ساعتها .. يكون نصرُه أقرب

أبو فهر المسلم

عَليكم أنفسكم، وانظروا ماذا تملكون وتُعدّون، ولا تَطمعوا خيرًا، ولا تُأمّلوا نصرًا؛ في عثرات عدوّكم، وما يُلقيه لكم! واجعلوا قومَتكم لله خالصة..

  • التصنيفات: دعوة المسلمين - الواقع المعاصر -

خُذوها من شيخ الإسلام .. غضَّةً طريَّة!

قال رحمه الله: "ومَن أراد الله سعادتَه.. جعلَه يَعتبر بما أصاب غيرَه !فيَسلك مَسلك مَن أيَّده اللهُ ونصَره! ويَجتنب مَسلك مَن خذله الله وأهانه" انظر: مجموع الفتاوى.

قلتُ:
فتبرَّءوا من نُصرة الديمقراطية الساقطةِ وأخواتها من النُّظُم الكُفريّة!
ومن كلّ قانونٍ أرضيّ، يُخالف قانون السماء!
ومن كلّ نظامٍ وضعيّ، يُحارب ما شرع اللهُ ورسولُه!

واحْذَروا جُحور أعدائكم، لا تدخلوها ولا تَلِجوها.. إنكم إن تفعلوا؛ خَسرتم أُولاكم وأخراكم، وأضَعتم دينكم ودنياكم!
وقد جرَّب كثيرون قبلكم - مع إخلاصهم وتأويلهم -.. فهَل أغنَى ذلك عنهم، من سُنن الله شيئًا؟!

فلا تُعوّلوا أبدًا على طوق نجاةٍ مُتوهَّم، بيد عدوّكم!
فهذا كلّه من التواكل لا التوكّل .. والله لا ينصر ولا يُحبّ إلا المتوكِّلين!
وما هذا من أعدائكم إلا مكر السَّيّء، ومكر الليل والنهار!
وكم كان مكرُهم ذا ؛ قاصمة الظَّهر، وكارثة الدّهر!

فعَلى الحقيقة: إنَّما هي شِباكٌ يَنصبُها لصَيدِك! 
واتباعُك إياها؛ إنَّما يُعجِّلُ بنَصره عليك، وهَلاكٍ جَررتَه بيديك إليك! 
فدَع هذه السبيلَ الواهية، والطريقَ الواهِنة، فلَن تَزيدَك إلَّا وهنًا! 
فنصرٌ بيد عدوّك.. خنجرٌ مسموم!
وغرسٌ ليس من كسب يدك.. حصادٌ مشؤوم!
وقصرٌ مَشيدٌ لم تضع أساسَه.. هشٌّ مهدوم!

ومن تطلّب للأمّة عزًّا وتمكينًا، بغير جهاده وكَسب يديه؛ فَلاهٍ عابِث.. والهزيمة أسبق من عدوّه إليه! 
وأفٍّ لآخر.. ينتظر لها تمكينًا في حِضن الكلاب!
أفيجوز يومًا؛ أن تحمي الغنمَ الذئاب؟!!

فإن أبيتَ إلَّا الصَّدَّ والاستكبار؛ فمَثلُك {كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ}[العنكبوت:41].

فعَليكم أنفسكم، وانظروا ماذا تملكون وتُعدّون، ولا تَطمعوا خيرًا، ولا تُأمّلوا نصرًا؛ في عثرات عدوّكم، وما يُلقيه لكم! واجعلوا قومَتكم لله خالصة..
وليكون الدينُ كلّه لله .. لا بعضه، ولا ما سواه!
ولا تُطيعوا الكافرين والمنافقين، ودَعُوا أذاهُم، وتوكّلوا على الله!
ساعتها.. يكون نصرُه أقرب إليكم من حبل الوريد!