كلمـــة أخــرى للدعـــــــــــاة (حتى نحقق النصر والفلاح)

مهدي بن علي قاضي

"إنه من الواجب أن تكون في قلوبكم نار متقدة تكون في ضرامها عـــلى
الأقل مثــــل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً له
مريضاً ولا تدعه حتى تجره إلى الطبيب, أو عندما لا يجد في بيته شيئا
يسد به رمق حياة أولاده فتقلقــه وتضطــــره إلى بذل الجهد

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

خي هل تراك سئمـت الكفاح *** وألقيــت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجــراح *** ويرفع راياتها من جديــــد
(1)

إخوتنا الدعاة إلى الله -والأصل أن أبناء أمتنا كلهم دعاة إلى الله- يا من حملتم مشاعل الأمل لهذه الأمة في طريقها إلى العودة والنصر؛ إن مسئوليتنا تعظم مع هذه المآسي, فتقصيرنا في الدعوة وفي تربية أنفسنا التربية القوية في شتى الجوانب الهامة يعني إطالة معاناة الأمة واستمرار مذابح إخواننا.

فهــل نهنــــأ والحال كذلك!!؛....
إن أملنـــا فـــي حاملي مشاعل الأمل هـــو أن (2):

يحققـــــوا أولاً صدق إخلاصهـــم وتجــــــردهم لله (3),

وصـــدق محبتهم له سبحانه (4),

وارتفاعهــــم في درجات العبودية,

وقوتهــــم في أعمــال القلــــوب, وسلامتهــــم من أمراضها (5)؛ (فهــذه الأمــور من أقـوى عوامل الفـلاح والنصـر),
وأن يلتزموا ما ورد في الكتاب والسنة والدليل الصحيح,

وأن يكونوا قـــدوة حقـة تتحدث أفعالهم قبـــــل أقوالهم (6),

وأن يكونوا قمـــــة في أخلاقهــــــم (7),

وقمــة في تربيتهم الروحية الإيمانية (8) بما فيها الزاد العظيم زاد قيـــام الليـــل, وزاد الصـــلاة الخاشعـــة وصيـــام التطوع, والذكـــر الــذي يواطيء القلـــب فيه اللسان (9),

وأن لا ينســـوا أن يتسلحــوا بالسلاح العظيم ألا وهو الدعـــــــاء في كـــل أمورهم,... خاصــــة دعاء أوقــات الاستجابـة,

وأن يركـــزوا في دعوتهم للناس على تربية الإيمــان والعقيـدة أولا (10),

وأن يركــــزوا على الأولويــات (11),.......

والأهـــم فالأهــم (12),

وألا تفـــــوت عليهم الموازنــــــة بين الواجبات (13),

وألا يركزوا على الأعـــراض أكثـــر من الأمراض (على مستوى الفـرد أو المجتمـع),

وأن يقدمـــــوا العطف واللين والحسنى والتسامح والتحبب والإحسان في تعاملهم الدعوي مع الآخرين, فهو يأتي بما لا تأتي به الشدة التي -في غالبها- تُنَفِّر أضعاف ما تُقرِّب, وتُـخسِّـرُ أكثر مما تُـكْسِبْ (14), ومن أُغْـضِــبَ وخُـسِـرَ قـلـبُـــهُ ومحبته لا يستجيـب للنصح غالباً وإن غُــلِــبَ في الحجة والتبيان (15),

وألا ينشغلــــوا في طريق دعوتهم بأمور أو معارك جانبيه تشغلهــم عــن الأساسيات والواجبات الأهــم, وعـــن الأعداء الحقيقيين (16),

وألا ينشغلــــوا بغير الأولى والأجدى والأهم للدعوة والإصلاح, فالوقت غالٍ ومحــــدود والواجبات كثيـــرة جدا (17),

وأن يحفــــزوا الهمم, ويشدوا العزم, وينطلقوا متفانين باذلين كـل أوقاتهم وأموالهم لا بعضها فقط, فهم ممن يفترض أنهم باعـــوا أنفسهم وأموالهم لله شـــراءً لجنتـه,

وأن يشحـــــوا بأوقاتهم وأموالهم بأن تضيع في غيــر ما يخدم الدين ويساهم في تقريب النصر (18),... لأنهم قد باعـــوا حياتهم لله فهي ليست لهـــم!!,

وألا يَدَعــــــوا أي فرصة فيها خدمة للدعوة إلا واستغلوها أحسن استغلال, ولو كانت فرصة صغيــرة أو عارضـــــة (19),

وأن يضحـــــــوا براحتهـم في سبيل نصر الدين والعمــل له, ليبــزغ بإذن الله فجــــر العزة والسؤدد الذي طــال انتظـاره.

