طوبى للشام

بعد الربيع العربي وقيام الثورة السورية لوحظ أنه كلما قويت شوكتها زاد الدعم وتنوع للنظام النصيري، ولم يعد سرًّا الآن أن كل الدول الكبرى ترغب ببقاء الأسد، وكان تبادل الأدوار واضحًا.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وبعد:
إن أهم سمات المرحلة الحالية أن جميع الأعداء تكالبوا على أهل السنة بصورة علنية لوأد انبعاثهم، فقد تم تجاوز الكثير من نقاط الخلاف ومجالات التنافس وبدا للعيان التنسيق وتبادل الأدوار، ويبدو أنه من الأهمية بمكان تركيز ما جرى في نقاط مختصرة:

إن جيش النظام السوري الطائفي دخل لبنان منذ ٤٠ عامًا لتحجيم السنة وتصفية الفلسطينيين وإنقاذ النصارى وبعث القوى الشيعية من (أمل) إلى (حزب الله)، بتنسيق واضح مع أمريكا والكيان الصهيوني.

وقبل حوالي اثني عشر عامًا تم احتلال العراق وسلم الحكم لعملاء إيران، ومن الغريب أن المقاومة العراقية السنية للوجود الأمريكي الإيراني تمت تصفيتها على يد قوى ترفع راية الجهاد.

بعد الربيع العربي وقيام الثورة السورية لوحظ أنه كلما قويت شوكتها زاد الدعم وتنوع للنظام النصيري، ولم يعد سرًّا الآن أن كل الدول الكبرى ترغب ببقاء الأسد، وكان تبادل الأدوار واضحًا، فأمريكا لها دور التحكم بكمية ونوعية السلاح الذي يصل للمقاومة، وكان هناك حظر كلي للسلاح المضاد للطيران، بينما تكفلت إيران وروسيا بالدعم العسكري غير المحدود وجلب الملشيات الشيعية من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان دون نكير ولا اعتراض، بل إن هناك محاولة لتكرار ما جرى بالعراق وتدمير الثورة السورية بكيان من جنسها، فتم بعث الإمارة من جديد بل تحولت إلى خلافة همها استخلاص الثغور الحدودية وأماكن النفط من الثوار واغتيال القيادات.

وفي 15 يونيو 2014م أعلن أوباما الحرب على داعش وبشرت أمريكا أن الحرب ستطول لأكثر من عشر سنين!

ومع أول هجمة تبين أن أول القتلى خمسون من قادة أحرار الشام، واستمرت الغارات وداعش تتوسع في مناطق السنة وتخوض حروب من لا يشكو من شح في التموين ولا خوف من الطيران وأصبح السنة فوق أسنة الرماح بدعوى محاربة داعش والقصف اليومي الشرس والمدمر هو فقط للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومع ذلك فإن النظام بدأ يفقد قدرته على الصمود وسلم إدارة المعركة للإيرانيين وبعدها للخبراء الروس، وبرغم هذا فإن الثورة السورية تتقدم بثبات، وهنا سلم أوباما الراية لبوتين الذي كرر ما قاله أوباما من قبل بإعلان الحرب على الفزاعة نفسها (داعش)، وبدأت الطائرات بسلسلة غارات كثيفة سبقتها عمليات اغتيال لقيادات دينية وعسكرية للثوار، وشمل القصف مناطق واسعة من إدلب إلى درعا وتم تدمير مراكز قيادة للثوار وتجمعات للمدنيين، ومن العجلة تم قصف إحدى القرى الموالية للنظام، بل وإلقاء منشورات على مناطق السنة في ريف حمص تدعوهم للمغادرة.

ولكن الأغرب أن أهداف داعش غابت عن الضربة الأولى وسيتم استدراك هذا الخطأ لاحقًا بحسب الأسلوب الأمريكي.

نعم.. إنهم في عجلة لإنقاذ النظام أو ترتيب الدولة البديلة!

المصدر: مجلة البيان - عدد341- مـحـرّم 1437 هـ