علّمَني رأسُ الذئب !!
أبو فهر المسلم
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
يُقال إنه كان هناك ذئب وثعلب، اتفقا على أن يقتسما كلّ ما يجداه !
فاصطاد الثعلب ثلاثة أرانب، ثم جاء بها الى الذئب.
فقال الذئب: لي اثنتان، ولك واحدة_مع أن الثعلب هو الذي اصطاد _،
فقال الثعلب: أبدًا، أنا الذي اصطدتُ .. واحتكما الى الأسد.
فقال الأسد للذئب: ماذا تقول في شكوى الثعلب ؟
قال الذئب: اثنتان لي وواحدة له !
فضرب الأسد رأس الذئب حتى طار ..
فكلّم الأسدُ الثعلب: وأنت ماذا تقول ؟
قال الثعلب: واحدة لفطورك، وواحدة لغدائك، والثالثة لعشائك !
قال الأسد للثعلب: مَن علّمك هذه القسمة العادلة ؟
قال الثعلب: علّمني رأس الذئب !!
قلتُ :
وهكذا كلّ منافق جبان .. سواء كان سياسيًّا، أو عامّيًّا، أو شرطيًّا، أو حتى عالِمًا شرعيًّا !!
تجده يخشى سطوةَ من هو أشدّ منه قوة، وأكثر جمعًا !
ويكون أسرع ما يكون في خندق هذا القويّ وسلطانه، يبتغي عنده العزّة، ويتزلّف لنيل رضاه، ويُزيّن له رأيَه وهواه .. طامعًا أن يأمن مكرَه وعذابَه، وبطشَه وانتقامَه !
ولو باع في سبيل ذلك؛ دينَه وعقيدتَه ومبدأه !
ولو أنه كان حقًّا، مُتّعظًا بعاقبة غيره؛ لنأى بنفسه عن السُّفول والتبذّل؛ بالتحرّر من رِقّ تبعيّة الجائر الغاشم، والهروب من أسْر إذلاله وطاعته، والفِرار بدينه من نار مُنافقته !
ولكنه وللأسف .. آثر حلواه وجنّته الدنيا، وشرَى أُخراه بعرَضٍ قليل ؛
وليتَه بعد هذا وذاك وتيك .. ينجو من قبضته، ويسلَم من غَدرتِه !
ولكن .. هيهات هيهات !!