وليكونـــوا كما قيل:

نبي الهدى قد جفونــا الكرى *** وعفنــــا الشهيَّ من المطعم
نهضنا إلى الله نجلـــو السرى *** بروعـة قرآنــــه المنـزل
(20)

وأن يجـــددوا العهد إن ضعـف العزم:

جدد العهد وجنبني الكــــلام *** إنما الإسلام دين العامليـــــن
وانشر الحق ولا تخـش الظــلام *** فبصـــدق العزم يعلو كل دين
(21)

يقول الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمه الله متحدثا عن الدرجـــة التي ينبغــي أن نكــون عليها في حماسنا لديننــا ودعوتنـــا:

"إنه من الواجب أن تكون في قلوبكم نار متقدة تكون في ضرامها عـــلى الأقل مثــــل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً له مريضاً ولا تدعه حتى تجره إلى الطبيب, أو عندما لا يجد في بيته شيئا يسد به رمق حياة أولاده فتقلقــه وتضطــــره إلى بذل الجهد والسعي.

إنه من الواجب أن تكون في صدوركم عاطفة صادقة, تشغلكم في كـل حين من أحيانكم بالسعي في سبيل غايتكم, وتعمر قلوبكم بالطمأنينة, وتكسب لعقولكم الإخلاص والتجرد, وتستقطب عليها جهودكم وأفكاركم, بحيث أن شؤونكم الشخصية وقضاياكم العائلية إذا استرعت اهتمامكم، فلا تلتفتون إليها إلا مكرهيــــــن!!.

وعليكم بالسعي أن لا تنفقوا لمصالحكم وشؤونكم الشخصية إلا أقــــل ما يمكن مــن أوقاتكم وجهودكم!!!!، فتكون معظمها منصرفة لمــا اتخذتم لأنفسكم من الغاية في الحياة. وهذه العاطفة مـــا لـــم تكـــن راسخــــــة في أذهانكم ملتحمـة مع أرواحكم ودمائكم آخــــذة عليكم ألبابكــم وأفكـــاركم، فإنكم لا تقدرون أن تحركوا ساكنا بمجرد أقوالكم" (22).

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [سورة الأحـزاب: 23].

--------------------------------------------------------

(1) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث: حسني جرار، أحمد الجدع، (الجزء الرابع) من القصيدة البليغة المؤثـرة "أخـي"، ص 44.

(2) لسـت في مقام التوجيه, ولكني أخٌ أذكر نفسي وإخوتي.

(3) إن الإخلاص كما قال علماؤنا عزيز وتحقيقه يتطلب جهداً كبيراً وحرصاً بالغاً, وهو هام جداً, فأولاً: ضعف الإخلاص قد يحبــــط العمل وقد يؤدي بالمسلم إلى الهلاك, وثانياً: هو عامل هام يؤدي عدم تحقيقه إلى تأخـــــر نصر أمتنا بلا شك.

ولا تخفى التنبيهات العديدة في القرآن العظيم والأحاديث الشريفة وكلام الكثير من علماء الإسلام في السابق والحاضر عن أهمية هذا الجانب والانتباه للصدق في تحقيقه, خاصـــــة أن الشوائب والضعف في الإخلاص قد توجـد بــــــدون أن ينتبـــه لها الداعية أو العالم, فقد يظن نفسه محققاً الإخلاص بينما قــــد يوجد في إخلاصه الكثير من النقص والعديد من الشوائب التي تساهم في دفعه للدعوة بدون أن يشعر بها, وقد نبه الإمام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد إلى مثل هذا الأمر عندما علق على قوله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}... فبين أن من المسائل المستفادة من هذه الآية التنبيه على الإخلاص؛ فقال: "فيه مسائل... الثانية: التنبيه على الإخلاص لأن كثيرا لو دعا إلى الحق فهـــو يدعو إلى نفســه", أي أنه قد يكون سبب دعوته هو تحقيق شهوات خفية لإرضاء نفسه وإسعادها لاتباع الناس لما يقول, أو لفرحٍ دنيوي بأنه أصبح ذو شأن ونشاط وذو حركة وتميز (كمــا يحصل لمقتنع أي فكر أو مبدأ أرضـــي يعمل ويبذل ويتحمس من أجلـــه)، وليس دافعه الأساس الدعوة إلى الله, وفي الحديث الصحيح: "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل" [صحيح الترغيب والترهيب: تحقيق الألباني].

