة الإسلامية على شيء فالخارج على هذا الإجماع مشاقق لله ورسوله، وهذا الأمر ينكره هؤلاء الجاهلون وكثيرا ما يثور خلاف فقهي بين مشيخة الأزهر وعلمائه ولكن هذا خلاف بين علماء تتوافر فيه شروط الاجتهاد، وكل عالم توافرت فيه تلك الشروط له الحق أن يفتي ويتحدث في أمور الدين، أما أمثال هؤلاء الدخلاء فلا مكان لهم بيننا ولا رأي لهم نأخذه". أ هـ .
والحقيقة أن الألم يعتصرني عندما أتفكر في آلام الأمة بين غزو الأعداء، وخسة الخونة، وجشع الأبناء والوصوليين؛ فالأمة اليوم بين فكي الأعداء والمنافقين تصرخ وتستغيث، ولكن الأمل قائم والنصر قادم لا محالة والله المستعان.
محمد أبو الهيثم
روابط هامة: الرد على جمال البنا للشيخ حسن أبو الأشبال
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=56382
لاشك أنه مع انتشار القلم ومع تقدم وسائل الاتصال ظهرت طبقة من خلق الله تلقبوا بألقاب ليست لهم وليسوا لها، وما هم لها بأهل، هذه الطبقة التي استقت ثقافتها من كل مستغرب، وجعلت أسرع طريق للوصول إلى الشهرة هو مصادمة ثوابت الإسلام، وجعلوا الدين مطية للوصول إلى مآربهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر ففي يوم واحد فقط طالعتنا الصحف بغرائب هؤلاء من أرباب الفكر الخنفشاري الذي لم يخلق الله له أهلاً بعد ليكونوا لهم سلفاً اللهم إلا الزنادقة والسكارى وأشباههم.
ففي يوم الأربعاء 18 فبراير 2009 نشرت جريدة (المصريون) ما يلي:
1- انتقدت الكاتبة الصحفية إقبال بركة شيوخ الدين الذين يلزمون "النساء" بارتداء الحجاب، قائلًَة إنه لا يوجد أي نص قرآني يفيد بأن جسد المرآة عورة، أو يلزمها بتغطية رأسها.
وقالت بركة لبرنامج "علمتني الحياة" على فضائية (المحور): "أتحدى أن يأتني شيخ بأية صريحة في موضوع غطاء الرأس، وبخصوص آيات سورة النور الخاصة بالحجاب، والتي قال فيها تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [سورة النور: 31]، فالمقصود منها إخفاء منطقة غطاء الصدر وليس الشعر، كما يعتقد الكثيرون!!".
وأكدت أن المرأة قبل الإسلام كانت تغطي رأسها بسبب البرد، وعوامل الجو المختلفة والأتربة، أما الآن فلا داعي لهذا الغطاء الذي يخفي أجمل ما فيها، وكل من قالوا إن جسد المرأة لا يجب أن يظهر منه سوى الوجه والكفين هم تلامذة أحمد بن حنبل فقط!!!
وأضافت: "والدتي ارتدت الحجاب وهي مسنة، بعد أن قامت بأداء فريضة الحج، ورغم أنني حاولت إقناعها بخلعه، لكنها رفضت وماتت به إيماناً منها بأنها لن تدخل الجنة إلا به، حيث ضحك عليها بعض الناس وأفهموها بأن بالحجاب وسيلة دخول الجنة!!!!".
ونفت أن يكون الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية قد صادر كتابها حول الحجاب الذي تم نشره أربع مرات في مصر، قائلًة إنه لو فعلها لرفعت عليه دعوى قضائية في المحاكم!!!
كما هاجمت الفنانات المحجبات اللاتي، قائلةً: هاجمت منى عبد الغني، وحنان ترك لأنهن جعلن من أنفسهن شيوخاً يعلموننا الدين، فهل سنتعلم الدين من راقصات وفنانات، وقلت هذه مهزلة أن نأخذ ديننا من أمثال هؤلاء، وهن أردن من الحجاب شهرة زائدة وأموال من الفضائيات التي تصرف عليهن.
وانتقدت الكاتبة المعروفة محمد أبو تريكة لاعب النادي الأهلي "بسبب حركاته (القرعة) لأنه خرج من الاستاد عندما دخلته الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، وأضافت: "قلت له عيب يا أبو تريكة مصر بلد أم كلثوم وبلد الفنانين، فكيف تترك الاستاد بدعوى أنك لا تحب أن تسمع الأغاني وتشاهد الفنانات، ولن يأتي لعيب كرة في يوم من الأيام ليعلمنا أن الغناء حرام!!!!". أ هـ
ووالله يتضح من كلام المرأة كرهها الشديد لأحكام الشريعة الإسلامية ومحاربتها لأوامر الله، واتباعها لهواها وتحكيمها لشهوات النفس، فهي تقدم رؤيتها القاصرة، وفهمها الساذج على أقوال علماء الأمة قديما وحديثاً في تفسير آيات الحجاب، ومن أراد أن يعرف مدى جهلها فليفتح أي تفسير من تفاسير علماء الإسلام في القديم والحديث وليقرأ تفسير آيات سورة النور التي تفسرها هذه الكاتبة الجاهلة على هواها.
