هل هناك أكوان أخرى ؟
أحمد كمال قاسم
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
سؤال : هل تعتقد بوجود أكوان أخرى أو أكوان موازية؟ ثم هل تظن أنه لو وجد كون آخر لا نعرف ماهيته فسيكون الله هو إلهه أيضا أم قد يكون له إله آخر ؟ هل طرأت هذه الفكرة على عقلك من قبل ، تشغل تفكيرى ولا أعرف كيف أتخلص منها ؟
إجابة :
حسنا دعنا نتحدث عن الأمر بطريقة فلسفية بسيطة:
الأكوان الأخرى او الموازية لا تخلو من احتمالين رئيسيين:
الاحتمال الأول: أكوان لها علاقة ببعضها البعض سواءا كانت هذه العلاقة فيزيائية او رياضية او فكرية:
1- لها علاقة فيزيائية رياضية , وذلك عن طريق امكانية تفاعل كون مع كون آخر, وذلك على سبيل المثال لا الحصر: Branes في نظرية M والتي تتفاعل من خلال الجرافيتون والذي يتمثل بخيط فائق مغلق على نفسه, او Many World في ميكانيكا الكم, والتي تتفاعل فيزيائيا ورياضيا من خلال معادلات الكم, او اكوان متوازية ذات منشأ واحد وهو الانفجار العظيم التضخمي Inflation process والتي يحتمل ان تنشأ ما يسمى Inflationary Multiverse.
2- لها علاقة رياضية فقط, وهي مثل الأكوان المتوازية التي يختلف كل منهما عن الآخر في قيمة الثوابت الفيزيائية , وهذه تجتمع في فئة رياضية كبيرة هي التباديل والتوافيق لكل الثوابت الطبيعية.
3- لها علاقة ذهنية بحتة عن طريق أذهاننا, وهي كأن نقول أن هناك أكوان موازية لها قوانين مختلفة أصلا - وليس مجرد ثوابت - وقد تكون هذه القوانين رياضية مثل قوانينا او غير رياضية بأي صورة أخرى, وهذه الأكوان لا ترتبط إلا من خلال أذهاننا لأننا استطعنا ان نفكر فيها اصلا !
وهذا الاحتمال الأول من الأكوان , والتي ترتبط ببعضها بعلاقة ما, فيزيائية رياضية او رياضية فقط او ذهنية بحتة ينطبق عليها الحجة القرآنية:
{مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون - ٩١]
{قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [الإسراء -٤٢]
بمعنى آخر فإن أي مجموعة أكوان تربطهم علاقة ما - أيا كان نوعها - لا يمكن أن يكون لهم إلا إله واحد لأنهم في منظومة واحدة تجمعهم وشائج وروابط تضعهم في كون كبير يجمع تلك الأكوان الفرعية. أي في النهاية "كون" - قد يكون هو المُشار إليه في سورة الفاتحة بـ"العالمين" - واحد ورب وإله واحد.
الاحتمال الثاني: هو أن تكون الأكوان ليس لها أي علاقة - لا فيزيائية ولا رياضية ولا ذهنية بحتة - ولا تفاعل من أي نوع ببعضها البعض, وهذا الاحتمال عقلانيته ومنطقيته مستحيل بالتناقض, لأنه يتناقض مع عملية تفكيرنا في وجود هذه الأكوان أصلا !! فأكوان مثل تلك لا يمكن بحال ان تخطر ببالنا اصلا, لأن مجرد ورودها على بالنا هي علاقة من العلاقات التي فرضنا انها غير موجودة, وبالتالي فعقلانية هذا الاحتمال تحمل تناقضا, وهو أننا فكرنا فيه ولم نفكر فيه, وهذا يجعلها باطلة !
وهكذا ينتفي أي احتمال غير الاحتمال الأول , وهو أنه - بفرض وجود أي أكون متوازية - فهي مرتبطة ببعض في مجموعة شاملة كبيرة (العالمين) يهيمن عليها الله الأحد الخلًّاق (كثير الخلق) العليم.