ونبه ابن رجب الحنبلي رحمه الله لخطر شوائب الإخلاص في رسالته الهامة عن شرح حديث (ما ذئبان جائعان), ولسيد قطب رحمه الله لفتات وتوجيهات هامـــة جداً عن الإخلاص والتجرد لله, ذكرها في أكثر من موضع في الظلال خاصة عند حديثه عن وعد الله للمسلمين بالنصر, فحبذا الرجوع إليها.

(4) تحقيـــق المحبة الصادقـــــة ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى جهد ومجاهدة,.. فهل حقـــــاً أن الله ورسوله (وما يحبـــــاه!!)، أحب إلينا من أنفسنـــــا!!!، ومما سواهما؟!,..... وهـل نحن حقــــــاً نتأثـر!!، ونغضب لله أو يتمعــر وجهنا ونـتـألــم!!، عند رؤية المنكرات أو سماع أخبارها!!، وما يتعلــــــق بها!!!، (كمـا لو أن شيئاً يصيبنـا)؟!!!, وكم مدى فرحنا بما يتحقق من الخير على يد غيرنا؟,.... وهـل نحن حقـــــاً نحب فـــي اللـه!! ونبغض فـــي الله؟!!.

(5) كان سلفنـــا الصالــح مثل شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم وغيرهما يهتمــــــون بأعمال القلوب ويحـــــــذرون من أمراضها وخطورتها, ويركزون بالــذات على من تصدر للدعوة خـوفا عليهم من الضعف فيها, فإثـــم ذلك عظيم وشـره كبير,.. وليتنا نرجع إلى كتبهم ورسائلهم عن هذا الجانب, ومنها "التحفة العراقية في أعمال القلوب" لشيخ الإسلام إبن تيميــــة,..... ومن جانب آخر فإن تحسن المسلم في أعمال القلوب يرفعـــــه درجــــات أكبــــر و أكبر مما ترفعه أعمال الجوارح, قال أبو بكر بن عياش: "مـا سبقكـــم أبـو بكـر بكثرة صوم ولا صلاة , وإنما سبقكم بشيء وقر في صدره"، أنظر شرح الحديث الثاني في "جامع العلوم والحكم".

وأيضـــاً قد توجد في الإنسان - وهــو غيـــر منتبــه- العديد من أمراض القلوب الخطيـــرة مثل الكبر ،والعجب، والغرور، وعدم سلامة الصدر وصفائه، واحتقار الآخرين، والحسد، والحقد، وسوء الظن، والرياء، وغيرها، والتي هي كمـا ذكـر ابن القيـــم رحمه الله في المدارج أبغــــض إلى الله وأخــــطر مـــن العديد من الكبائر الظاهرة.

وحقيقـــة أننـــا عندما نرى الاختــلاف بين بعض فئات الصحوة من جهة, أوبين فئات الصحوة وغيرهم من المثقفيـن والمفكرين (الخيّرين وغير الخيّرين) من جهة أخرى.. فإن سببـــه الأهـــم (والله أعلم) الضعف في الإخلاص وفي أعمال القلوب, والتي تجعل الإنسان لا يتقبل الرأي الآخر حتـــى مع وضــوح وإيضــــاح!!، الحق والدليل الشرعي فيه!!, نظراً لما قد أصابه من أمراض القلوب من عجب بالنفس والرأي, وكبر على الآخرين وعلى تقبل الحق منهم, و حب للرياسة.

- ولا شــك أيضاً أن من عوامل تأخر النصر الضعف في أعمال القلوب ووجود أمراضها, ولا أدل من ذلك من أن الصحابة الأطهار رضوان الله عليهم تأخر عليهم النصر في غزوة حنين لحدوث عُجْبٍ عَارِض!! كاد أن يكون سبباً في هزيمتهم {ويوم حنينٍ إذ أعجبتكـــم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} [سورة التوبة: 25], وانظر كلام ابن القيم البليغ عن العبر من غزوة حنين في زاد المعاد: "ومن أنفع العلاجات لأمراض القلوب قيام الليل والخشوع في الصلاة وكثرة النوافل والدعاء".

(6) القـــدوة أســاس, ومن أهــم أسباب نجاح الدعوة, وضعفها مشكلــــــة كبيرة, ومن أهم أسباب النفور وعدم التقبل,... فأذكر نفسي وإخوتي الكرام بأن نتقـي الله في هذا, وحتى لا نكسب إثم تنفيــر أحد!, خاصـة أن الكثير يضعوننا تحت المجهر, وحتى الخطأ الصغير يستكثر منا (ولا يليق بنا).

ومن أهـــم الجوانب التي تعيننا بإذن الله على تحقيق ذلك؛ التناصــح بين الدعــاة أنفسهم, والذي كثيرا ما نحتاجه..وكثيرا ما ننسـاه!! ونقصر ونجامل فيه!..وننسى أن جـــزءاً هاماً وواجباً!! من واجبـات الدعوة أن ينصح الأخ أخاه ويقومــه (بل وأيضاً نحتاج إلى أن نحســن ونطـور!!، جهودنا وأعمالنا بالتناصـح بيننا).

(7) لا نشــك في أن الشباب المتدين في واقعنا المعاصر في عمومهم يتميز الكثير منهم بالقرب من الأخلاق الحسنة بدرجات مختلفة في هذا القرب, ويعتبر الشباب المتدين بشكل عام أقرب إلى حسن الخلق وسماته وصفاته (وذلك لأثر التدين الذي لا ينكره منصف),... ولكن الدرجـــة التي وصل إليها الشباب المتدين بشكل عام في جانب حسن الخلق لا تتناســـب مع المستــوى الذي ينبغـــي أن يكونوا عليه, وهــــم الذين من المفترض أن لا تخفى عليهم الدرجة الهامة و الأجر العظيم الكبير لحسن الخلق في الإسلام والذي يتبين من كثير من الأحاديث الصحيحة مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً.." الحديث, وقوله: "أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً", وقوله: "أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن"، وقوله : "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار", وقوله: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس....ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحــــب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا" الأحاديث من سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني".

أيضا من الخســـــارة ألا يكون الجل الأعظم من الدعاة قمـة في أخلاقهم وهـــم يدركــون أثــر حسن الخلق في التأثير على الناس وتقبلهـم وتأثرهـم.

(8) حبـــذا الرجــــوع إلى العديد من الكتــــــب القيمة التي تكلمت وتطرقت للجوانب الإيمانية التربوية بما فيها أعمال القلوب والسلامة من أمراضها الخطيرة مثل العبودية لشيخ الإسلام إبن تيمية, و"مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة المقدسي, و"تهذيب مدارج السالكين" لعبد المنعم العزي, و"تزكية النفوس وتربيتها كما يقرره علماء السلف" للدكتور أحمد فريد, وكتاب الرقائق لمحمد أحمد الراشد, وسلسلة"طب القلوب" للدكتور عجيل النشمي, وسلسلة"توجيهات نبوية على الطريق" للدكتور السيد محمد نوح. وإن أعظــــم اللــذة والسعـــــادة والفــرح والفـوز يكمن في تحقيق هذه الجوانب.

(9) إن من أعظم ما يحقـــق الفائدة والخير والرقي في درجات العبودية مـن الصلاة والذكر ويَعْـظُـــــمْ به أجْرُهما حضـــور القلب واستشعار المعاني.

(10) إن عدم البــــــدء والتركيــــز على تربية الإيمان وتقوية العقيدة في الله والدار الآخرة بين المدعوين, وفي المقابل التركيز فقط على النهي والأمر يؤدي إلى نفورهم وعدم استجابتهم,.. فَتَمَكُّنْ العقيدة والإيمان في النفوس هو الذي سيجعلها بإذن الله تستجيب لأوامر الشرع, كمــا حصل مع الصحابــة رضوان الله عليهم, فبعد أن تَرَبَّى الإيمان والعقيدة والتطلع إلى الآخرة فيهم في الفترة المكية من الدعوة, أتت الأوامر والأحكام الشرعية في الفترة المدنية فنفذوها مباشرة بلا أي تلكؤ, لأنهم عرفوا أنها أوامر العظيم رب الكون الذي مُلئت نفوسهم بمحبته, وبالإيمان بعظمته, وما عنده من الأجر الكبير لمن اتبع وأطاع, وما عنده من العذاب الشديد لمن عصى وعاند,... وعموماً فالطريق الدعوي الفعال الأقوى للتأثير على الناس ونقلهم بإذن الله إلى الالتزام بالدين هو معايشتهـم والاحتكاك المستمــر بهم وتقوية إيمانهم وعقيدتهم والإحسـان إليهم وكسب ثقتهم ومحبتهم.. لا مجرد الإنكار عليهم.

ملاحظـــة تذكيريــة: إن الأهــم في موضوع العقيدة والتوحيد هو التأثــر بمدلولاتها و تمثــل معانيها وتطبيق مستلزماتها لا مجرد ترديـد وقــراءة الكلمات عنها, والذي ميَّــز الصحابة والسلف والخلف الصالح هو ذلك, لا مجرد المعرفة النظرية,.. فليتنا نركز على ذلك في واقـــع أنفسنا وفي دعوتنــا عند تطرقنا لهذا الجانب الهام.

