الثناء على المضحين

محمد علي يوسف

ولقد اتصل الثناء على أولئك المضحين المعظمين المكبرين لرب العالمين فى كتاب الله وسنة سيد المرسلين
فهم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا
وهم الرجال الذين لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله
و هم أولئك الذين يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله و الله رؤوف بالعباد
خلد الله ذكرهم و أثنى كثيرا على أمجادهم و بطولاتهم
و هل ينسى أحد مؤمن آل فرعون و تضحيته؟!
و هل يغفل أحد عن مؤمن سورة ياسين و شهادته ؟!
و أكرم بالغامدية فى السنة النبوية حين أثنى عليها خير البرية قائلا : لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له و لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم . وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى ؟ "
تأمل مرة أخرى قول حبيبك: جادت بنفسها
جادت..
أى ضحت!
و ما ضحت إلا لأنها عظمت وكبرت ربها فعظمت في قلبها حرماته "ذلك و من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه "
و هل استعر الندم فى قلبها طوال أشهر الحمل و الرضاع دون أن يخفت أو يخبو إلا لهذا التعظيم ؟!
ولا يطيب ذكر الشهداء والمضحين المعظمين المكبرين دون الثناء على شهداء الأخدود وعلى رأسهم الغلام الذي دل الملك الكافر على طريقة قتله ليؤمن الناس بمن يعظم ويكبر
كل هؤلاء ضحوا و جادوا بأنفسهم فاستحقوا أن يعظم الله ذكرهم لما عظموه وكبروه بفعالهم جنبا إلى جنب مع أقوالهم