من المسئول عن جلال الخطيب ؟!

محمد جلال القصاص

نحن أمة تعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال ..

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -



الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد:ـ

نحن أمة تعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال .
نحن أمة تعرض قولَ كل قائلٍ على كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن وافق أخذناه وإن عارض رددناه ، ونجلس بين يدي من يتكلم ننصحه أو نزجره حتى يرجع عن قوله .

هذا حالنا . وبهذا يحفظ ديننا .

والخلاف بيننا نحن أهل السنة والجماعة في الفروع .. في المناطات .. في المقارنة بين المصالح والمفاسد . ليس ثمَّ خلاف في الأصول .ولذا لا يضيق صدرُ عاقلٍ فضلاً عن عالم بالخلاف ، ولذا لا يضيق صدر أحد من الطيبين بالرد عليه . فكل راد وكل مردود عليه ، والكمال مفقود .!

وحالَ هجوم اليهود ومن هاودهم على المستضعفين من المسلمين في ( غزة ) بأرض فلسطين ، خرج علينا واحدٌ ممن اشتهر بالتطاول على عباد الله الداعين إلى صراط الله المستقيم ، وممن لا نعرف له قدم صدقٍ في الدعوة إلى الله ،غير أنه موظف أوقاف جهده في مصارعة إخوانه ، وأنه يتكلم في القناة الفلانية ، خرج علينا يتكلم بما لم يتكلم به غيره من قبل .. أهوج .. متشنج .. عال الصوتِ .. ثائر .. يسب ويشتم .. بل ويكذب .. إي والله يكذب !!
ثم هو داعية إلى الله !!


يكذب !!

يقول في حلقة شهيرة علَّق فيها على أحداث غزّة بأن ما يحدث في غزة عبارة عن خدع سينمائية تقوم بها قناة ( الشريرة ) يعني الجزيرة .!!

وهذا الكلام كذب ، يعرف الصغير والكبير أنه كذب ، وخاصة من يتابعون الشبكة العنكبوتية فقد كان ما يعرض على قناة الجزيرة بعض ما يحدث لا كل ما يحدث ، وكانت المنتديات الخاصة بأهل فلسطين ومن ينقل عنها تنقل مزيداً من الدمار والخراب الذي كانت تفعله آلة الحرب اليهودية .

وقمتُ بالرد عليه والنصح له في مقالٍ على موقع طريق الإسلام بعنوان ( الرحمة يا قناة الرحمة ) أوجه الخطاب للقناة لأننا لم نعرفه إلا بها ، وعلى عادتنا أهل الريف في مصر نعتب على الكبير حين يخطئ الصغير ، وذكرت فيه أنني قرأت له وفتشت طويلاً وكثيراً في أطروحاته ، ثم جاء يحدث الناس أنني رددت عليه ولم أسمع له !!
يكذب علي ، ويكذب على نفسه ، وكأنه لم يقل ما رددته عليه ، يكذب والحلقة مسجلة بالصوت والصورة !!


ويقول بأن الدين مصون بالمسئولين ( الحكومة المصرية يعني تحديداً ) ، وهذا كذب وتملق لا يصدقه أحد ، فهم قد هانوا ، وخانوا ، ولانوا في يد عدوهم ، وهم مَن قد أباح الحر والحرير والخمر والمعازف . كلها حلال لا يضار فاعلها . بل للبغايا والزناة مُكرِمون.!!
واستنفار السلطان على أهل الديانة من قلة المروءة ، ومن قلة الديانة . ولن يضار أحد إلا بإذن الله . والله نسأل العافية في ديينا ودنيانا وأهلنا وأموالنا .

والثياب ( اللباس ) اليوم أمارة على الهوية ، فأهل التبليغ امتازوا بين الناس بلباس ، وأهل (نجد ) لهم ولمن أحبَّ طريقتهم لباس ، وفراخ الأزهر ( الشريف ) لهم لباس ، فلا يلبس هذا ثوب هذا ولا هذا ثوب هذا ، ولا يلبس ثيابهم جميعاً إلا مضطرب خفيف كثير التنقل مثل جلال الخطيب ، ثم يكذب علينا ويقول أن التردد والتنوع في الثياب سنّة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!
أرأيت فيهم متردداً في ثيابه إلا هذا ؟!!

ويحدَّث الناس بأننا نحن الذين نصحوا له وحاولوا أن يردوه إلى الصواب نعمل لحساب عصابة ، خريجي معسكرات قتالية وليس حِلَق علمية ، لا نقرأ ولا نكتب إلا صحفاً ومجلات ، ونكره العلم والعلماء .!! ، ويوماً وهو في مسجده ـ هكذا يقول ـ إذ بمجموعة من ( الصيع ) وقوف على باب المسجد ، أرسلناهم لاغتياله في المسجد !!

أعرف أنك تضحك ، ومثلك حين سمعتُها ضحكتُ وضحكت .


نحن ولله الحمد مشغولون بطلب العلم والبحث عن أرزاقنا ، فيومنا بين طلب العلم ونشره والسعي على الرزق ، ونعيش بين الناس نخالطهم ويخالطوننا وليس في معسكرات قتالية كما يفتري هذا ( الداعية ) .
ونقف ولله الحمد والمنة ـ في هذا الموقع المبارك وغيره ـ أمام الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ندفع عنه النصارى والمنتقصين بالتي هي أحسن .

ويدعي أننا نخرج النساء من بيوتهن سافرات طمعاً في فتات من فتات الدنيا . وهذا محض كذب . فنسائنا محجبات ، لا يرى الغريب منهن شيئاً ، بل ولا يسمع لهن صوتاً ، هن خلفنا في البيوت كريمات مصونات ، يُخدمن ويَخدمن .
أسأل : ما باله يتعرض للنساء ؟
أسأل : ما باله يكذب ؟

إن التعرض للنساء أمارة على سوء الخلق ، وقلة الديانة ، وإن الكذب قبيح إن جاء من العامة فكيف إن جاء من داعية .. زعموا ؟!


أخي القارئ !

كبرى الأمارات على الخوارج أنهم يرمون أهل الإسلام ويتركون أهل الأديان ، وهي أمارة محققة فيه ، فقد ترك النصارى وقد اشتدوا على الحبيب صلى الله عليه وسلم وجاء يرمي علينا .

ما مددنا له أيدينا إلا بعد أن يتطاول على المستضعفين ، وسب العاملين للدين مثل الدكتور زغلول النجار، وغمز الدعاة العاملين ، ولم نمد له أيدينا بعدها .
ما كتبنا إلا نصرة للدين ، ودفعاً عن أعراض المستضعفين ، امتثالا لأمر الله وطلباً لما أعد للطائعين ودفعاً لما توعد به العاصين .. ننصر عباده ليرضى عنا فيعفو عنا ويؤجرنا ، وينصرنا ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ، واسمه أُدرج بعد كتابة المقال باقتراح من أحد الكرام وما كنا نريد إدراجه بداية . . . لا احتراماً له ، فالكذَّاب لا يحترم ، ولكن فقط حتى يصرف جهده لما هو أنفع له ، ولا ينشغل بنا ، وننشغل به .


يغمز كبارَ الشيوخ !

يقول يُحَضِّر لهم الطلاب المحاضرات ، وكأنهم عيال على غيرهم ، لا علم ولا فقه !! وأنه هو الذي يكتب لنفسه بيديه ويسير إلى الدروس على قدميه . ولذا مازال في الوحل وما نهض ، وانغمر وما اشتهر .

وهو البلاء من الله .. ابتلاه الله بنزع البركة من عمله . وانفضاض الطلاب والخلان من حوله ، وعليه أن يتدبر . ويرجع إلى ربه ويسأله ما باله هنا منبطح ... في الأرض يحبو ولم ينتفع بمدح السلطان ومعاداة الإخوان وغيره يسير على العنان ؟!


في عقله شيء

إي والله : في عقله شيء . جعله مضطرباً لا يثبت .
يقول تتلمذت على يد الشيخ محمد إسماعيل المقدم عام 1985م ، ويومها الشيخ في الثلاثين من عمره ، ويومها الشيخ طبيب ، ويفخر بمصاحبة ( أو معرفة يطوي في الكلام ) الشيخ العفاني والشيخ أحمد فريد والشيخ ياسر برهامي وهم أطباء .!!

وفي ذات الوقت ينادي على أهل الطب بأن يلزموا العيادات ؟!
يتهجم مباشرة على الشيخ حازم شومان ويأمره بأن يترك الدعوة فليس أهلا لها .. يأمره هو وكل من ليس بأزهري بأن يترك الدعوة ويدخل المستشفى يعالج المرضى . فلا يصلح للدعوة إلا هو وأمثاله من خريجي الأزهر .


الأزهر تخلى عن دوره بعد أن عبثت به يد المجرمين ، ولا أذم جميع المنتسبين للأزهر ، وأعرف أن فيهم صالحون ومصلحون ، ولذا نهض بالدين الأطباء والمهندسون ، وهم يبذلون للدين أكثر مما يبذل غيرهم ، ودييننا له رجال وليس رهبان .

الشيخ محمد عبد المقصود ( الفقيه ) ، والشيخ فوزي السعيد ، والشيخ رفاعي سرور ، والشيخ سيد العربي ، والشيخ محمد إسماعيل المقدم ، والشيخ محمد حسان ، والشيخ ياسر برهامي ، والشيخ أحمد فريد ، والشيخ مصطفى العدوي ، والشيخ أبو إسحاق الحويني ، والشيخ يعقوب ،. ...

كلهم ليسوا من الأزهر .

فانظر كيف اضطرابه ، وانظر كيف خفة عقله .


ما هو إلا أن هذا الشيء وَجَدَ الطريقَ صعوداً والسيرَ قد اشتد فراح ينطح القرناء كي يخلوا له الطريق ويجلس بالعامة في عرض الطريق يلحسون النعال ويقولون هكذا الدين وهكذا المتدينين .
ألا ما أقبح الخسة ، وما أقبح الكذب .

اللهم إن جلال الخطيب افترى الكذب ، ولا ترضى بالكذب ولا تحب الكذابين .
واللهم إن جلال الخطيب خذل المستضعفين في فلسطين ، ونصر المجرمين ، وتعرض لنساء عبادك بالكذب والظلم .
اللهم ذهب يقلب علينا يريد لنا ولأهلنا الفتنة في ديننا . فاللهم اهده أو اكفنا شره بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير .

محمد جلال القصاص
كاتب وباحث إسلامي من خريجي جامعة الأزهر

 

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام