(3) نظرتنا لمصاب الكافرين
أبو فهر المسلم
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
لا تُبالِغوا في الطبطبة .. فالقوم أرخص من ذلك !!
عجيبٌ أمر كثير من المسلمين، الذين تأخذهم الحميَّة تجاه الكافرين والمشركين، وتأخذهم بهم رأفةٌ وشفَقة في مصابهم !
وأشنع من ذلك وأفظع .. الإنكار على المجاهدين، والطعن عليهم، وسبّهم، ولَمزهم، بأقذر الألفاظ والتُّهم !
والأنكَى من ذلك .. استدلال الشِّقّ المائل، وإظهار بعض نصوص الرحمة، والسكوت عن نصوص البأس والجهاد والتنكيل والمِثليَّة !
يا هذا .. الأمر أهون من ذلك، ولو وقع خطأً وشَطَطًا !
خاصّةً أن الفعل وقع، والمقدور حصل، والقضاء نفَذ !
أومَا يَليق بك التفريق بين ما لم يكن، وما قد كان ؟!
قد حصلَت لك فُسحةٌ في الأمر بعد وقوعه؛ أن تسكتَ وتَصمت !
فما الذي جرَّأك على الخوض متأسِّفًا مُوَلوِلًا، كالنائحة المُستأجرَة ؟!
راعِ على الأقلّ .. أن القوم مُشركون كافرون مُفترُون على الله الكذب و قد اعتدوا على حرمات المسلمين !
قد أشركوا بالله في توحيده، وجعلوا معه آلهةً أخرى، وسبُّوا اللهَ أعظم مَسبَّة، وسبُّوا نبيَّه ورسولَه كذلك !
ولم يَزِدهم حلمُه عليهم، ورِزقُه الدارُّ عليهم، وحِفظُه لحقوقهم؛ إلا كُفرًا وإصرارًا واستكبارًا، وحربًا على رسوله ودينه وأوليائِه !
أثُمَّ إذا ما وقع لهم مكروهٌ ومُصاب - ولو خطأً - تمعَّر وجهُك، وشخَص بصرُك، وسنَنتَ ألسنتَك الحِداد علينا لا عليهم ؟!
يا حاجّ .. ارْبَع على نفسك، وحنانيك حنانيك .. فالقوم أقذر من ذلك !
** فالله وصفَهم بكل قبيح: { إنما المُشركون نَجَس }.
** وأمر النبيُّ عليه السلام؛ حسّان بن ثابت؛ بهجائهم !
وفرِح النبيُّ وأصحابُه بمصارعهم !
** وقال عنهم عمر الفاروق رضي الله عنه :
( فإنما هم المشركون .. وإنما دَم أحدهم دم كلب ). مسند أحمد
قالها عمر وبين المسلمين وإياهم عهد .. فكيف وهم محاربون ؟!!
** ولمَّا سأل أبو موسى عمرَ فقال :
( إن لي كاتبًا نصرانيًا، فقال عمر: ما لَك قاتلك الله ؟!
أما سمعتَ الله يقول :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالمينَ}.
ألا اتخذتَ حنيفيًّا ؟!
قلتُ: يا أمير المؤمنين .. لي كتابتُه وله دينُه !
فقال عمر :
(لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أُعزّهم إذ أذلّهم الله، ولا أُقرّبهم إذ أبعدهم الله ). مسند أحمد
** وكان أحمد بن حنبل- رحمه الله- وهو إمام أهل السنة ؛
إذا نظر إلى مُشرك؛ أغمض عينيه .. فقيل له في ذلك، فقال :
( لا أقدرُ أن أنظر إلى مَن افترى على الله وكذَب عليه ).
** ورُوي عن الحسن البصريّ، وسفيان الثوريّ، وعن غيرهم :
( مَن دعا لظالمٍ بالبقاء؛ فقد أحبّ أن يُعصَى الله عزّ وجلّ ).
فكيف بمَن أسَى وامتعَض، لذَهاب الكافرين والمشركين، الذين يُفسِدون في الأرض ولا يُصلِحون، ويَكفرون بالله ولا يُؤمنون ؟!
فاللهمَّ إنّا ندعوك بدعاء نوح :
{ ربِّ لا تَذَر على الأرضِ من الكافرين ديَّارًا }.
وبدعاء موسى :
{ ربَّنا اطمِس على أموالهم واشْدُد على قلوبهم فلا يُؤمنوا حتى يَروا العذابَ الأليم }.
وبدعاء محمّد صلّى الله عليه وسلّم :
( اللهم اشْدُد وطأتَك عليهم، واجعلها عليهم كسِنِي يوسف ).
وأمّا مقام دعوتهم وتأليف قلوبهم؛ فمَناطٌ آخر، وسفَرٌ بعييييد عن هنا !
يُتبَع بإذن الله !