إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
الله يملي للكافر ليس لكرامة و إنما لبغض , حتى إذا أخذه لم يفلته و هنا يزداد اختبار المؤمن صعوبة و هو يرى الكافر في الدنيا يزداد في غيه و الله يملي له و يمهله .
و هنا يتدخل الخطاب الرباني ليزيل تلك الشبهة و يوضح سبب الإملاء للكافر و إمهاله في الدنيا حتى يطمئن القلب المؤمن فكل شيء عند الله يحدث لحكمة و بحكمة .
قال تعالى : { وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } آل عمران 178 .
قال السعدي في تفسيره :
أي: ولا يظن الذين كفروا بربهم ونابذوا دينه، وحاربوا رسوله أن تركنا إياهم في هذه الدنيا، وعدم استئصالنا لهم، وإملاءنا لهم خير لأنفسهم، ومحبة منا لهم.
كلا ليس الأمر كما زعموا، وإنما ذلك لشر يريده الله بهم، وزيادة عذاب وعقوبة إلى عذابهم، ولهذا قال: { إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين } فالله تعالى يملي للظالم، حتى يزداد طغيانه، ويترادف كفرانه، حتى إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر، فليحذر الظالمون من الإمهال، ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال.
أبو الهيثم