(11) ليتنا ونحن في طريق الدعوة نتذكــــر الأهداف والأولويــــات!!, حتى لا نغـــرق في وسيلة ونهتم بها حتى تصبح وكأنهــــــــا هـدف ونقدمها على الأهداف الحقيقية, أو حتى لا نقدم الأقل أهمية على الأهم منه. فمثــــلاً ليس الهـــدف الأساس للدعوة ازدياد معلومات المسلمين الفقهية - وإن كانت أمراً هاماً ووسيلــة ضرورية لتحقيق معرفة المسلمين لأحكام الدين التي يجب عليهم معرفتها- فالهدف الأساس في الدعوة هو عودة الأمة إلى حقيقة الدين والصدق في تطبيقه والالتزام بأوامره في كل الأمور, وكمثل آخر ليس الهدف الأهم الأساس حفظ كتاب الله (مع جلالة هذا العمل العظيم)، ولكن الأهم هو تطبيق الأفراد والمجتمعات لأوامر القرآن ونهجه, وتربيهم على معانيه وقيمه,... (أيضاً المواضيع الفكرية هي وسيلة لا غاية!).

وهذا يُذكرنا بأهميـــــة أن يستفيد الدعاة من أفكــار ومبــادئ الإدارة والتخطيط التي تساعد على تقوية ملكات تقدير الأهداف والأولويـات, وتقييــم وتحسيـــن!! الإنتاجيـــة!!!!, والبحث عن الطرق الأكثر فاعليةً!!.

وبمناسبــــة ذكر الاستفادة من العلوم الإدارية فأحب أن أذكر بالفائدة الكبيرة بإذن الله للخطباء والدعاة من معرفة ودراسة مهارات الإلقــاء والاتصال والحوار (تقدم بعض المؤسسات الدعوية أو التدريبية دورات جيدة في هذا الجانب), وأيضـــا معرفة القواعد التربوية المتعلقة بتغيير السلوك مثل ما يتعلق بالمعرفة والتوجهات وعلاقتهــــا بتغيير السلوك(وأن المعرفة وحدها لا تكفـي عادةً للتغيير),... أيضا الأسس والمفاهيم في علم الإعــلام ووسائل التأثير فيه.

(12) (أ) من الأولويات والأمور الأهـــم التي تفــــوت علينا أحياناً مسألة التذكير بالتوبة فـــــي مواسم الخير مثل شهر رمضان والعشر الأواخر فيه وعشر ذي الحجة وغيرها, حيث نجد التذكير مركزاً على الازدياد في النوافل والسنن والأذكار والصدقات وفضائل الأعمال, ويقــــــل التركيز على التذكير بالتوبـــة والبعد عن المعاصي وأداء الواجبات المفروضة مع أنها أهــم الأعمال وأحـــــب الأعمال إلى الله, خاصــــة في هذا الواقع الذي بعدت فيه الأمة وتهاونت في كثير من الأحكام الواجبة وانتشرت فيه الكثير من المعاصي, فكما ورد في الحديث القدسي الصحيح: (وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحــب إليَّ مما افترضته عليه..) صحيح البخاري, وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (اتق المحارم تكن أعبــد الناس) "حسنه الألباني في صحيح الترمذي, وفي الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه : (لرد دانق من حرام أحــب إلى الله من إنفاق مائة ألفٍ في سبيل الله).

أيضــــاً يفـــوت علينا أحياناً التذكير بالتوبة والالتزام بأوامر الدين عند الحديث عن بعض العبادات وحِـكَـمِـها, مثل الحج والعمرة, والأضحيـة!!, وصيام رمضان, وقراءة القرآن وواجبنا تجاهه, وصيام التطوع في مواسمه المختلفة, والأذكار وغير ذلك, مع أن التوبة من أعظم وأهــــــم حِكَم هذه العبادات.

بــــــل إن التركيز في المواسم علـى فضائل الأعمال, وعـدم التذكير بحكمة التوبة عند الحديث عن بعض العبادات قـــد يؤدي إلى تـكـريـس رضـا الأمة بواقعها الذي بعد كثيرا عن الالتزام بالدين, بحيث يمكن أن يتربى في فكر الفرد المسلم(بشكل غير مباشر) أنه يكفيه أن يتقرب إلى الله بفضائل الأعمال في المواسم وغيرها بينما هو مستمر في إصـــراره على ذنوب لا يرضاها الله سبحانه وتعالى, أي تحصل لديه اتــكــالــيـة كبيرة علـى فضائل الأعمال التي يقوم بها,... (ومن المهم أن نُـذكِّـر بأن من علامات قبول الأعمال التوبة والأوبة بعـــدها).

