محدث الشام ومحدث العصر(4)
خالد سعد النجار
محمد ناصر الدين الألباني
محدث الشام ومحدث العصر
(1333هـ/1914م-1420هـ/ 1999م)
- التصنيفات: التاريخ والقصص - تراجم العلماء -
ملامح دعوته
يمكن إجمال ملامح دعوة الشيخ فيما يلي:
- الرجوع إلى الكتاب والسنة الصحيحة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
- تعريف المسلمين بدينهم الحق، ودعوتهم إلى العمل بتعاليمه وأحكامه، والتحلِّي بفضائله وآدابه التي تكفل لهم رضوان الله وتحقق لهم السعادة والمجد.
- الدَّعوة إلى توحيد الله - عز وجل -، وبيان عقيدة السَّلف، وتحذير المسلمين من الشِّرك ومن البدع ومن الأحاديث المنكرة والموضوعة.
- تقريب السنَّة بين يدي الأمة في صحيح ليُعمل به، وضعيف وموضوع ليُجتنب، مع العمل على إحياء بعض السنن المهجورة في كثير من البلاد، ودعوته إلى بيان مكانة السنَّة في الإسلام، وعموم الاحتجاج بالحديث النبوي في العقائد والأحكام.
- إحياء التفكير الإسلامي الحر في حدود قواعد الإسلام، وإزالة الجمود الفكري الذي ران على عقول الكثير من المسلمين، وتحذيره من العصبيات للجماعات، والتحزب على ضوئها والولاء والبراء فيها.
- السعي إلى استئناف حياة إسلامية، وإنشاء مجتمع إسلامي، وتطبيق حكم الله في الأرض.
وكان في كل دراساته وإصداراته حريصاً على المشروع العلمي الذي نذر حياته من أجله وهو تقريب السنة بين يدي الأمة، وقد قطع فيه مراحل واسعة وأثمر ثماراً طيبة، وأصبح كثير من الدعاة والعاملين في الحقل الإسلامي يهتمون بهذا الأمر ويلتزمون به، وهذا من بركات جهوده وعمله في السنة.
ولقد وفق الله الشيخ الألباني لإحياء كثير من السنن التي هجرها الناس ومنها: صلاة العيدين في المصلى، وليس في المساجد بالتعاون مع الإخوان المسلمين في منطقة الميدان بدمشق، ثم في بيروت، وبعد ذلك شاعت في البلاد سنة العقيقة للمولود وسنة قيام الليل في رمضان، بإحدى عشرة ركعة فقط، وسنة خطبة الحاجة واستهلال خطبة الجمعة، وسنة جلباب المرأة، والتحذير من بناء المساجد على القبور، والصلاة فيها، كما كان للشيخ الألباني الباع الطويل في توجيه كثير من الشباب للعناية ببحوث السنة وتطويع الأجهزة الحديثة والمبتكرات العلمية الجديدة لخدمة السنة النبوية الشريفة وتيسيرها للناس.
ثناء العلماء عليه
- قال العلَّامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشَّيخ - رحمه الله تعالى- في حقِّ الألباني: "وهو صاحب سنَّة، ونصرة للحقِّ، ومصادمة لأهل الباطل".
- قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: "ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني".
وقال أيضا: "الشَّيخ الألباني معروفٌ أنه من أهل السنَّة والجماعة، ومن أنصار السنَّة، ومن دعاة السنَّة، ومن المجاهدين في سبيل حفظ السنَّة".
وقال: "لا أعلم تحت قُبة الفلك في هذا العصر أعلمَ من الشَّيخ ناصر الدين الألباني في علم الحديث".
وسئل سماحته عن حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « »؛ فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: "الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم".
- وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين: "فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، وأنه ذو علم جم في الحديث، رواية ودراية، وأن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين ولله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به".
- العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي: قول الشيخ عبد العزيز الهده: إن العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له.
- وقال الشيخ مقبل الوادعي: والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: « » (رواه أبو داود).
- قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: "عالم من علماء المسلمين، وعلم من أعلام الدعوة إلى الله، وشيخ المحدثين وإمامهم في العصر الراهن، ألا وهو أستاذي محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله - وبارك فيه".
- قال الشيخ محمد إبراهيم شقرة رئيس المسجد الأقصى: "وأجاء الله قدره إلى الروح القوية التي ظلت زهاء ستة عقود تحتضن لواء السنة في عزيمة لا تعرف التردد، وصبر لا يعرف الضجر، وإقدام لا يعرف النكوص، ودأب موصول لا يعرف الوهن، وسهر عميت الطرائق على الاجتهاد إليه، ودقة صبور تقاصر عنها الهمم، وأمانة واعية أذكرت أهل العلم بما يجب عليهم من حقوقها، واستقصاء أحاط علماً بكل ما ند من قواعدها وخفي من أصولها، وشغف ظل مشبوباً به قلبه حتى سقط القلم من بين أصابعه، واستحضار للنصوص والآثار والسنن والبلاغات بأحكامها وعزوها إلى مظانها والتآليف بينها والناسخ والمنسوخ منها والاستنباطات الفقهية الحسنة .. إلى غير ذلك من علوم السنة التي وضع لها خده وعشقها قلبه وأناخ على صدره منه همها واستوى عليها سوقها وأصاب كل طالب علم محب للسنة ما قدر عليه من ثمرها".
