العلاقة بين التحزب و الفساد المالي
عبد المنعم منيب
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
هل تدرون حجم العلاقة الوثيقة بين التحزب والتعصب للجماعة وبين ممارسة الفساد المالي و الإداري أو ممارسة التحاسد المذموم داخل صفوف العمل الإسلامي أو ولوج العملاء و الجواسيس لقيادة حركة إسلامية ما؟
فكثيراً ما يستخدم التحزب و التعصب داخل جماعة إسلامية ما كمطية لممارسة الفساد المالي أو الإداري، وكثيراً ما يتخذ البعض التحزب و التعصب كمطية للتنفيس عن حسدهم المذموم تجاه إخوان لهم.
إن التعصب و التحزب الجاهلي داخل الكثير من الحركات الإسلامية من أكبر الأبواب التي ينفذ منها الشر لهذه الحركات:
- فهو يصلح مطية للأقل كفاءة ليظلوا متصدرين لمناصب ومسؤليات مهمة بدعوى أنهم أبناء الجماعة المخلصين لها بينما المتميزون الآخرون المطروحون للاستفادة بهم هؤلاء من خارج الجماعة، و بذلك يطمئنوا باستحواذهم بلا منافسة او خطر تبديلهم أو عناء تطويرهم لأنفسهم.
-وهو باب مناسب جدا لدخول وترقي جواسيس الأعداء و عملائهم لأنه كلما تعصب الشخص وتحزب كلما وثقت به الجماعة و رفعته ليحتل أعلى مفاصل الحركة بدعوى إخلاصه ولأن تظاهره بالتعصب سيجعلهم يغضون أبصارهم عن كل العيوب التي يمكن أن تفضح عمالته للأعداء.
-والتعصب و التحزب الجاهلي و أن لبس ثوب الخير و المصلحة و الالتزام فإنه لا يخفي إلا شر جاهلية نعتها النبي صلى الله عليه و آله وسلم بالمنتنة.
-والتعصب الجاهلي أعدى أعداء التفكير الإستراتيجي الشامل لأنه يعمي عن الرؤية الشاملة لكل مفرادات قوى الأمة و مواردها و لا يرى سوى مفردات قدرات جماعته و مواردها فقط.
-والتعصب عدو الخبرة لأنه يفرض حدودا على الخبرات التي ينبغي دراستها و الاستفادة من دروسها فلا يري المتعصب و لا يدرس غير خبرة جماعته او حزبه و لو اطلع لسبب أو لآخر على خبرة مغايرة فلا يطالعها بعين الاستفادة و إنما بعين الانتقاص و الغمط و الاستهانة.