فالكاتبة الفهامة فسرت لنا معنى الجيب وأغفلت معنى الخمار الذي سيضرب على الجيب ولنترك أهل التفاسير يوضحون ما حاولت هذه الكاتبة غافلة أو متسغفلة أن تحرفه:
قال تعالى في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31].
قال الإمام الطبري في تفسير الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}: "وَقَوْله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ}، يَقُول تَعَالَى ذِكْره: "وَلْيُلْقِينَ خُمُرهنَّ، وَهِيَ جَمْع خِمَار، عَلَى جُيُوبهنَّ، لِيَسْتُرْنَ بِذَلِكَ شُعُورهنَّ وَأَعْنَاقهنَّ وَقُرْطهنَّ. 19664 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع، قَالَ ثنا زَيْد بْن حُبَاب، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن نَافِع، قَالَ: ثنا الْحَسَن بْن مُسْلِم بْن يَنَاق، عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة، عَنْ عَائِشَة، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} قَالَ شَقَقْنَ الْبُرْد مِمَّا يَلِي الْحَوَاشِي، فَاخْتَمَرْنَ بِهِ. 19665 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب، أَنَّ قُرَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن أَخْبَرَهُ عَنِ ابْن شِهَاب، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَة زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: "يَرْحَم اللَّه النِّسَاء الْمُهَاجِرَات الْأُوَل؛ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} شَقَقْنَ أَكْثَف مُرُوطهنَّ، فَاخْتَمَرْنَ بِهِ".
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ}
وَقَوْله: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}، يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ} الَّتِي هِيَ غَيْر ظَاهِرَة بَلْ الْخَفِيَّة مِنْهَا، وَذَلِكَ الْخَلْخَال وَالْقُرْط وَالدُّمْلُج، وَمَا أُمِرَتْ بِتَغْطِيَتِهِ بِخِمَارِهَا مِنْ فَوْق الْجَيْب، وَمَا وَرَاء مَا أُبِيحَ لَهَا كَشْفه وَإِبْرَازه فِي الصَّلَاة وَلِلْأَجْنَبِيِّينَ مِنَ النَّاس، وَالذِّرَاعَيْنِ إِلَى فَوْق ذَلِكَ، إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل.
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19666 - ابْن بَشَّار، قَالَ ثنا عَبْد الرَّحْمَن، قَالَ: ثنا سُفْيَان، عَنْ مَنْصُور، عَنْ طَلْحَة بْن مُصَرِّف، عَنْ إِبْرَاهِيم: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ}، قَالَ: "هَذِهِ مَا فَوْق الذِّرَاع".
19667 - حَدَّثَنَا ابْن الْمُثَنَّى، قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قَالَ: ثنا شُعْبَة، عَنْ مَنْصُور، قَالَ: سَمِعْت رَجُلًا يُحَدِّث عَنْ طَلْحَة، عَنْ إِبْرَاهِيم، قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتهنَّ} قَالَ: "مَا فَوْق الْجَيْب". قَالَ شُعْبَة: "كَتَبَ بِهِ مَنْصُور إِلَيَّ، وَقَرَأْته عَلَيْهِ".
19668 -حَدَّثَنِي يَعْقُوب، قَالَ : ثنا ابْن عُلَيَّة، عَنْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، عَنْ قَتَادَة، فِي قَوْله: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}، قَالَ: "تُبْدِي لِهَؤُلَاءِ الرَّأْس".
19669 - حَدَّثَنِي عَلِيّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح، قَالَ: ثني مُعَاوِيَة، عَنْ عَلِيّ، عَنِ ابْن عَبَّاس، قَالَ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}... إِلَى قَوْله: {عَوْرَات النِّسَاء} قَالَ: "الزِّينَة الَّتِي يُبْدِينَهَا لِهَؤُلَاءِ: قُرْطَاهَا وَقِلَادَتهَا وَسِوَارهَا، فَأَمَّا خَلْخَالَاهَا وَمِعْضَدَاهَا وَنَحْرهَا وَشَعْرهَا فَإِنَّهُ لَا تُبْدِيه إِلَّا لِزَوْجِهَا".
يقول الإمام بن كثير في تفسير الآية: "وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ}، وَالْخُمُر جَمْع خِمَار وَهُوَ مَا يُخَمَّر بِهِ أَيْ يُغَطَّى بِهِ الرَّأْس وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيهَا النَّاس الْمَقَانِع. قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر: " {وَلْيَضْرِبْنَ} وَلْيَشْدُدْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ، يَعْنِي عَلَى النَّحْر وَالصَّدْر فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْء".
وَقَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن شَبِيب حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: "يَرْحَم اللَّه نِسَاء الْمُهَاجِرَات الْأُوَل لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} شَقَقْنَ مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.
وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن نَافِع عَنْ الْحَسَن بْن مُسْلِم عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة أَنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا كَانَتْ تَقُول: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ}، أَخَذْنَ أُزُرهنَّ فَشَقَقْنَهَا مِنْ قِبَل الْحَوَاشِي فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يُونُس حَدَّثَنِي الزِّنْجِيّ بْن خَالِد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان بْن خُثَيْم عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة قَالَتْ: "بَيْنَا نَحْنُ عِنْد عَائِشَة قَالَتْ فَذَكَرْنَ نِسَاء قُرَيْش وَفَضْلهنَّ فَقَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا إِنَّ لِنِسَاءِ قُرَيْش لَفَضْلًا، وَإِنِّي وَاَللَّه مَا رَأَيْت أَفْضَل مِنْ نِسَاء الْأَنْصَار أَشَدّ تَصْدِيقًا لِكِتَابِ اللَّه، وَلَا إِيمَانًا بِالتَّنْزِيلِ؛ لَقَدْ أُنْزِلَتْ سُورَة النُّور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} اِنْقَلَبَ رِجَالهنَّ إِلَيْهِنَّ يَتْلُونَ عَلَيْهِنَّ مَا أَنْزَلَ اللَّه إِلَيْهِمْ فِيهَا، وَيَتْلُو الرَّجُل عَلَى اِمْرَأَته وَابْنَته وَأُخْته وَعَلَى كُلّ ذِي قَرَابَته، فَمَا مِنْهُنَّ اِمْرَأَة إِلَّا قَامَتْ إِلَى مُرْطهَا الْمُرَحَّل فَاعْتَجَرَتْ بِهِ تَصْدِيقًا وَإِيمَانًا بِمَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ كِتَابه، فَأَصْبَحْنَ وَرَاء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَجِرَات كَأَنَّ عَلَى رُءُوسهنَّ الْغِرْبَان.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ غَيْر وَجْه عَنْ صَفِيَّة بْن شَيْبَة بِهِ قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا يُونُس أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَنَّ قُرَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن أَخْبَرَهُ عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: "يَرْحَم اللَّه النِّسَاء الْمُهَاجِرَات الْأُوَل لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ} شَقَقْنَ أَكْتُف مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيث اِبْن وَهْب بِهِ" أ.هـ
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره: "الْخُمُر: جَمْع الْخِمَار، وَهُوَ مَا تُغَطِّي بِهِ رَأْسهَا، وَمِنْهُ اِخْتَمَرَتْ الْمَرْأَة وَتَخَمَّرَتْ، وَهِيَ حَسَنَة الْخُمْرَة. وَالْجُيُوب: جَمْع الْجَيْب، وَهُوَ مَوْضِع الْقَطْع مِنْ الدِّرْع وَالْقَمِيص، وَهُوَ مِنْ الْجَوْب وَهُوَ الْقَطْع. وَمَشْهُور الْقِرَاءَة ضَمّ الْجِيم مِنْ" جُيُوبهنَّ".
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ}
أَمَرَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى النِّسَاء بِأَلَّا يُبْدِينَ زِينَتهنَّ لِلنَّاظِرِينَ، إِلَّا مَا اِسْتَثْنَاهُ مِنْ النَّاظِرِينَ فِي بَاقِي الْآيَة حِذَارًا مِنْ الِافْتِتَان، ثُمَّ اِسْتَثْنَى، مَا يَظْهَر مِنْ الزِّينَة؛ وَاخْتَلَفَ النَّاس فِي قَدْر ذَلِكَ؛ فَقَالَ اِبْن مَسْعُود: ظَاهِر الزِّينَة هُوَ الثِّيَاب. وَزَادَ اِبْن جُبَيْر الْوَجْه. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر أَيْضًا وَعَطَاء وَالْأَوْزَاعِيّ: الْوَجْه وَالْكَفَّانِ وَالثِّيَاب" أ. هـ
- وبعد هذا العرض لتفاسير أهل العلم فلا أدري والله أي كتب التفاسير قرأت بنت بركة ولم تجد إلا تغطية الصدر دون الرأس؟!، علها وجدته في تفسير رأس السنة أو رأس سدر!!!.
2- وجّه يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية بجماعة "الإخوان المسلمين" سابقًا، انتقادات قاسية لمهاجمي الفكر الشيعي، والواصفين لهم بـ "الرافضة والمبتدعة"، ورفض ما قال إنها "افتراءات وكذب ومبالغة في التزييف والاختلاق" وردت بحقهم في "طوفان من الكتب تقول فيهم ما ليس فيهم"، ونعت كُتابها وناشريها بأنهم "إما موتورين أو مفتونين أو جاهلين أو إمّعين (جمع إمعة) أو سياسيين منتفعين باعوا دينهم ليرضى السلطان"، وأنهم "يُفضلون عليهم الكفرة وأهل الكتاب".
