(1) البرلمانات

أبو فهر المسلم

صارت آياتُ الله فيمن ولجوا إلى هذه البرلمانات، من أحزابٍ وجماعات وأعلام وقادة؛ بيّناتٍ رأْيَ عين يُبصرها القاصي والداني؛ وقامَت حُجّة الله على كلّ مُجرِّبٍ أو مخدوع، وعلى كل تابعٍ أو متبوع؛ فعلامَ يُعاودُ المُغيَّبون الكرَّة من جديد؟

  • التصنيفات: التصنيف العام - الواقع المعاصر -

قال شيخُنا المُتفنّن الأبِيّ "سليمان العلوان" - فكَّ اللهُ أسْرَه - وقد حدّثني بهذا، ودوّنتُه أمامه: "إن الذين ولَجوا إلى هذه البرلمانات والمجالس، التي تَسنُّ من القوانين؛ مايخالف شريعة رب العالمين! مُبرّرين ذلك بأن فيه مصلحة، وربما غلبَت مصالحُه على مفاسده؛ فلن يُوفَّق هؤلاء ولا محالة؛ وأي مصلحة وإن عظمت؛ تكافىء ارتكاب مفسدة الشرك المتحققة بالدخول، تحت قبة مجلس يحكم بغير ما أنزل الله؟ بل إهدار المصالح الظنيّة وإن كثرت، مقابل الحفاظ على توحيد الله وعدم الشرك به في حُكمه؛ خيرٌ للناس، ومؤذنٌ بنصرتهم وتمكينهم، ولو بعد حين.
وهذا ما أثبته الواقع وشهد به الحسّ؛ بل كثيرٌ ممن دخلوا هذه المجالس، بحُجة نصرة الشريعة، والحفاظ على الدين؛ انسلخوا من الثوابت، وميَّعوا وبدَّلوا، وتغيَّرت أحوالهم، وفُتنوا بالزيّ الجديد".

قلتُ:
فكَّ الله أسْر شيخنا وعلماء المسلمين، وفكّ أسْر مُعتقَلينا، وأسْر كلّ قائم لله بحُجّة؛ فما أفرسَ هؤلاء، وأبصرَهم بالحال والمآل. وقد قال ذلك شيخُنا، في منتصف عام 1434هـ. أي منذ عامين ونصف، ولَـمَّا يحصل الانقلاب بعدُ بمصر؛ وقد حصل الذي حذَّروا منه وأبصروه من بعيد، ورأى الناس بالعيان والبيان؛ صِدْق ذلك واقعًا مشهودًا؛ والله المستعان.

وصارت آياتُ الله فيمن ولجوا إلى هذه البرلمانات، من أحزابٍ وجماعات وأعلام وقادة؛ بيّناتٍ رأْيَ عين يُبصرها القاصي والداني؛ وقامَت حُجّة الله على كلّ مُجرِّبٍ أو مخدوع، وعلى كل تابعٍ أو متبوع؛ فعلامَ يُعاودُ المُغيَّبون الكرَّة من جديد؟ والأمور لا تزداد - مع الوقت والأيام - إلا سوءًا وظلمًا وكفرانًا! ولكن كما قال الله: {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُون}[يونس:101].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام