اﻻصطفاف وباب النجار المخلع(1)
ممدوح إسماعيل
أملى فى الله ثم فى القوة الصلبة من قيادات الإخوان وأتباعهم من شباب ضربوا أروع الأمثلة فى الجهاد والثبات.
فالطريق شاق ولكننا انتصرنا بفضل الله وثبتنا رغم كل ماحدث؛ وأى تراجع فى المبادىء والحقوق هو الهزيمة ﻻقدر الله.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
تتوالى المقاﻻت والتسليط اﻻعلامى لوﻻدة مايسمى اﻻصطفاف بأى طريقة حتى ولو غير شرعية؛ ويهمنى التأكيد على أنني مع اﻻصطفاف كفكرة وعمل لكن الإشكالية كيف؟ ثم من يعمل فى العمل العام يعلم استحالة اﻻصطفاف كما يحبون.
لكن المهم؛ أما وقد بدأت مخاوﻻت الإعلان جهرا عن وجود مايسمى باﻻصطفاف واسماء القائمين على الفكرة كما فى مقال قطب العربى وكلهم وطنيين؛ لكن اتوقف مع وجود 3 أسماء معروف انتمائها الإسلامى.
الأخ العزيز طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية أى الجماعة الإسلامية؛ ثم اثنين من الإخوان د.عمرو دراج ويحيى حامد؛ وقد تولى اﻻثنين وزارة 45 يوم؛ ثم جاء اﻻنقلاب؛ ورغم علمى بوجود معارضة من الإخوان على الوثيقة؛ إﻻ أنه لم يصدر بيان رسمى من الجماعة؛ فيعتبر ضمنيا أن الإخوان مشاركين بالسكوت السياسى إلى أن يصدر توضيح.
ويهمنى هنا التوقف؛ ألم يكن من اﻷولى اﻻصطفاف داخل الحالة الإسلامية المعارضة للإنقلاب؟ التى تحملت تضحيات كبيرة بحسابات السياسة ﻻ دخل لها بها ﻷن القضية بالشكل السياسى (البرجماتى)مع الإخوان أما بالإسلام فلهم دخل المبادىء والحق والشرع وأسماؤهم الرسمية كثيرة؛ منها حزب الوطن والجبهة السلفية وقد انفصلوا عن التحالف ومعهم حزب اﻻستقلال وقائديه فى السجن مجدى حسين ومجدى قرر فرج الله كربهما وغير هؤﻻء كثير من رموز الحركة الإسلامية؛ كلهم فيهم رموز قوية سياسيا إسلاميا وورائهم قوة شعبية عددية كبيرة وقدموا تضحيات كبيرة.
ألم يكن من الأَولى للإخوان والجماعة الإسلامية بذل الجهود لتوحيد الصف واﻻصطفاف الإسلامي الذى ضحى بالشهداء والمعتقلين والمضطهدين؟ ومن المعلوم أنه يوجد خلافات؛ ومن المعلوم أنهم هم القوة الحقيقة للثورة كما وكيفا.
من أولى باﻻتحاد واﻻصطفاف؟ الإشتراكيين والليبراليين أم الجبهة السلفية وحزب الوطن ورموز كثيرة إسلامية؟
أما من شاركوا فى الوثيقة وحتى من يؤمل دعوتهم فلا يوجد لهم أى قوة تذكر بالمقارنة بالإسلاميين تماما إﻻ أنهم عدد أو أفراد وطنيين نعم معارضيين للظلم نعم لكن ليس معهم أحد إﻻ تسليط إعلامى وعلاقات سياسية وفوق كل ذلك ليسوا إسلاميين فما فائدة للثورة؟
سؤال الإجابة عليه؛ تحدد لماذا اتجهوا إلى وثيقة العشرة المبشرين بالاصطفاف. ﻻيمكن الإجابة أنه لجلب مزيد من قوة لمعارضة الإنقلاب؛ وﻻيمكن القول أن ورائهم عدة وعتاد مطلقا؛ إنما ﻷن المشروع بعيد عن الإسلاميين وﻷن الغرب الذى بيده القوة والقرار كما يتوهمون عنده فوبيا من الإسلاميين.
وﻷن بعضهم كثروت نافع الذى تم تعيينه كعضو مجلس شورى وﻻيعرف له أى رصيد وﻻنضال سياسى سابق يكره الإسلاميين وهو الذى صاح فى اجتماع البرلمان المصرى بالخارج عند انتخابه رئيسا بأعلى صوت أن ﻻ أقبل أن يكون وكيل المجلس بعمة أزهرى وهو الشيخ الفاضل المجاهد محمد الصغير.
وهنا أتوقف مع ماذكرته سابقا وأكرره وهو الرؤية العقدية للصراع مع اﻻنقلاب فى عقلية الذين تم دفعهم للصدارة.
عقيدتنا أن الله على كل شىء قدير وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم يكتبه الله لك لن ينفعوك بشىء؛ واعلم أن الأمّة لو اجتمعت على أن يضروك بشىء لم يقدره الله عليك لن يضروك بشىء. تلك هى العقيدة الغائبة عند السياسيين الموجودة عند الإسلاميين؛ بقدر إنخفاض تواجد هذه النقطة يتم العمل واﻻلتفات للغرب والدفع بوجوه علمانية خطابها غير إسلامى ليبرالى ماسونى أيا كان.
ويبقى نقطة هامة وخطيرة وهى فن الممكن والمتاح وهو باب عظيم من الفقه الإسلامي وعليه يتكلم البعض؛
نعم ﻻبد من العمل بالممكن والمتاح على تقوى من الله وبضوابط الشرع ومنه تجميع الناس ضد الإنقلاب وعدم عدائية وتخصيم أحد من رافضى الظلم ومن ذلك تجميع الغير من الليبراليين ومن شابههم؛ لكن أكرر ألم يكن من باب أولى فن الممكن مع اﻹسلاميين؟
لكن يبقى أن كل محاوﻻت إدعاء الذكاء السياسى ماهى إﻻ فخاخ منصوبة يتم استدراج الإخوان والجماعة الإسلامية لها وهم يسارعون راكبين خيل الممكن بأقصى سرعة.
ويبقى تساؤل هام جدا لماذا ﻻيتنازل بقية العشرة المبشرين بالوثيقة وينضمون لتحالف دعم الشرعية؟
الإجابة أنهم ﻻيدعمون الشرعية إنما يدعمون توجها جديدا؛ ربما يقفز سؤال ومالمشكلة إذا كان القديم فشل؟
الإجابة، القديم فشل فى إدارة القيادة إنما مازالت الجماهير رغم كل التضحيات مؤمنة بحتمية عودة الشرعية للرئيس مرسي والمحافظة على الهوية الإسلامية كشريعة ودين للأمّة.
ويسارع أحدهم ولكن الغرب لن يرضى وستكون مواجهة خاسرة وعلينا تقديم الممكن؛ الغرب لم ولن يرضى إﻻ بتنازلنا عن ديننا وعن حقنا فى الحرية والعدل؛ والحقوق ﻻتوهب والثورة والتضحيات كانت لله؛ وايماننا بالله لن يضيعينا ويكفينا أننا على الحق؛ ومن فن الممكن أن نقدم تنازﻻت محدودة مقابل مصالح عالية ولكن الذى يحدث أنه تقدم تنازﻻت كبيرة على بياض بدون أي مصلحة.
أملى فى الله ثم فى القوة الصلبة من قيادات الإخوان وأتباعهم من شباب ضربوا أروع الأمثلة فى الجهاد والثبات.
فالطريق شاق ولكننا انتصرنا بفضل الله وثبتنا رغم كل ماحدث؛ وأى تراجع فى المبادىء والحقوق هو الهزيمة ﻻقدر الله.
ويبقى للجميع أن يعلم أنه قد انتهى زمن استخدام اتكقوة فى المخازن؛ يتم استدعاؤها بالعاطفة عند النفير والتضحية بهم ثم بعد ذلك يتم تقسيم العير على من جلسوا على أرائكهم.... وللمقال بقية