يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
تبديل و تحريف مستمر لكلمات الله التي أنزلها على موسى و عيسى عليهما السلام
نتج عنها مانراه من دين غير دين الله المنزل الذي هو في الأصل امتداد لدين جميع الرسل و الأنبياء دين الإسلام و عقيدة التوحيد الخالصة .
و لو لعب المسلمون أو حاولوا التحريف لنتج نفس الناتج و لكن الفارق أن الله تعالى تكلف بحفظ القرآن ليكون حجة باقية إلى يوم القيامة فهو خاتم الكتب و ناسخها و أكملها .
يحدثنا القرآن عن بعض أساليب التحريف والتلاعب بالألسنة
تحريف متعمد تسبب في تغيير دين الله : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} . [آل عمران78] .
قال السعدي رحمه الله :
يخبر تعالى أن من أهل الكتاب فريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب، أي: يميلونه ويحرفونه عن المقصود به، وهذا يشمل اللي والتحريف لألفاظه ومعانيه، وذلك أن المقصود من الكتاب حفظ ألفاظه وعدم تغييرها، وفهم المراد منها وإفهامه، وهؤلاء عكسوا القضية وأفهموا غير المراد من الكتاب، إما تعريضا وإما تصريحا، فالتعريض في قوله { لتحسبوه من الكتاب } أي: يلوون ألسنتهم ويوهمونكم أنه هو المراد من كتاب الله، وليس هو المراد، والتصريح في قولهم: { ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } وهذا أعظم جرما ممن يقول على الله بلا علم، هؤلاء يقولون على الله الكذب فيجمعون بين نفي المعنى الحق، وإثبات المعنى الباطل، وتنزيل اللفظ الدال على الحق على المعنى الفاسد، مع علمهم بذلك.
أبو الهيثم