ورفض ندا ما ذهب إليه بعض علماء السنة في تكفير الشيعة، واعتبر "الإثنى عشرية" (شيعة إيران)، مذهبًا إسلاميًا، يجوز التعبد عليه، كما أن للمسلمين السنة أربعة مذاهب يتعبدون عليها، رغم اعترافه بتجاوزاتهم الخطيرة، بالخوض في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفي كبار صحابة النبي الكرام طعنًا وتكفيرًا، واستنكاره عليهم أنهم يتعبدون بلعنهم!! أ.هـ
وهذه صورة أخرى من الفكر الخنفشاري المنتشر الذي امتطى أصحابه هواهم وتصدروا للفتوى في دين الله بما يروق لأفهامهم القاصرة.
فالرجل يعترف بتجاوزات الشيعة بالخوض في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفي كبار صحابة النبي الكرام طعنًا وتكفيرًا، كما أنه يستنكر عليهم أنهم يتعبدون بلعنهم، ثم يدافع بكل قواه عنهم، فأي تناقض؟!!!!!، وهل قرأ الرجل كلام علماء الإسلام قديما وحديثاً عن حكم من يعتقد بهذا الاعتقاد؟؟
وهل مسمى الرافضة عرفته الأمة حديثاً أم أنه ملتصق بالشيعة منذ نشأتهم على مذهب الرفض التام لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وتكفيرهم الصحب الكرام، وسب عائشة، ولعن الجميع، والادعاء بتحريف القرآن.... الخ.
وعموما فهذه بعض نقول أهل العلم عن ابن سبأ وعن معنى الروافض مرصعة باعترافات الروافض أنفسهم:
أولاً: نشأتهم:
نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي اسمه (عبد الله بن سبأ) ادَّعى الإسلام، وزعم محبة آل البيت، وغالى في علي - رضي الله عنه - وادعى له الوصية بالخلافة ثم رفعه إلى مرتبة الألوهية، وهذا ما تعترف به الكتب الشيعية نفسها.
قال القمي في كتابه (المقالات والفرق) ص 10 - 21، يقر بوجوده ويعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، كما قال به النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) ص 19 - 20، وكما قال به الكشي في كتابه المعروف بـ (رجال الكشي). والاعتراف سيد الأدلة، وهؤلاء جميعهم من كبار شيوخ الرافضة.
قال البغدادي: "السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي - رضي الله عنه - وزعم أنه كان نبياً ثم غلا فيه حتى زعم أنه الله".
وقال البغدادي كذلك: "وكان ابن السوداء - أي ابن سبأ - في الأصل يهودياً من أهل الحيرة، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيأ وأن علياً - رضي الله عنه - وصي محمد صلى الله عليه وسلم".
وذكر الشهرستاني عن ابن سبأ أنه أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي - رضي الله عنه-، وذكر عن السبئية أنها أول فرقة قالت بالتوقف بالغيبة والرجعة، ثم ورثت الشيعة فيما بعد، رغم اختلافها وتعدد فرقها، القول بإمامة علي وخلافته نصاً ووصية، وهي من مخالفات ابن سبأ وقد تعددت فيما بعد فرق الشيعة وأقوالها إلى عشرات الفرق والأقوال.
وهكذا ابتدعت الشيعة القول بالوصية والرجعة والغيبة بل القول بتأليه الأئمة اتباعاً لابن سبأ اليهودي. (انظر أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي (1 / 22 - 23)).
ثانياً: لماذا سمي الشيعة بالرافضة؟
هذه التسمية ذكرها شيخهم المجلسي في كتابه (البحار) وذكر أربعة أحاديث من أحاديثهم (انظر البحار للمجلسي ص 68 - 96).
ويجدر بالذكر هنا أن بحار الأنوار للمجلسي يعتبر من مراجعهم الحديثة المتأخرة وهو كتاب ملفق، أي أن مؤلفه المجلسي لم يؤلفه كاملاً بل ألف بعضه وسرق البعض الآخر وكتب على الغلاف تأليف: المجلسي!!!
وقيل سموا رافضة، لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين، فقالوا: "تبرأ من أبي بكر حتى نكون معك"، فقال: "هما صاحبا جدي بل أتولاهما"، قالوا: "إذاً نرفضك"، فسموا رافضة وسمي من بايعه ووافقه زيدية.
وقيل سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر، وقيل سموا بذلك لرفضهم الدين. انظر (مقالات الإسلاميين، 1/89).
رابعاً: عقيدة البداء التي يؤمن بها الرافضة:
البداء هو بمعنى الظهور بعد الخفاء، أو بمعنى نشأة رأي جديد. والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله، لكن الرافضة تنسب البداء إلى الله.
جاء عن الريان بن الصلت قال: "سمعت الرضا يقول: ما بعث الله نبياً إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله البداء" (أصول الكافي ص 40).
وعن أبي عبد الله أنه قال: "ما عبد الله بشيء مثل البداء" (أصول الكافي، 1/ 331)، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
انظر كيف ينسبون الجهل إلى المولى سبحانه وتعالى وهو القائل جل وعلا عن نفسه: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة النمل: 65].
وفي المقابل يعتقد الرافضة أن الأئمة يعلمون كل العلوم ولا تخفى عليهم خافية كما سبق.
فهل هذه عقيدة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم؟؟
نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ونسأله حسن الخاتمة.
خامساً: عقيدة الرافضة في الصفات:
وكان الرافضة أول من قال بالتجسيم، وقد حدد شيخ الإسلام ابن تيمية أن من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء الروافض هو هشام بن الحكم (انظر منهاج السنة، 1/ 20).
وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبدالرحمن القمي، وأبو جعفر الأحول.
(انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص 97).
وكل هؤلاء المذكورين من كبار شيوخ الاثنى عشرية، ثم صاروا جهمية معطلة كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين بالصفات السلبية التي ضمنوها الصفات الثابتة له سبحانه فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول إنه تعالى "لا يوصف بزمان، ولا مكان ولا كيفية، ولا حركة، ولا انتقال، ولا شيء من صفات الأجسام، وليس حساً، ولا جسمانياً، ولا صورة" (التوحيد لابن بابويه ص 57).
فسار شيوخهم على هذا النهج الضال مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
كما أنهم ينكرون نزول الله جل شأنه، ويقولون بخلق القرآن، وينكرون الرؤية في الآخرة جاء في كتاب (بحار الأنوار) أن أبا عبدالله جعفر الصادق سئل عن الله تبارك وتعالى: "هل يرى يوم المعاد؟"، فقال: "سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، إن الأبصار لا تدرك إلا ماله لون وكيفية والله خالق الألوان والكيفية".
بل قالوا : "لو نسب إلى الله بعض الصفات كالرؤية حكم بارتداده"، كما جاء ذلك عن شيخهم جعفر النجفي في كتاب (كشف الغطا) ص 417، علماً أن الرؤية حق ثابت في الكتاب والسنة بغير إحاطة ولا كيفية كما قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: 22-23].
ومن السنة ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال: كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: «إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته».
والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة لا يسعنا ذكرها.
سادساً: اعتقاد الرافضة في القرآن الكريم الموجود بين أيدينا:
إن الرافضة التي تسمى في عصرنا بالشيعة يقولون إن القرآن الذي عندنا ليس هو الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، بل قد غير وبدل وزيد فيه ونقص منه. وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، ص 32).
وقال محمد بن يعقوب الكليني في (أصول الكافي) تحت باب (أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة): عن جابر قال: "سمعت أبا جعفر يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده".
وذكر أحمد الطبرسي في (الاحتجاج) والملا حسن في تفسيره (الصافي) أن عمر قال لزيد بن ثابت: "إن علياً جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار".
وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: "فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر عليّ القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟!"، فقال عمر: "ما الحيلة؟"، قال زيد: "أنتم أعلم بالحيلة"، فقال عمر: "ما حيلته دون أن تقتله ونستريح منه". فدبَّر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك. فلما استخلف عمر سألوا علياً - رضي الله عنه - أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال عمر: "يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟"، فقال: "هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة "إنا كنا عن هذا غافلين" أو تقولوا: "ما جئتنا". إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي فقال عمر: "فهل وقت لإظهار معلوم؟"، فقال علي: "نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه" (الاحتجاج للطبرسي ص 225)، و(كتاب فصل الخطاب ص 7).
ومهما الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت بها انهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به، ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن.
ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين أحدهما معلوم، والآخر خاص مكتوم ومنه أسقط من القرآن آية وهي: "وجعلنا علياً صهرك" زعموا أنها أسقطت من سورة (ألم نشرح) وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن السورة مكية ولم يكن علي صهراً للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة.
سابعاً: عقيدة الرافضة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تقوم عقيدة الرافضة على سب وشتم وتكفير الصحابة - رضوان الله عليهم -.
ذكر الكليني في (فروع الكافي) عن جعفر عليه السلام: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة"، فقلت: "من الثلاثة؟"، فقال: "المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي" (فروع الكافي للكليني، ص 115).
وذكر المجلسي في (حق اليقين) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له: "لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟"، فقال: "إنهما كانا كافرين، الذي يحبهما فهو كافر أيضاً" (حق اليقين للمجلسي ص 522).
تنبيه: لابد من الإشارة إلى أن علي بن الحسين وأهل البيت أجمع يتبرؤون من هذا كله الذي افتراه عليهم الرافضة قاتلهم الله أنى يؤفكون.
وفي تفسير القمي عند قوله تعالى: {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ}، قالوا: "الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان" (تفسير القمي ص 218).
ويقولون في كتابهم (مفتاح الجنان): "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما … إلخ" (مفتاح الجنان ص 114).
ويعنون بذلك أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة.
