محاولة لاستثارة النخوة لدى عديمي النخوة!
إياد قنيبي
أمثلة على نخوة وشهامة غير المسلمين، لعلها تحرك فيكم شيئًا.
- التصنيفات: السيرة النبوية - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
لم يعد يجدي مع بعض طبقات مجتمعاتنا أن تذكر لهم نصوصا من الكتاب والسنة...فهم يرونها جزءا من "تراث" لا يحبونه ولا يعتزون به! هم أنفسهم يدعون إلى إحياء التراث غير الإسلامي، كدعوات إحياء الفخر بالحقب الفرعونية وعروبة ما قبل الإسلام.
لهؤلاء نوجه النداء: سنخاطبكم باللغة التي تفهمون، فإن لم تتعلموا من شهامة ونجدة ونخوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فسنأتي لكم بأمثلة من التاريخ الذي به تفتخرون! أمثلة على نخوة وشهامة غير المسلمين، لعلها تحرك فيكم شيئا. وبما أن الأمثلة كثيرة فسنجعلها –بإذن الله- على دفعات هذه أولها.
1) المثال الأول هو لنخوة كفار بني هاشم في موقف شبيه بحصار غزة، عندما حوصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في شعب بني هاشم. ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه لما اشتد المشركون على المسلمين وأرادوا أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع أبو طالب بني عبد المطلب وأمرهم أن يُدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبَهم وأمرهم أن يحموه ممن أرادوا قتله. فاجتمع على ذلك بنو هاشم جميعا مسلمهم وكافرهم.
وكردة فعل اجتمع مشركو قريش واتفقوا ألا يجالسوا بني عبد المطلب ولا يدخلوا بيوتهم ولا يبيعوهم ولا يشتروا منهم وألا يقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا ولا يأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق لضمان التنفيذ.
وبالفعل، لبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين مقاطَعين اقتصاديا واجتماعيا، حتى أن كفار قريش كانوا يسارعون إلى اشتراء الطعام من التجار القادمين إلى مكة لئلا يتمكن بنو هاشم من شراء ما يعيشون به من طعام.
ومع ذلك، استبسل بنو هاشم، مسلمهم وكافرهم، في حماية رسول الله ومن معه من المسلمين، وصبروا على الجوع والعطش. بل كان أبو طالب يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا أن يضطجع في فراشه ليرى ذلك من أراد به مكرا واغتيالا له، فاذا نام الناس أمر أبو طالب أحد بنيه أو إخوته أو بني عمه أن يضطجع مكان رسول الله وأمر رسول الله أن يتحول إلى فراش آخر.انظروا إلى التفاني العجيب في حماية رسول الله...ممن؟ من كفار!
أفلا تمتلكون نخوة كنخوة بعض الكفار!
2) المثال الثاني: نخوة الكفار في عدم الالتزام بهذا الحصار الجائر:
ذكر ابن إسحاق أن حكيم بن حزام، وكان آنذاك مشركا، كان يحمل القمح مع غلام له ليوصله إلى عمته خديجة و هي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في شعب بني هاشم. فلقيه أبو جهل فتعلق به و قال: أتذهب بالطعام إلى بني هاشم؟ فتدخل أبو البختري المشرك وقال: طعام كان لعمته عنده أفتمنعه أن يأتيها بطعامها! خَلِّ سبيل الرجل. فأبى أبو جهل فتقاتلا، فأخذ أبو البختري فك بعير فضرب به أبا جهل وداس عليه دوسا شديدا.
حكيم بن حزام الذي خرق الحصار الاقتصادي كان آنذاك كافرا، وأبو البختري الذي أعان حكيما عاش كافرا ومات كافرا في بدر. ومع هذا وقف هذا الموقف وتحمل الأذى ليرفع الظلم.
وهشام بن عمرو كان يأتي بالبعير المحمل بالمؤن ليلا، حتى إذا بلغ مدخل الشعب ضرب البعير ليدخل الشعب المرة تلو المرة ليخفف من أثر الحصار ما استطاع، فأغلظ له كفار قريش القول وهموا أن يبطشوا به، فقال أبو سفيان بن حرب: (دعوه! رجل وصل أهل رحمه. أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثل ما فعل كان أحسن بنا).
و هشام بن عمرو كان آنذاك كافرًا، وأبو سفيان كان آنذاك كافرا. فَلْتتعلموا من نخوة الكفار!