قصة نبي الله إبراهيم وآل إبراهيم

معاد كوزرو

المؤمن يكون دائما مشغولا في حياته بالتجارب والمحن، ذلك أن الله يختبر حبنا له.

  • التصنيفات: قصص الأنبياء -

قصة النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعائلته مليئة بالاختبارات والتجارب المستمرة لاثبات حبهم وإيمانهم بالله. ونتيجة لتضحياتهم، فإن أثر أعمالهم لا تزال موجودة في الأمة إلى يومنا هذا. كان النبي ابراهيم وزوجته هاجر وطفلهما الصغير إسماعيل في طريقهم لعدة أيام. توقفوا في مكان ليس فيه ماء ولا نباة ولا حياة، وكان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يبصر هو التلال والرمال.

ساعد النبي إبراهيم زوجته وطفله بعد أن ترجلوا عن فرسهم ثم تركهم مع كمية صغيرة من الطعام والماء. صعد مرة أخرى على راحلته للعودة إلى ديارهم وكانت هاجر مندهشة للغاية وسألته "يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟" لكن نبي الله لم يجبها. كررت نفس السؤال ولكنه بقي صامتا. انها أحست بشيء رهيب سيحدث لهم، وخاصة أن طفلهما يمكن أن يموت من الجوع والعطش.

ثم سألته: "آلله أمرك بهذا؟" فأجاب بنعم. واطمأنت بعد ذلك لأنها كانت الزوجة المطيعة والمؤمنة حقا بالله، وكانت قوية التوكل والثقة بالله في قلبها، فقالت "إذاً لا يضيعنا". وكان النبي إبراهيم قلقا للغاية بشأن أهله الذي تركه في هذا المكان المهجور، ولكن بعد كل شيء، أطاع أمر الله. انه يعرف اختبار الله له ليجرب حبه وإيمانه. انطلاقا من اهتمام إبراهيم بأهله كان يدعو: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:37].

بعد أيام قليلة، نفذ الماء والغذاء، واشتد حال هاجر وطفلها إسماعيل من الجوع والعطش. وكانت هاجر ترضع إسماعيل الحليب من ثدييها، ولكن ذلك أيضا قد جف. فبدأ الطفل إسماعيل في البكاء وبدأت دموع هاجر تتدفق من الشفقة. تخيل كيف يمكن أن يكون هذا الشعور - كانت هاجر في النزع الأخير على طفلها. وقيل إنها لم تتمكن من أن تتحمل رؤيته يعاني مثل هذا حتى أنها وضعته أرضا على يديه وقدميه ثم صارت باتجاه جبل الصفا على أمل العثور على بعض الطعام أو الماء أو شخص ما لمساعدتهم في هذا الوقت المؤلم.

وقفت على الجبل وهي تبحث بشغف ولكنها لم تجد شيئا. ثم انحدرت من جبل الصفا وهرولت حتى وصلت إلى جبل المروة. هناك أيضا وقفت، على أمل أن تجد شخصا ما لمساعدتهم ولكن هناك أيضا، لم تجد شيئا. ركضت إلى الفج الأول، ثم من واحد إلى آخر، واستكملت سبعة أشواط. كان ذلك صعبا ولكن بقيت هاجر صابرة ومحتسبة. ويمثل هذا الحدث عبادة من الحج هو السعي بين الصفا والمروة.

عادت هاجر لطفلها الصغير بقلب متألم فوجدته يبكي وطلبت الرحمة من الله ودعت أن طفلها يظهر بلا حول ولا قوة، بل كان على وشك الموت، واستمرت في الدعاء من كل قلبها في سبيل الله لمساعدتها، ثم فجأة، في هذه اللحظة من الألم العميق، رأت بأم عينيها ماء يتدفق على الأرض الجافة، وكأن الله استجاب لدعائها! نهضت بسرعة، وسكبت الماء على فم إسماعيل وكان يشرب. فشكرت الله بشكل كبير على رحمته التي لم تنتهي حتى ملئت بطونهم، وعلى مكافأة الله لصبرها من خلال التسبب في تدفق المياه عليها من الأرض الجافة لتخفيف معاناتهم.