(ب) أيضــاً عندما يتحدث داعية لأفراد مجتمعاتنا في هذه الأيام عن حديث البطاقة بـــــدون أن يتكلم عن شروط لا إله إلا الله,... أو عندما يُـذَكِّــر في موعظة عن سعة رحمة الله ومغفرته بـــدون أن يُستدرك في الأخير ويُنبه على أن سعة رحمة الله يجب أن لا تنسينا أنه سبحانه شديد العقاب؛.. فتزيــد بذلك الاتكالية!!

كما أن تذكير الأمة بأجر بعض السنن التي تكفر الذنوب مثل صيام يوم عرفه ينبغي أن ينبه فيه إلى أن العلماء ذكروا أن ذلك لا يشمـل الكبائر, وحبذا لو ذكرنا بأن مــن الكبائر الإصرار على الصغائر كما بين ذلك سابقا,...وأيضا بعض الأحاديث مثل: (كان على الطريق غصن شجرة يؤذي الناس فأماطها رجل فأدخل الجنة) قد تحتاج عند ذكرها للبعض توضيح أن ذلك لا يعني التواكل وترك باقي أوامر الشرع أو التساهل بها.

(ج) ومثـل آخر على تفويت الأولويات وموازنتها أن نجد بعض الأفاضل ممن لا نشك كما نحسبهم في مدى تقواهم وصدقهم فتجدهم يجتهدون ويبذلون الأموال من أجل الاعتكاف في الحرم الشريف في العشر الأواخر ويفوت عليهم سعيهم لدعوة أهلهم وأقربائهم في موسم العيد (بتجهيز وشراء ما يمكن أن يوزع عليهم من وسائل الدعوة في فترة العيد, أو بغير ذلك من طرق ووسائل الدعوة) مع أن الدعوة والبذل لها واجــــــــب أهـــم من الاعتكاف(ولا شك أن الاعتكاف عبادة تربوية عظيمة,وذات أهمية كبيرة).

(د) ومثـل آخر على تفويت الأولويات ما يحدث أحياناً من حماسٍ لتوزيع أشرطة أو كتيبات أو مطويات أو أي وسيلة أخرى لا تتحقق فيها الأولوية الدعوية من حيث أثرها في الدعوة وإحداث التأثر والتوبة والتغيير علـى حساب الأشرطة والوسائل الأهم في التذكير والإصلاح. فتوزيع ما يحوي مَثْلَ قصص التائبيـــن ووصف الجنـة وأحـوال الآخرة والتذكير بعظمة الله ومعانــــي العقيدة أهم وأكبر أثــراً مـن توزيع ما يتعلق بفتوى عن قضية محددة أو الأذكــــار(مع عدم إنكار أهمية توزيع كل ما ذكر, ولكن المسألة هي على ماذا نركز ونبذل الجهد الأكبر),.... وللجمـع بين الخيريــن!! فليتنا مثلاً عندما ننشر كتيبا عن الأذكار نضيف فيه(في باطن غلافه أو صفحته الأولى أو الأخيرة) كلمة أو قصة تذكيرية عن التوبة (وبالذات قصص أو كلمات التائبين, فلها أثر عظيم وقد اهتدى أناسٌ كثيرون بسببها).

(هـ) أيضـاً عندما نُـقـدِّم بعض أنواع النوافل علــــى عمـــل فيــه خدمــة للآخرين وإسعـــاد لهم, فالأخير هو الأهـــــم وأجره أكبــــــــر,...واحياناً نُقَدِّم ونسعى لبعض أنواع النوافل وننسـى -أو تكون على حساب- واجبات مثل واجب الدعوة ونشرها.

(13) قد نسـرف أحياناً في واجب دعوي على حساب واجبات أخرى هامة أو أهم, ولعل من أمثلة ذلك ما قد يحدث في إسراف في الوقت المعطى للدعوة عن طريق الإنترنت على حساب واجبات أخرى,..

وأيضاً إنكار المنكرات فعلى الرغم من أهميته إلا أنه يجب الانتباه إلى أن لا ننشغل أكثر من اللازم في إنكار منكر معين فيشغلنا ذلك عن منكرات أخرى أهم, أو عن واجبنا الدعوي التربوي الذي هو الأكبر فاعلية في الإصلاح. بل وإن أعداء الدين وبعض المفسدين يفرحون بانشغال الدعاة انشغالاً أكثر من اللازم في إنكار منكر (وقد يكونوا قصدوا ذلك الإشغال), فحتى الكثير من أعداء الدين يعلمون بأهمية وفعالية العمل الدعوي التربوي فيفرحون بانشغالنا عنه, وباختلاط الأولويـات علينا.

