أين الصالح الناصح ؟

أبو الهيثم محمد درويش

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

 

من أكبر نعم الدنيا الأخ الصالح الناصح الذي تزول بينك و بينه المسافات و الحواجز .
ها هو هشام ابن عبد الملك ذاق ملذات الدنيا حتى ما عادت تفرق معه لذة من كثرة ما تنعم ،  و ما عاد يفتقد من نعيم الدنيا إلا لذة وجود الأخ الأمين و رفيق الصدق الذي تزول بينهم المسافات و تحفظ  بينهم الأسرار .
قال الجاحظ في الرسائل الأدبية (شكا هشام بن عبد الملك ما يجد من فقد الأنيس المأمون على سرِّه، فقال: أكلت الحامض والحلو حتى ما أجد لهما طعمًا، وأتيت النساء حتى ما أبالى امرأة لقيت أم حائطًا، فما بقيت لي لذة إلا وجود أخ؛ أضع بيني وبينه مؤونة التحفُّظ ). 
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : « أن رجلاً زار أخاً له في قربة أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً ، فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، قال : هل لك عليه من نعمه تربها ؟ قال : لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل ، قال : فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه »  . [رواه مسلم ، باب في فضل الحب 4/1988] .

وقال صلى الله عليه وسلم : « إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي »  . [رواه مسلم برقم 2566] .