وفي يوم عاشوراء يأتون بكلب ويسمونه عمرا، ثم ينهالون عليه ضرباً بالعصى ورجماً بالحجارة حتى يموت، ثم يأتون بسخلة ويسمونها عائشة، ثم يبدؤون بنتف شعرها وينهالون عليها ضرباً بالأحذية حتى تموت (تبديد الظلام وتنبيه النيام للشيخ / إبراهيم الجبهان - حفظه الله - ص 27).
كما أنهم يحتفلون باليوم الذي قتل فيه الفاروق عمر بن الخطاب، ويسمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بابا شجاع الدين رضي الله عن الصحابة أجمعين وعن أمهات المؤمنين.
ثامناً: عقيدة الرافضة في يوم عاشوراء وفضله عندهم:
إن الرافضة يقيمون المحافل والمآتم والنياحة ويعملون المظاهرات في الشوارع والميادين العامة ويقومون بلبس الملابس السوداء حزناً في ذكرى شهادة الحسين - رضي الله عنه - باهتمام في العشر الأوائل من محرم كل عام، معتقدين أنها من أجل القربات، فيضربون خدودهم بأيديهم ويضربون صدورهم وظهورهم، ويشقون الجيوب يبكون ويصيحون بهتافات: "يا حسين، يا حسين"، وخاصة في اليوم العاشر من كل محرم، بل إنهم يقومون بضرب أنفسهم بالسلاسل والسيوف كما هو الحاصل في البلاد التي يقطنها الرافضة كإيران مثلا.
وشيوخهم يحرضونهم على هذه المهازل التي صاروا بها أضحوكة الأمم، فقد سئل أحد مراجعهم وهو محمد حسن آل كاشف الغطا كما يفعله أبناء طائفته من ضرب ولطم.. إلخ، قال: إن هذا من تعظيم شعائر الله {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحج: 32].
تاسعاً: عقيدة الرافضة في البيعة:
يعتبر الرافضة كل حكومة غير حكومة الاثني عشرية باطلة، جاء في (الكافي بشرح المازنداني) و (الغيبة) للنعماني عن أبي جعفر قال: "كل راية ترفع قبل راية القائم - مهدي الرافضة - صاحبها طاغوت" (الكافي بشرح المازنداني، 12/ 371)، وانظر (بحار الأنوار، 25 / 113).
ولا تجوز الطاعة لحاكم ليس من عند الله إلا على سبيل التقية، والإمام الجائر والظالم والذي ليس أهلاً للإمامة وما شابه ذلك من أوصاف، كل ذلك يطلقونه على حكام المسلمين من غير أئمتهم وعلى رأس هؤلاء الحكام الخلفاء الراشدون - رضوان الله عليهم - أبو بكر وعمر وعثمان.
وقال الرافضي المجلسي وهو أحد ضلالهم صاحب (بحار الأنوار) عن الخلفاء الثلاثة الراشدين: إنهم لم يكونوا إلا غاصبين جائرين مرتدين عن الدين لعنة الله عليهم وعلى من اتبعهم في ظلم أهل البيت من الأولين والآخرين" (بحار الأنوار، 4 / 385).
هذا مايقوله إمامهم المجلسي الذي يعد كتابه من أهم مصادرهم الأساسية في الحديث في أفضل الأمة بعد رسل الله وأنبيائه.
وبناءً على مبدئهم في خلفاء المسلمين اعتبروا كل من يتعاون معهم طاغوتاً وجائراً، روى الكليني بسنده عن عمر بن حنظلة قال: "سألت أبا عبدالله عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث تحاكما إلى السلطان وإلى القضاء: أيحل ذلك؟"، قال: "من تحاكم إليهم بحق أو باطل فإنما تحاكما إلى الطاغوت، وما يُحكم له فإنما يأخذ سحتاً وإن كان حقاً ثابتاً له، لأنه أخذه بحكم الطاغوت" (الكافي للكليني، 1 / 67)، و(التهذيب، 6/301).
قال الخميني الهالك - عليه من الله ما يستحق - معقباً على حديثهم هذا: "الإمام نفسه ينهى عن الرجوع إلى السلاطين وقضاتهم، ويعتبر الرجوع إليهم رجوعاً إلى الطاغوت" (الحكومات الإسلامية ص 74) أ.هـ عن (الشبكة الإسلامية).
3- أما العجب العجاب فكان لداهية الدواهي بل لا أبالغ إن قلت أنه رائد الفكر الخنفشاري الحديث الذي لقب نفسه بالمفكر، ووالله لا أدري من الذي خلع على جنابه هذا اللقب اللهم إلا أحد المجانين الذي فقد عقله فوجد في جمال البنا عقلاً صالحاً للاستهلاك فأطلق عليه لقب مفكر، كتب الرجل في نفس اليوم الأربعاء 18 فبراير 2009 م مقالاً بجريدة (المصري اليوم) بعنوان: "البخاري ليس ملاكاً، وبدأ يهرف كعادته بما لا يعرف، ويتحدث فيما لا يحسن، ويأتي بكل مستغرب ينكر به أحاديث في صحيح الإمام البخاري، هو ابعد ما يكون عن معرفة معناها فضلاً عن تصحيحها أو تضعيفها، فالرجل ليس له في مثل هذه البضاعة من نصيب".