(14) يكفي دليلاً على أهمية تقديم الرفق أمر الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام بأن يخاطبوا الطاغية فرعون بالقول اللين ليكون ذلك الأسلوب عوناً له على الهداية, فأسلوب الشدة غالباً ما يعين الشيطان ليحرف الإنسان ويعوقه عن الاستجابة للحق {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى} [سورة طه: 44].

وأسلـــوب الشدة يجعلنا نكســـب!!، عـــداوة الكثيرين,.. في الوقت الذي نحن بحاجةٍ إلى أن نجعل كل مسلم وكل ضالٍ مــع الحق لا عليـه!!!

(15) من العبارات التربوية الجميلة القيمة التي ينبغي أن نستفيد منها في الدعوة وعندما نناقش ونحاور عبارة: "إن كسب القلوب أهـــــم من كسب المواقف", وهي منقولة من كتاب رائع وقيم ينصح جـــــداً بقراءته وعنوانه"أصـــول الحــوار" صدر من الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

(16) من المؤلـــــم ما نراه أحيانا من انشغال بعض الدعاة والمصلحين والغيورين والأخيار الأفاضل بالـــرد على خطأٍ أو توجـــــهٍ أو وجهة نظر أخرى من دعاة آخرين بطريقة غيـــر مقبولة, أو بإعطـــاء الموضوع أكثــــر مما يستحق(اهتمامـاً ووقتــــاً!!),... ولا نقول أن يقفل باب التناصح والرد على الأخطاء, ولكن ليعطى كل شيء حقه وبالطريقة المناسبة وبدون أن يُحمَّل الموضوع أكثر مما يحتاجه, وبدون أن ننســـى فضل وخير من يُـنتقدون, خاصة إذا كانوا ممن نفع الله بهم الأمة كثيرا.

وأيضا على الناقد أن يتأكــد أولا, فقد يكـون الرأي الآخر صواباً أو يعــذر فيه صاحبه, وخاصة أن أهواء النفوس تدخل في مثل هذه الأمور حتى بــــدون أن يشعر الإنسان بها.

وليس من الصحيح أن يصبح ذلك جــــل همنا, فمحاربو الدين ومضيعوه هــم الأولى بالوقوف في وجههم, بل هم من أهــم أسباب واقع أمتنا المحبط البعيد عن الدين وعن المنهج الحق, والــــذي من آثـــــاره حدوث تفرق في الأمة, واجتهـادات مختلفة للدعاة والمصلحين, قد يحدث الخطأ في بعضها.

بل وحتـــى المعاندين والمفسدين (وإن آلمونــا), والكثير من المنحرفين والمخطئين في فكرهم واعتقاداتهم وتوجهاتهم يحسن أن يُـرفق بهم وأن يُـدعوا باللين والحسنى في أحيانٍ كثيرة , فبعضهم ليس خبيث النفس سيء النية قاصد للشر والضلال, ولكنهــا الغفلة والبعد والضيــاع والتناقــــــض الذي تعيشه أمة الإسلام في عصرنا (ونأمل أن يهتدي الكثير منهم ليقفوا معنا ضد الكفار المحاربين),.... فكيف بمن يكون أخــاً لـنـا في الدعوة ويضحـي بالكثيــر من أجلها.

ويجب أن نحذر بشدة في هذا الموضوع لأنه لا شك أن الشيطان الرجيم يدخل في مثل هذه الأمور ويقويها, وأيضا شياطين الإنس وأعداء التدين وأعداء الإسلام يســــرون جدا من ذلك, بل هو من أسعد الأمور إلى قلوبهم أن يروا الدعاة والمصلحين والغيورين والأخيار مشغولين ببعضهم البعض, ويعطل بعضهم خير بعض,... وإن مثل ذلك مثل أخوين في غابة مليئة بالسباع يفتـــــرض أن يكونا في غاية الحب والعون لبعضهما, فإذا بهما يتقاتلان بينما السباع تقترب منهما!!... فلنتــق اللــه ولنحذر من أن نكون سببا في استمـرار جراح الأمة وتعطيــل الدعوة وتأخيـــر النصر!.

(17) كثيرا ما نجامــــل!!، بعضنا بعضاً وفي أمور يضيع فيها الوقت بل والمــال أحياناً فيما ليس له ضرورة أو أولويـة دعوية!!, فليتـا نقلــل من ذلك, ولنتق الله في أوقاتنـا,...وليعـذر الواحد منا الآخر في هذه الأمور, ولنشجـع بعضنا بعضاً على التقليل من ذلك.

