هل الشك يخرج من الملة؟
محمد علي يوسف
حقيقة الإيمان في اللغة، التصديق، ومدلول الإيمان في الاصطلاح هو: قول باللسان، وتصديق بالجنان القلب- وعمل بالأركان -الجوارح-.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
وأما الشك الذي هو نقيض اليقين، وهو: التردد بين شيئين، كالذي لا يجزم بوجود الله ولا بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكذبه، ولا يجزم بوقوع البعث ولا عدم وقوعه، فناقض للإيمان.
فإن حقيقة الإيمان في اللغة، التصديق، ومدلول الإيمان في الاصطلاح هو: قول باللسان، وتصديق بالجنان القلب- وعمل بالأركان -الجوارح-؛ وكيفية الاعتقاد التي لا تتحقق ماهية الإسلام إلا بها هي: أن يعتقد العبد اعتقادا جازما بأن الله تعالى موجود، وأنه لا معبود بحق إلا هو، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى الناس كافة، وأن الدين الذي جاء به هو من عند الله، وأنه هو الدين الحق الناسخ لما سواه من الأديان والمهيمن عليها، فهذا الحد الذي لا يتحقق معنى الإسلام إلا به.
ومن ساوره الشك في شيء من هذا فليس مؤمنا، إذ لا بد في الإيمان من اليقين الجازم وهذا الشرط مذكور فيكتاب الله تعالى في قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15].
لكن قد يطرأ في نفس الإنسان نوع وسوسة يظنه شكا وهو ليس ذلك، بل يكون في داخله مصدقا مؤمنا، وعلامة ذلك كراهته لهذه الخواطر وخوفه ونفوره منها.
قال النووي -الأذكار-: الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمرعليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء، لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه، وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « » (رواه البخاري ومسلم).
قال العلماء: المراد به الخواطرالتي لا تستقر، قالوا: وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أو كفرا أو غيره، فمن خطر له الكفر مجرد خطران من غير تعمد لتحصيله ثم صرفه في الحال فليس بكافر ولا شيء عليه.