يقول الدكتور محمد عباس عن جمال البنا:
"انكشف واحد كالعامل جمال البنا (أصل مهنته عامل.. وليس في كينونة العامل أي عار.. العار فيمن يدعي أنه عالم.. وهو عامل!!).. جمال البنا الذي أظن أن الأجهزة المولعة باصطياد آل الشهداء قد اصطادته (انظروا بأسي إلى ابن شقيق الشهيد عبد القادر عودة: الدكتور جهاد عودة).. اصطادته كي تستغله لهدم الإسلام مستغلة أنه شقيق الإمام الشهيد رغم أنه ليس من أهله.. فالعلاقة بينهما كالعلاقة بين نبي الله نوح عليه السلام وابنه..
تذكرت بمرارة كيف أن أحد السياسيين المرموقين قد عاتبني عندما أشرت إلى تقارير مجمع البحوث الإسلامية التي تحكم بكفر بعض كتب جمال البنا، وكنت قد حصلت على إذن من صحيفة السبيل الأردنية لنشر سلسلة مقالات للكاتب المرموق محمد إبراهيم مبروك عن جمال البنا في صحيفة الشعب المصرية، ويكاد محمد مبروك أن يصل إلى نفي الإسلام عن الرجل جملة وتفصيلا.. وأظنني أوافقه.. تحدث مبروك عن موقف جمال البنا حين راح يعلن للإسلاميين بل للمسلمين عامة أنهم ليس لهم سوى قبول ما يتفضل علينا به الغرب من إسلامه العجيب هو أننا لن نستطيع الدفاع عن أنفسنا تجاه الأمريكيين لأن ما يعترضون عليه "هو بالفعل أقوال أئمة المذاهب وفقهاء السلف الصالح فإذا أعادته المؤسسات الدينية فإن ذلك سيكون مصداقا لاتهامات الأمريكيين وهذا هو المأزق الذي سيجد فقهاؤنا أنفسهم فيه وكانوا في غنى عنه ومخلص منه لو" وأقف هنا وأقول: لو ماذا؟، لو ألغينا عقولنا واعتقدنا أن الإسلام الذي يقدمه جمال البنا ومن يقف وراءه من غلاة العلمانيين الحاقدين له أدنى علاقة بالإسلام. ذلك الإسلام الذي بلا تفسير، ولا سنة، ولا قواعد للحكم، ولا جهاد في سبيل الله، ولا حد ردة، ولا حد زنى، ولا حد سرقة، ولا قصاص، ولا حجاب، ولا صلوات خمس وإنما صلاتان فقط!!، ولا شعائر ذبح، ولا شعائر ذكر، ولا أي شيء على الإطلاق من قواعد الدين وأحكامه وهذا الذي يكمل به كلمة لو فيقول: "لو أخذوا بما عرضناه مرارا وتكرارا وما سجلناه في "نحو فقه جديد" و"الإسلام وحرية الفكر وعشرات الكتب الأخرى"!!!.
ويقول الدكتور محمد عباس في موضع آخر:
"المؤكد أن جمال البنا قد حصل على الشهادة الابتدائية، و أنه رسب في المدرسة الثانوية في عامه الأول بها، ليرفض مواصلة الدراسة، ثم تأتي على لسانه جملة غامضة أنه - تحت ضغط الأسرة- حصل على شهادة من مدرسة التجارة العليا ليختصر طريق التعليم(!!)، فكيف دخل المدرسة العليا دون شهادة التعليم الثانوي: الثقافة أو الثانوية أو البكالوريا..وهل المقصود دبلوما متوسطا أم شهادة عليا؟، ثم أن ذاك و ذلك يتناقض مع التحاقه بعضوية نقابة عمال الغزل والنسيج بالقاهرة عام 1950، وذلك على خلفية عمله لبعض الوقت في أحد مصانع النسيج. و أن هذا الرجل.. العامل.. الذي يحمل في الأغلب شهادة بالرسوب في الصف الأول الثانوي وشهادة متوسطة في التجارة.. هذا البنا أنتج ( أو أنتج له) مائة وخمسة كتاب بعضها ضخم، و أنه على الرغم من ذلك ظل غير معروف حتى تبناه صلاح عيسى في صحيفة وزير الثقافة لينشر فتاوى شاذة من أن الحجاب ليس فرضا.. و أن التدخين لا يفسد الصوم..!! و أن الزواج يتم بلا ولي ولا شهود.. وحق المرأة في إمامة الصلاة.. وحق المسلمة في الزواج من مسيحي أو يهودي وعشرات من التخاريف..( من حق القارئ أن لا يصدق أن الأمر وصل بالرجل إلى هذا المدى.. وعلى هؤلاء -فقط- أن يبحثوا على الشبكة العنكبوتية لتأتيهم الإجابات بعد نصف دقيقة).. لكنني هنا أتساءل: إذا كان الرجل غير معروف.. و إذا كنت أشك أن أي طبعة من كتبه توزع أكثر من خمسين أو مائة نسخة ( الكاتب المشهور في مصر لا يوزع أكثر من خمسمائة نسخة.. وهو الرقم الذي وزعه أهم كتب صلاح عيسى و أكثرها توزيعا: كتاب مثقفون وعسكر.. وقد وزع خمسمائة نسخة على مدى ثلاث سنوات). فإذا افترضنا أن متوسط تكلفة الكتاب الواحد من كتب جمال البنا هو خمسة آلاف جنيه فإن ذلك يعني أن التكلفة الكلية تتجاوز نصف مليون جنيه.. و أظن أن جمال البنا لا يملك هذا المبلغ فمن الذي أنفق على كتبه؟..