(18) من الأفكار الجميلة لتعويض ما قد يفوتنا من تقديم خير مفيد للدعوة والتي طبقها البعض عملياً ويمكن ان نسميها بفكرة "السياســة التعويضيـــة!!"، وهي تقوم على مبدأ تعويض ما فات من خير سواء كان عملاً أو مالاً بشيء أفضل منه, وكثيـرا ما كان تطبيق هذه الفكرة يجعل وكأنه كان خيرا أن فات العمل الأول الذي عوض بأفضل منه!!!.

(19) لقد سمعت من أحد الدعاة كلمة عظيمة في معناها أتمنى أن نتمثلها جميعاً, وهي: ( أن واقـــع أمتنا!! يقتضــــي أن يكون كل داعية مثل الجهــــاز المتعـــدد الأغـــراض)، يقصد أن يعمل للدعوة في كل اتجاه, ولا يقول مثلا: أنا داعية كبير مشغول فليس من مهامي (إذا أمكننـــــي وتيسر ذلك) أن أوزع شريطاً, أو أضع كتيبات في أماكن الانتظـــــار!!!, أو ألقي كلمة وعظية عابرة في مسجد أو مجلـــس!!, أو أن أنكــر منكراً أراه أمامي, أو أن أعــــظ وأنصح شباباً مجتمعين على رصيف, أو أن أُنسـق لحلقـة ذكرٍ للأقـارب أو الجيـران, أو أن أعلق إعلان محاضرة أو ورقـة نافعــة,.. وغير ذلك, ولا تعـــارض بين هذه الكلمة وموضوع التخصص الذي تحتاجه الدعوة في بعض مجالاتها, إلا إذا كان وقته وظروفه بالفعــل نظرا لتخصصه وانشغاله لا تسمح له ولــــو بشيء من ذلك,.... ولكــــن في أحيانٍ كثيرة -عند البعــــض- ليس التخصص أو الانشغال السبب, ولكنـه نسيان الواجب, وضعف إدراك الأجر والفائـــــدة, وضعف في الهمة وكســل, وضعف في الشعـــــور والتألــم لجراح الأمة التي تدفع المستشعر لها حقا أن يبادر بكـــــل وبِــــــأَي شيء لتضميدها وإيقاف نزفها,.. وقـــــد يكون ضعف صدق الإخلاص ودخـول الشوائـب فيه سبب عدم اجتهاد بعضنا في أعمال دعوية غيــر التي نقوم بها عادة وتألفها وتحبهــــا!!!، أنفسنـــا!!.

ومما يُـحــــزن أننا نرى حتـى الآن العديد من الدعاة ممن يبخل على الدعوة بماله, أو يكون حرصه على دنيا يصيبها أو مال يحصل عليه أعظـــم من حرصه على الدعوة،... وتأثـــره وقهره لما يفقده في الدنيا أعظــــم من تأثره إذا قصر في الدعوة والبذل من أجلها, أو إذا ضاعت عليه فرصة كان من الممكن أن يخدم الدعوة فيها بكلمـة أو عمل معين ولــــو كان صغيرا, أو إذا فوت (أو أخــــــر!!) أي شيء متعلق بها,... وكأنه لا يستشعر - وهو الداعية العارف بواقع الأمة وآلامها- أن تأخره وضعفه في همته الدعوية يعني تأخـر نصر الإسلام! ويعنــــــي!! تأخيــر إنقاذ أبناء أمتنا المذبحين في كل مكان.

وأصبح أداء بعـض الدعاة لواجب الدعوة تشوبه (الروتينيـــــة!) والبـــــرود!!، والفتــــور ويفتقــد الحرارة والحماس والهمة العالية, والتألم والحرقة على الواقع, والحرص والغيرة الشديدة على أن لا يفوت عليه أي شيء فيه فائدة للدعوة ولـــو كان من غير المجالات التي يهتم بها هذا الداعية عادة.

ومتــــى لم نبلغ الدرجة اللازمة في حرصنا وهمتنا وبذلنا وتضحيتنا فلنعلم أن نصر الإسلام سيتأخــر كما وُضِّحَ ذلك في الكلمة المــــــؤثرة للشيخ المودودي رحمه الله والتي ستُذكَر في آخر هذا المقال. وحقـــاً ما قيل من أن جهود الدعاة والأخيار في الدعوة بشكل عام تعتبر قليلة مقارنــــةً بأعدادهم.

(20) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث: حسني جرار، وأحمد الجدع، من قصيــدة "الكتائـب" لعبدا لحكيم عابدين، ص 40.

(21) شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث: أحمد الجدع وحسني جرار الجزء الرابع, من قصيدة "نــداء القرآن" للشاعر أحمد حسن القضاة, ص 106.

(22) تذكرة دعاة الإسلام: أبو الأعلى المودودي.


المصدر: عودة ودعوة