عيدكم مبارك !!!!

صالح بن ضيف الله الفريدي

  • التصنيفات: التصنيف العام -
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ...
أما بعد:
فإن العيد شعيرة عظيمة من شعائر الدين التي ترتكز على حكم جليلة ، ومعان سامية، ووقفات بديعة
 العيد في معناه الشرعي شكر البارئ على إتمام  الصيام أو النسك ...
والعيد عود ، قيل : عيد ، من العود، لأنه يعود كل عام.. لكنه ارتبط بالفرح ، فصار معناه : الفرح ، فالعيد أفراح لا مكان للحزن فيه .. الحزن في مكان آخر..
 في زمان مضى ، قريب غير بعيد ، كنا نفرح بالعيد ، كبارا وصغارا ، ذكورا وإناثا ، كما يفرح الصبي بالشيء الجديد ، نذوق للعيد لذة ، ونعيشه سرورا وحبورا ، نختال فيه اختيال الغانم.. نستطعم أيامه ، بل ساعاته ولحظاته.. فرحة صادقة ، تبدو على الوجوه الصغيرة والكبيرة..
لم يكن لدينا الكثير من المال ، ولا المتاع ، ولا الطعام.. بل كان لدينا الكثير من سعادة الروح ، وفرح القلوب ، وطمأنينة النفوس ، وحسن الصلات.. 
 لم تكن لدينا الملاهي الكثيرة ، ولا المهرجانات ، ولا المسابقات ، ولم يكن الناس يخرجون زرافات ، رجالا ونساءً ، يجتمعون للهو في المنتجعات ، والميادين.. بل كنا نتسابق إلى بيوت بعضنا ، نزرع فيها البهجة والبركة..
لم تكن لدينا فضائيات كالتي الآن ، تعرض فيها أنواع المباهج ، والمباحات ، والمحظورات ، وغير ذلك مما نعلمه ، وما لا نعلمه.. بل كنا نقطع العيد بالحديث الطيب..
كان الزمان بسيطا ، والأحوال مستورة ، والناس في هدوء ليس فيه صخب ، لكن كل ذلك لم يمنع من تمام فرحة العيد.. بل كان من أسباب الفرح..
اسألوا من عاش تلك الأيام وذاقها..
عشنا رمضان الكريم طوال أيامه الرائعة ولياليه الشريفة ...
طهارة القلوب ... وعفاف النفس ... وغض البصر ... وقيام الليل ... وتلاوة القرآن ... والعزيمة للعبادة ... والفتور عن المعصية ... والسباق إلى المساجد ... الحجاب والعفاف للنساء ... اختيار الألفاظ ... البعد عن خطوات الزنا والشيطان .. تلاوة القرآن .. الصدقة .. مساعدة المحتاج .. صلة الأرحام ...أداء العمرة .. بر الوالدين ... سماع الذكر ... الدعاء .. الدموع الفياضة  .....
وفجأة ................
نزل العيد بساحتنا ...
نزل بأفراحه ..
نزل بآماله ..
نزل بآلامــــــــه...
وننقسم إلى قسمين ...
 فمنا من فرح به لأن غايته الدنيا ، بمالها ، وجمالها ، وفتنتها ، وفجورها ، وظلمها..
ومنا من فرح به لأن غايته الآخرة ، بطاعاتها ، وثوابها .. ونعيمها .. وحبورها { إن سعيكم لشتى } ..
وبحسب الغايات تكون الأفراح والأحزان ........ !!!!!!.
افرح يا من أتعبت نفسك بالطاعة لله تعالى هذا وقت الفرح  .....
{ قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون  }
يحلو المرح  .. ونأنس باللذيذ ..
ما أجمل الصغار وهم في حلة العيد !!


اَليوم عيدٌ يا صغيري .. قم لتلعبَ في حُبورِ

قم لِتعبثَ والصِّحاب مع الغديرِ مع الطيورِ

لا تقلْ : إنّي مَللتُ أو تَعبتُ من السّرور !

اليومَ بُشرى , وتهانٍ , وزياراتٌ , وجودْ

اليومَ حُلْوٌ طعمُهُ .. أَتُراهُ من زمنِ الخلودْ ؟!

(( اللهُ أكبرُ )) يا صغيري مِلءُ ذَرّاتِ الوجودْ

اليومَ عادَ لنا الهنا.. أَتُراهُ (( أقصانا )) يعودْ ؟!


 ولئن كان من حق العيد أن نبهج به ونفرح وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني ، ونطرح الهموم ، ونتهادى البشائر - فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقا وغربا تتقاضى أن نحزن لمحنتهم ونغتم ، ونعنى بقضاياهم ونهتم بهم ....
أيها المسلم الكريم . يا من أدركت العيد ..
 لا شك أن تستعد أو قد استعددت للعيد أبا كنت ، أو أما ، أو شابا ، أو فتاة ، ولا ريب أنك قد أخذت أهبتك لكل ما يستلزمه العيد من لباس ، وطعام ونحوه ؛ فأضف إلى ذلك استعدادا تنال به أجراً ومثوبة ..
ألا وهو استعدادك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء ، والمعدمين ، من جيران ، أو أقربين أو نحوهم ... فتش عن هؤلاء ، وسل عن حاجاتهم ، وبادر في إدخال السرور إلى قلوبهم . وإن لم يسعدك المال فلا أقل من أن يسعدك المقال بالكلمة الطيبة ، والابتسامة الحانية ، والخفقة الطاهرة .
وتذكر مع إشراقة العيد ، وأنت تقبل على والديك ، وتأنس بزوجك ، وإخوانك وأولادك ، وأحبابك ، وأقربائك ، فيجتمع الشمل على الطعام اللذيذ ، والشراب الطيب ، تذكر يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة حنان الأب ، وأيامى قد فقدن ابتسامة الزوج ، وآباء وأمهات حرموا أولادهم ، وجموعا كاثرة من إخوانك شردهم الطغيان ، ومزقهم كل ممزق ... فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع ، ويكتوون بالنار ، ويفقدون طعم الراحة و الاستقرا ر .
وتذكر في العيد وأنت تأوي إلى ظلك الظليل ، ومنزلك الواسع ، وفراشك الوثير تذكر إخوانا لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء ، ويتضورون في العراء .
واستحضر أنك حين تأسو جراحهم . وتسعى لسد حاجتهم أنك إنما تسد حاجتك ، وتأسو جراحك { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }  { وما تنفقوا من خير فلأنفسكم } ، و{ من عمل صالحا فلنفسه } و( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) ، و( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ) و(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ).
 

ولا تنسى أخي المسلم سنن العيد وآدابه فمنها ..
1) التكبير يوم العيد ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد..
قال الله تعالى { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}
وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة:  (( الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ))
وما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها في كثير من مساجد العالم فلم تصح ..
2) الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب
3) الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد
4) الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد .
5) الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر .
6) صلاة العيد في المصلى إذ هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة في المسجد لسبب أو لآخر جائزة .
7) اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض و العواتق وذوات الخدور كما جاء في صحيح مسلم .
8) أداء صلاة العيد
9) الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد .
10) التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك
وداعاً يارمضان الخير ومرحباً بالعيد الجميل... ولو أن في القلب حسرة ....
غب ياهلال ...!!!!
واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ
وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ
اطلعْ علينا
حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ
ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ
اطلع علينا بالشذا
بالعز بالنصر المبينْ
اطلع علينا بالتئام الشَّملِ
بين المسلمينْ
هذا هو العيد السعيدْ
وسواهُ
ليس لنا بِعيدْ
غِبْ يا هلالْ
حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ
فهناكَ عيدٌ
أيُّ عيدْ
وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ ..


أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات ..
وكتب ..
الشيخ ..
صالح بن ضيف الله الفريدي .
[email protected]