زيارات السيسي
عبد المنعم منيب
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
زار المشير السيسي اليونان و قبرص و عقد اجتماعات مع قادة البلدين و رجال الأعمال فيهما وعقد عدد من الاتفاقات، وأيا كانت الشعارات المعلنة بشأن أهداف و فوائد هذه الزيارة و تلك الاتفاقات فقد قفزت في عقلي خواطر مهمة بشأن هذا النشاط للسيسي بهاتين الدولتين لا سيما و أن عقلي أصر ربطها برسالة التأييد التي أرسلها منذ أيام للعبادي رئيس وزراء العراق الشيعي و قبلها زيارة وزير من نظام الأسد لمصر (ربما زيارة سرية ).
أول خاطرة هي أنها لما السيسي يطمح و يسعى لأن يضغط عل تركيا و يحاصرها بيفكرني بالإسلاميين من غير جماعة الإخوان حيث ان مواردهم هزيلة و في نفس الوقت يعلنون شعارات أكبر من قدراتهم و يظلون يلهثون خلفها بلا أي تأهل و تطوير حقيقي لمواردهم كي تتناسب مع هذه الشعارات الرنانة و يشغلون أنفسهم بهذا النشاط الذي لا جدوى منه بلا موارد حقيقية مناسبة.. بينما الأولى بهم أن يخطو الخطوة الأولى وهي تحصيل و بناء الموارد الحقيقية الكافية لتحويل الشعارات و النداءات إلى استراتيجيات حقيقية لها تكتيكات أو أساليب مناسبة.
لاحظوا ناتج مصر السنوي للعام المالي 2014-2015(٢٨٦ مليار دولار) لا يعدو خمس ناتج تركيا (١٢٥٠مليار دولار).. و ذلك إحصائيات البنك الدولي.
و ثاني خاطرة هي أنه لما السيسي يتحالف مع دولة مفلسة و مديونة هي اليونان و دويلة لا ذكر لها و تركيا محتلة نصفها و هي قبرص و يتعاطف مع دولة منهارة اقتصاديا و متورطة في صراعات تستنزفها في خمس دول اخرى هي إيران و يتضامن مع دولة رابعة ممزقة لثلاثة دول و محتلة و هي العراق وكل هذا من أجل التصدي للمحور التركي القطري السعودي فهذا يذكرني بتحالفات الكيانات الاسلامية الصغيرة منذ فترة عندما كانوا يقولون تحالف ١٥ حركة و ائتلاف و حزب إسلامي سيعمل كذا و كذا ثم تبحث فتجد كيانات يعد أعضاء كل منها بالمئات أو حتى بالعشرات و يريدون أن يناطحوا الإخوان الذين يملكون سلسلة منظمات و جمعيات و مؤسسات يقدر مجموعها مجتمعة بملايين الأعضاء و ثرواتها بمليارات الدولارات.. كلا الحالتان تعبران عن فقر في الفكر و استعجال في النفس كفيلان بالفشل و الهزيمة.
لكن طبعا قياس الإخوان مع المحور التركي/السعودي/القطري هو قياس مع الفارق لأن الإخوان ككيان هو كيان جيد لكن الرأس غير جيدة بالمرة بينما المحور التركي ككيان و كرأس شغال صح لحد ما.