ضبط بوصلة التعامل مع حزب النور !!

أبو فهر المسلم

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

 

بعيدًا عن المشاعر والإحساس والعاطفة .. نحن مأمورون شرعًا ؛
بولاءٍ وبراء، وحبٍّ وعداء، وتنكّرٍ ووفاء، وتذلُّلٍ واستعلاء !
ومأمورون كذلك؛ بوَضعٍ كلٍّ في موضعِه، واستعمالِه في موعده !
فلا هذا يكون موضع ذاك .. ولا الذي هنا يصحّ هناك !
وهكذا تُضبط البوصلة ولا تنحرف .. فدونكم هذه الإشارات :

أولًا: حزب النور لم يَـعُد من المَعنيين أصلًا بخطاب الإصلاح، ومراجعة الأخطاء، والاصطفاف بين جماعة المُناوئين للفساد و الطغيان ، والمجاهدين له .. فرقبَته برقبة الظالمين ، وهذا اختياره رغبًا، بل وتعبُّدًا !
( فريَّح نفسك، وادّخر جهدك ونُصحك، وأنذِر مَن كان حيًّا ) !

ثانيًا: من هان عليه دِينُه؛ هان عليه كلُّ ما عداه .. بما في ذلك الدماء والأعراض والقِيَم والمُقدّسات !
فلَو كان لهؤلاء رجعة؛ لرجعوا يوم أن تَحقّق لهم عيانًا بيانًا، فُجر الظالم  وجنوده، وإفساده دينَ المسلمين، وتمزيقه وتقطيعه وتشويهه، على مرأى ومسمعٍ منهم .. لكنّهم رضوا به، بل وأعانوه بقوّة، وتفنَّنوا في الاعتذار عنه، واستحضار التأويلات الفارغة، التي بينها وبين الحقائق بُعد المَشرقين !
فلمّا هان عليهم دينُهم بتأويلٍ شيطانيّ تارة، وبتخطيطٍ تارةً أخرى ؛
هانت عليهم دماء المسلمين هنا وهناك، في مصر وسوريّة والعراق ومالي وليبيا وفلسطين ... إلخ !
وذرًّا للرماد في العيون؛ خرجوا علينا بمواساةٍ مكذوبة، وشَجبٍ مصطنَع، وتذرَّعوا زورًا بالإرهاب الإخواني، والتكفير الجهادي !
مع العلم .. بأن مِن ذَويهم وأرحامهم؛ من قُتل وانتُهِك ومُثِّل به !
( ولسه بطيبتك مفكّر يتوبوا بسبب كرسي في البرلمان ) !!

ثالثًا: أوَتظنّون أن الحزب قد فُوجئ بالسّقوط المُدوّي ؟!
لقد كانوا على قناعةٍ تامّة بذلك، وأن السقوط آتٍ لا محالة، لكنّهم حقًّا يلعبون مع العسكر ( عسكر وحراميّة ) والعسكر كذلك يلعب بهم ( الكراسي الموسيقية ). وهم لا شكّ يفرحون متى طال زمان اللعب ( وكان نفسهم في أغلبية ) لتحصين أنفسهم أولًا، وهو المكسب الأجلّ الذي يلهثون وراءه حتى حين، ثم مآرب أخرى .. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السُّفن !
( والعسكر هو الملك .. ومش حزب النور اللي هيقوله كِشّ ) !
إذًا فنحن أمام مسرحيّة هزليّة، ولمّا تنتهي فصولها بعدُ !
لذا .. لا تتعجّلوا فيهم بشماتة - وإن كان هذا موضعها - ولا استتابة (الجماعة مكبّرين دماغهم، ومستمتعين بالمسرحية) ولازال هناك مرحلة ثانية، تحمل جميع الخيارات، على رأسها الوجود المُستعار في المشهد، أو الإطاحة بفريق الأحلام !

رابعًا: الإخوة الطيّبون والصالحون أحسبهم، الذين ينادون الحزب وقادته، بالمراجعة والاستتابة، وأن الله يغفر الذنوب جميعًا - وهو حقّ - ؛
يُذكَرونني بما فعله بعض الغافلين، يوم أن سقط "سيد العيسوي" بلطجي المنصورة وقاتل بناتها، وأُمطِر برصاص أسياده، وشُلّت أركانه، وصار أثرًا بعد عين !

خامسًا: عليكم بقواعدهم وأتباعهم؛ إن أردتم نفعًا وخيرًا، فهؤلاء المُغيّبون حقًّا؛ هم من لهم حقّ النُّصح، وهم أوْلَى بكل بذلٍ وجُهد، حتى يتوبوا وينزعوا عن طريق الضلال ذا، أو يقضي الله بما يشاء، فابذلوا لهم كلّ نصيحة، ولا تيأسوا من هدايتهم - إلا من مُتحزّبٍ عنيد - فأضعف الإيمان: تُقيمون عليهم الحُجّة بالحقّ !

أما القيادات .. فلا يصلح معهم؛ إلا المجالس الخاصّة، وليتهم يُمكِّنون! ولو مَكّنوا لا يسمعون! .. ولا ترى منهم إلا كلّ جاهليّة وإعراض !
** وعلى كلٍّ .. فمَن قبِل منهم - تابعًا أو متبوعًا - النُّصح وأناب؛ فله الولاء والحبُّ في الله على قدْر ذلك، وإلا فله حظّه ونصيبه من البراءة والبغض؛ على قدر اقترافه .. والله يحكم بين عباده !

وأخيرًا .. لستُ - علِم الله - مُقنّطًا أحدًا من رحمة الله، وليس هذا لي، وليس لي منه شيء .. بل الرحمة والتوبة لجميع الخلق أرجوها، وليس ذلك على الله بعزيز !
لكنّه الحرص على المسلمين، والنُّصح لهم؛ ألا تضيع أعمارُهم سُدًى، وراء حطامٍ هاوٍ من الأمانيّ الكاذبة، والحِيَل الخادعة، والتي لا يُفيقون منها إلا في غياهب المُعتقلات، أو بين عسكر الأموات !
فانفضُوا أيديكم من هذا الحزب، واجعلوه وراءكم ظهريًّا، اليومَ أو غدًا !
فلا بارك الله .. في طريقٍ يُشاقِق الله !