أنفق أنفق عليك
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
يرزقك من فضله
ثم يتلطف معك في الخطاب حتى تنفق على المحتاج
ثم يثيبك أجراً جزيلاً على ما أنفقته في سبيله كأنك تفضلت و كأن المال مالك (و كثير ممن ينفق ينسى أنه الله هومن رزقه و هو الذي يثيبه ) .
أي فضل و أي كرم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله : « » [رواه البخاري ومسلم] .
اللهم أدم علينا فضلك و كرمك و منحك يا الله .
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . [البقرة 254] .
قال العلامة السعدي :
وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله، من صدقة واجبة ومستحبة، ليكون لهم ذخرا وأجرا موفرا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير، فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه، ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة، وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين، وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه، فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام، وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله، فلهذا قال تعالى: { والكافرون هم الظالمون } وهذا من باب الحصر، أي: الذين ثبت لهم الظلم التام، كما قال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم } .
أبو الهيثم