رمادٌ!

محمد علي يوسف

  • التصنيفات: القرآن وعلومه - دعوة المسلمين -

{كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [إبراهيم:18].
تخيل أن تأتي أعمالا عظيمة وأمجادا جليلة وإنجازات مهيبة لتتحول يوم القيامة إلى تلك الصورة؛ رماد.
وياليته رماد مستقر بل هو على انعدام قيمته لا يمكث ولا يكاد صاحبه يمسك به؛ فاليوم عاصف والريح شديدة ولن يلبث إلا ويتطاير.

ها هي الأعمال والمنجزات تتناثر على هيئة غبار يتطاير هنا وهناك؛ هباء منثور. {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَنْثُورًا} [الفرقان:23].

سراب تخيلي يبدو في الأفق؛ لكنه ليس حقيقيًّا ولن يروي عطشًا أو يبرد جسدًا؛ {أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} [النور:39].

رماد ..سراب ..هباء ..زبد إلى جفاء..شجرة خبيثة مجتثة من فوق الأرض ما لها من قرار.

كل هذه أوصاف عمادها الباطل وأصلها الخبث وجذرها الكفر والجحود؛ تلك الأمور الكفيلة بتضييع كل شيء مهما عظم قدره؛ كل شيء ..