ويقول أيضا: "لو أن شهادات أهل العصر من شيوخ السنة وأعلام الحديث والأثر اجتمعت، فصيغ منها شهادة واحدة، ثم وضعت على منضدة تاريخ العلماء فإني أحب أن تكون شهادة صادقة في عالم الحديث الأوحد، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أكرمه الله في الدارين".
- وقال الشَّيخ زيد بن عبد العزيز الفيَّاض - رحمه الله تعالى -: "الشَّيخ محمد ناصر الدين الألباني من الأعلام البارزين في هذا العصر".
- وصفه الشَّيخ العلَّامة المحدِّث حمَّاد بن محمَّد الأنصاري - رحمه الله تعالى -بأنه: "ذو اطِّلاع واسع في علم الحديث".
- قال العلَّامة حمود بن عبد الله التويجري - رحمه الله تعالى -: "الألباني الآن عَلَمٌ على السنَّة، والطَّعن فيه إعانة على الطَّعن في السنَّة".
- قال فضيلة الشَّيخ عبد المحسن العبَّاد البدر المدرِّس في المسجد النَّبوي: "والألباني عالم جليل خدم السنَّة، وعقيدته طيِّبة، والطَّعن فيه لا يجوز".
وقال أيضاً: "فإنه بحقٍّ من العلماء الأفذاذ الذين كانوا في هذا العصر والذين لهم جهود في خدمة سنَّة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-".
- قال فيه الشيخ المحقِّق محبُّ الدِّين الخطيب - رحمه الله تعالى -: "من دعاة السنَّة، الذين وقفوا حياتهم على العمل لإحيائها".
- قال فيه الشَّيخ العلَّامة الأديب علي الطَّنطاوي - رحمه الله تعالى -: «"الشيخ ناصر أعلم مني بعلوم الحديث، وأنا أحترمه لجدِّه ونشاطه وكثرة تصانيفه، وأنا أرجع إلى الشيخ ناصر في مسائل الحديث ولا أستنكف أن أسأله عنها، معترفاً بفضله، وأنكر عليه إذا تفقَّه فخالف ما عليه الجمهور؛ لأنه ليس بفقيه»".
- قال فيه الشيخ الدكتور محمد بن لطفي الصبَّاغ - حفظه الله -: "أعظم محدِّث في هذا العصر..وقف حياته على خدمة السنَّة المطهرة تعليماً وتأليفا وتخريجاً و تحقيقاً..".
ويقول أيضا: "ثم ظهر في كل قطر من يسير على طريقة الألباني، وكان بعضهم أهلاً لهذا وكثير منهم لم يكن كذلك، بل تسرع وتعجل قبل أن يستكمل الآلة".
قال فيه الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله تعالى -: "الأستاذ المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني..وللرجل من رسوخ قدمه في السنة ما يعطيه هذا الحق..".
- ووصفه كلٌّ من العلامة الشيخ د.يوسف القرضاوي، والشيخ الفقيه د.عبد الكريم زيدان: "بمحدث الشام ومحدث العصر".
- يقول عنه الشيخ محمد صالح المنجد: "إذا أردنا أن نلخص حياة الألباني بكلمة أو أن نصفه بكلمة فإنك تعرف مع الألباني الجلد، فالجلَد هو خلاصة حياته، وللشيخ الألباني شيء من الحدة، وبعض الشباب مع الأسف يقرؤون للألباني ويأخذون شيئاً من حدته وليس لديهم علم الشيخ".
- ويقول المؤرخ الرحالة السعودي والنسابة الشهير حمد الجاسر: "ولقد عرفت في دمشق عدداً من أجلة المعنيين بتحقيق التراث كما عرفت الشيخ ناصر الدين الألباني بكثرة ترددي على (دار الكتب الظاهرية) إذ كان يعد من أحلاسها، وقد كتب كثيراً من فهارسها ونقب عن نوادر مخطوطاتها وفي الوقت نفسه كان يعمل في إصلاح الساعات".
- وقال عنه الشيخ إبراهيم محمد العلي: "يؤخذ على الشيخ الحدة الشديدة التي كان يواجه بها المخالفين له من العلماء القدامى والمحدثين، مما زاد من خصومه، ولذلك يحتاج القارئ في أخذ المسائل التي رد فيها على أهل العلم وردوا عليه إلى الوعي والبصيرة والحذر لأن الشيخ يخطئ ويصيب كسائر أهل العلم، كما أن تعامله مع التيار الحركي الإسلامي (الجماعات الإسلامية) كان فيه الكثير من الجفاء والغلظة والأحكام القاسية بحقها".