من؟؟..
ولمصلحة من؟
ولحساب من؟
أ.هـ من الموقع الشخصي للدكتور محمد عباس
ونشرت جريدة (عكاظ السعودية) هذا النقل يوم الخميس 03/03/1428هـ، 22/ مارس/2007 العدد: 2104 بعنوان:
علماء الأزهر: الاجتهاد له أهله وجمال البنا دخيل على الفكر الإسلامي
لاقت "آراء" المفكر جمال البنا ردود أفعال واسعة من قبل العلماء والمشايخ لا سيما في الأزهر الشريف. فمفتي الديار المصرية سابقا د. نصر فريد واصل، قال: "إن باب الاجتهاد سيظل قائما إلى أن تقوم الساعة، لأن الاحكام الشرعية متجددة وهناك كثير من القضايا الجديدة التي لم تكن موجودة في الماضي تحتاج الى رأي العلماء لبيان الحلال والحرام، على الجوانب والأحكام الشرعية لكل ما يستجد في حياتنا ولكن بشرط أن يكون الإنسان مؤهلا للاجتهاد، وهنا يجب علينا أن نفرق بين العلماء المجتهدين الذين لهم أصولهم الشرعية ويعتمدون في فتاواهم على مصادرها الصحيحة من الكتاب والسنة والإجماع، ومؤهلون طبقا للقواعد تأهيلا صحيحا لاصدار الفتوى الشرعية، وبين أولئك الذين هم ليسوا أهلا للفتوى وتثير فتاواهم واجتهادهم البلبلة، والصراع، والفتنة، والاقتتال بين الناس، ويصدرون كتباً قد تصل بهم الى حد التكفير، وهو ما يسيء الى الاسلام والمسلمين كثيرا".
بدوره وصف الدكتور عبدالمعطي بيومي عميد كلية أصول الدين في جامع الأزهر وعضو لجنة الشؤون الدينية في مجلس الشعب الدخلاء على ساحة الدعوة الإسلامية والمتصدرين للفتاوى والاجتهاد الدينية بلا مؤهلات علمية بقول الشاعر: كناطح صخرة يوما ليوهنها..
والمشكلة في رأيه تتلخص في قوله: "من يتحدث في أمور الدين لابد أن يكون من أهله، ومن يفتي لابد ان يكون من اهل الفتوى، وبين العلماء أناس اندسوا عليهم، قلبوا في كتب التراث ونقّبوا على شبهات مردود عليها، طبعوها في كتب وفصلوا آيات القرآن الكريم عن سياقها، وفسروا آيات الله وفقا لأمزجتهم واهوائهم فكانت الكارثة. أما الدافع من وراء ذلك من وجهة نظر الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش -الأمين العام لجبهة علماء الأزهر واستاذ الحديث في كلية اصول الدين- فهو فساد النية والاعتقاد، فمن هو أهل للاجتهاد فرض على المسلمين احترامه وتقديره مادام أهلا له وحينما يجمع علماء الأمة الإسلامية على شيء فالخارج على هذا الإجماع مشاقق لله ورسوله، وهذا الأمر ينكره هؤلاء الجاهلون وكثيرا ما يثور خلاف فقهي بين مشيخة الأزهر وعلمائه ولكن هذا خلاف بين علماء تتوافر فيه شروط الاجتهاد، وكل عالم توافرت فيه تلك الشروط له الحق أن يفتي ويتحدث في أمور الدين، أما أمثال هؤلاء الدخلاء فلا مكان لهم بيننا ولا رأي لهم نأخذه". أ هـ .
والحقيقة أن الألم يعتصرني عندما أتفكر في آلام الأمة بين غزو الأعداء، وخسة الخونة، وجشع الأبناء والوصوليين؛ فالأمة اليوم بين فكي الأعداء والمنافقين تصرخ وتستغيث، ولكن الأمل قائم والنصر قادم لا محالة والله المستعان.
محمد أبو الهيثم
روابط هامة: الرد على جمال البنا للشيخ حسن أبو الأشبال
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=56382
محمد
أبو الهيثم
المصدر: طريق الإسلام