مسائل في التكبير المقيد
أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
قال بعض العلماء: إنَّه سنّة في الفرائض، مؤداة كانت أم مقضية، انفراداً كانت أو جماعة
- التصنيفات: فقه العبادات -
مسائل في التكبير المقيد عقب الصلوات في العيد. وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن يكبر بعد السلام مباشرةً، وقبل الاستغفار. وهذا يفهم من كلام المرداوي في الإنصاف، فإنه قال (فوائد): "الأولى: يكبر الإمام إذا سلَّم من الصلاة وهو مستقبل القبلة" وذكر من قال به من الحنابلة. وقال به أيضاً الشافعية كما في حاشية الشرقاوي على التحرير، ووجه ذلك أن التكبير هو شعيرة الوقت فهو مقدم على كل شيء.
القول الثاني: أن يكبر بعد الاستغفار، وقول: "اللهم أنت السلام ..." لأن الاستغفار و"اللهم أنت السلام ..." ألصق بالصلاة من التكبير، فإن الاستغفار يسن عقيب الصلاة مباشرة، لأن المصلي لا يتحقق أنه أتقن الصلاة؛ بل لا بد من خللٍ ولا سيما في عصرنا هذا. وهو اختيار الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ ابن باز في فتاويهما والشيخ محمد بن صالح العثيمين كما في الشرح الممتع.
القول الثالث: التوقف في هذه المسألة ، وقد قال به شيخ الإسلام كما في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم: "وأقول: بما أنَّ التكبير المقيد لم يدلَّ عليه دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو آثار عن الصحابة واجتهادات من بعض أهل العلم؛ فالأولى: أن يقول ذكر الصلاة ثم يبدأ بالتكبير" والله أعلم .
وقال الشيخ العثيمين في الشرح الممتع: "والإنسان الذي تفوته الصلاة في الجماعة ويصليها منفرداً لا يسنّ له أن يكبر التكبير المقيد. وكذلك قيدوا ذلك بالمؤداة فخرج به المقضية. فالشروط ثلاثة للتكبير عقب الصلوات في العيد:
1 ـ أن تكون الصلاة فريضة.
2 ـ أن تكون جماعة.
3 ـ أن تكون مؤداة.
فلو صلى وحده، أو صلى نافلة، أو صلى قضاءً لم يشرع له التكبير المقيد، حتى ولو كانوا جماعة".
وقال بعض العلماء: "إن التكبير المقيّد سنّة لكل مصلٍّ، فريضة كانت الصلاة أو نافلة، مؤداة أو مقضية، للرجال وللنساء في البيوت. والقول الأول أخص، وهذا أعم".
وقال بعض العلماء: "إنَّه سنّة في الفرائض، مؤداة كانت أم مقضية، انفراداً كانت أو جماعة، دون النوافل".
والمسألة إذا رأيت اختلاف العلماء رحمهم الله فيها بدون أن يذكروا نصاً فاصلاً فإننا نقول: الأمر في هذا واسع.
فإن كبّر بعد صلاته منفرداً فلا حرج عليه، وإن ترك التكبير ولو في الجماعة فلا حرج عليه؛ لأن الأمر في هذا واسع والحمد لله.