[19] أمارات الساعة 3-4
العلامة الكبرى من علامات الساعة التي نقف معها هذا اليوم هي خروج المسيحِ الدجال، وسبب تسميته بالمسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة، وقيل لأنه يمسح الأرض وينتقل في أرجائها لفتنة الناس، وسمي بالدجال من الدجل والكذب. فتنة المسيح الدجال هي أكبر فتنة عرفتها البشرية.
- التصنيفات: خطب الجمعة -
المسيح الدجال
الخطبة الأولى
عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: « » [رواه مسلم:2901].
عباد الله، العلامة الكبرى من علامات الساعة التي نقف معها هذا اليوم هي خروج المسيحِ الدجال، وسبب تسميته بالمسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة، وقيل لأنه يمسح الأرض وينتقل في أرجائها لفتنة الناس، وسمي بالدجال من الدجل والكذب. فتنة المسيح الدجال هي أكبر فتنة عرفتها البشرية، فالنبي صلى الله عليه وسلم ينفي أن يكون هنالك أكبر وأعظم من فتنته فيقول: « » [صحيح مسلم:2946].
وما من نبي إلا وحذر قومه من هذه الفتنة. وكان صلى الله عليه وسلم يكرر الاستعاذة من فتنته ويأمر بالاستعاذة منها، فهو من أكثر ما يخافه صلى الله عليه وسلم على الأمة فقال: « » [صحيح مسلم:2937]. فتنة المسيح الدجال تطير بالعقول إلا من عصمه الله تعالى، وثبته على الحق، يقول صلى الله عليه وسلم: « » [صحيح الجامع:7875].
ويقول صلى الله عليه وسلم: «
» [رواه مسلم:2937].يقول الإمام النووي - رحمه الله- في الدجال:"وَأَنَّهُ شَخْصٌ بِعَيْنِهِ ابْتَلَى اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ وَأَقْدَرَهُ عَلَى أَشْيَاءَ مِنْ مَقْدُورَاتِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ إِحْيَاءِ الْمَيِّتِ الَّذِي يَقْتُلُهُ وَمِنْ ظُهُورِ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَالْخِصْبِ مَعَهُ وَجَنَّتِهِ وَنَارِهِ وَنَهَرَيْهِ وَاتِّبَاعِ كُنُوزِ الأَرْضِ لَهُ، وَأَمْرِهِ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ وَالأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، فَيَقَعُ كُلُّ ذَلِكَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَشِيئَتِهِ" اهـ.
إخوة الإسلام، لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أوصاف المسيح الدجال بما يجعله معلومًا ظاهرًا لا يخفى على أهل الإيمان، في أحاديث كثيرةٍ في الصحيحين وغيرهما.
روى الإمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البخاري:3337].
» [صحيح مسلم:2934]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » [رواهوأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال يخرج من جهة المشرق يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ، يأخذ البلاد بلدًا بلدًا، ولا يبقى بلد من البلدان إلا وطئه غير مكة والمدينة؛ لحراسة الملائكة لمداخلها، وأخبر أن المدينة ترتجف ثلاث رجفات فيخرج المنافقون منها للدجال.
إخوة الإيمان، لقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم ما يقينا فتنته، ومن ذلك: الاستعاذة والالتجاء إلى الله تعالى من فتنته، وحفظُ عشرِ آيات من أول سورة الكهف وعشر آيات من آخرها؛ قال صلى الله عليه وسلم: « » [رواه مسلم:809] وفي رواية أخرى عند مسلم أيضًا: « ». قال أهل العلم: وذلك لما في قصة أهل الكهف وسورة الكهف من العجائب والتحذير من الفتن، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن، أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه، أو هذه خصوصية أودعت في سورة الكهف.
عباد الله، وتنتهي فتنة الدجال بقتله على يد نبي الله عيسى عليه السلام - الذي رفعه الله إليه في السماء حينما أراد اليهود قتله - فينـزله الله في وقت الدجال؛ ويسلطه عليه فيقتله كما جاء في الحديث الصحيح: « » صححه الألباني في صحيح الجامع .
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، ومن الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله
الخطبة الثانية
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إ ( يعني: التشهد الأخير في الصلاة ) » [588].
وروى الإمام مسلم في صحيحه، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: «
(في الصباح) (يعني : قريب) (يعني: في المساء) (يعني: جعد الشهر) » [رواه مسلم:2937].إخوة الإيمان، يجب علينا أن نؤمن بما علمنا من أحاديث النبي الصحيحة، ويجب أن نأخذ بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم ووصاياه. ومما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم للعصمة من فتنة المسيح الدجال الاستعاذة من فتنته؛ وخاصة بعد التشهد الأخير في الصلوات مع بقية الأربع التي يستعاذ منها. وكذلك حفظ عشرِ آيات من أول الكهف وعشرٍ من آخرها. والاعتصام بالله فهو الذي يعصم من الفتن، والتمسك بالكتاب والسنة قال صلى الله عليه وسلم: «
» [صحيح الترمذي:2458].اللهم قنا شر فتنة المسيح الدجال وكل الفتن. اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.