لذة العُلُو
محمد علي يوسف
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
عارف إيه الفرق بين النصيحة الصادقة والدعوة الخالصة، وبين المتاجرة بكل ما سبق؟
إنها تلك اللذة الخفية
لذة العُلُو وتعاظم النفس
نعم للأسف
هذه هي الحقيقة المؤسفة التي يرفض كثير منا الاعتراف بها
تقييم الآخرين والحكم المستمر عليهم له لذة خاصة بلا شك..
الآخرون دوما مخطئون ومقصرون بل فاسدون معتدون
وربما مارقون فاسقون..
النتيجة المباشرة والسريعة التي تتبادر للأذهان : أنا - أعني قائل هذا - لست مخطئا ولا مقصرا وبالطبع لست فاسدا أو فاسقا
أنا نموذج الصلاح وعنوان الهداية وعلامة التقوى وخزانة العلم ومفتاح الخير والبر..
حتى لو لم يصرح للمستمع بهذه المعاني فيكفي أنه يشعره بها ويلقيها في روعه من خلال تلك المتلازمات
هم عاصون إذاً فأنا الطائع
هم مبطلون فأنا المحق
هم ناقصون فأنا المكتمل
شعور ممتع هو… أليس كذلك؟!
المشكلة أنه مورث للإدمان
إدمان لهذا العلو القائم على رفات الآخرين الذين يشكل نقدهم وقودا لبقاء هذا الشعور الذي أدمنه صاحبه وصار تجارته الرائجة وصار من ملوك سوقه
والمشكلة الأكبر أنه كأي مدمن طبيعي سيستزيد ويستزيد
وسيستكثر ويستمر في تناول وقود علوه من خلال التربص بالآخرين ونهشهم الدائم حتى ينسى في نهاية الأمر وجود مرآة تستحق أحيانا أن ينظر إليها ليُقيِّم أهم شخص ينبغي أن يقيِّمه ويحكم عليه….
نفسه!