الاحتلال مارس عمليات إعدام ميدانية جماعية يرويها ناجون من الحرب على غزة (تقرير)
ملفات متنوعة
عمليات إعدام ميدانية جماعية نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق
المدنيين الفلسطينيين إبان الحرب الصهيونية على قطاع غزة التي استمرت
23 يوماً قتلت خلالها قوات الاحتلال 1330 فلسطينياً...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
01/02/2009 م
عمليات إعدام ميدانية جماعية نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق
المدنيين الفلسطينيين إبان الحرب الصهيونية على قطاع غزة التي استمرت
23 يوماً قتلت خلالها قوات الاحتلال 1330 فلسطينياً، وأصابت قرابة
6000 معظمهم من الأطفال والنساء والغالبية الساحقة منهم من المدنيين
العزل الذين لا حول لهم ولا قوة.
شهادات الناجين من الحرب
شهادات الناجين من الحرب الصهيونية إياها تثبت أن جيش الاحتلال أعدم عائلات بأكملها، كما وقع ذلك مع عائلة السموني التي تقطن حي الزيتون (جنوب مدينة غزة)، حيث شهدت هذه العائلة إحدى عمليات جرائم الحرب الصهيونية، فشهدت عمليات إعدام جماعية.
لم تتوقف مأساة آل السموني بعد دفن جثث الشهداء والدمار الذي حل بمنطقتهم، فأفراد هذه العائلة أضحوا كالتائهين في الأرض، يفتقدون عدداً ممن كانوا في عزبتهم ولم يعودوا إليها بعد انتهاء الحرب، وفى نفس الوقت لم يُسَجلوا ضمن الشهداء أو الجرحى الذين تم العثور عليهم.
ويبلغ عذاب من تبقى من هذه العائلة ذروته باختفاء أبناء الشهيد
حمدي السموني والذي لم تجده الفرق الإغاثية التي ذهبت إلى المنطقة
لعدم وجود اسمه لديهم رغم أن شهود عيان أكدوا استشهاده، ولم يعرف مصير
أبنائه وزوجته حتى هذه اللحظة.
إعدام حمدي السموني بدم بارد
المواطن نائل السموني أحد الناجين من المجزرة الذي شهد قتل (حمدي) أكد في "أنه رأى بأم عينه جنود الاحتلال وهم يلاحقونه"، متحدثاً عن مشاهد مرعبة للتمثيل بجثته ومعه عدة شهداء.
وقال الشاهد: "رأيت الجنود حين أطلقوا الرصاص عليه واستشهد ونقلوا جثته بالجرافات من مكان إلى مكان، وأخذوا يدفنون الجثث ثم ينبشونها بين السواتر ثم يدفنونها مجدداً".
وما يثير استغراب وتساؤل أهالي العزبة أن طفلًي حمدي وزوجته مجهولا المصير حتى اللحظة، ويضيف الشاهد: "لا ندري إن كانوا شهدوا المجزرة أم لا، فعدد المواطنين الذين تم تجميعهم كبير، لكنهم أيضاً ليسوا بين الشهداء ولم يعودوا إلى العزبة حتى الآن".
ويقول: "جاءت هنا مؤسسات الإغاثة ووزعوا مساعدات وطعام على الأهالي ونادوا على أهالي الشهداء والجرحى، لكن لم يذكر اسم حمدي رغم أنه شهيد، وأنا راجعت أحد المسئولين فقال لي أن اسمه غير موجود لديهم".
الجيش قام بتعذيب مصابين ثم أعدمهم
صور إعدام أخرى أدلى بها المواطن السموني الذي وصفها بالفظيعة، وقال: "بعض الجرحى الذين أصيبوا خارج المنزل الذي تم فيه إعدام المواطنين أخذوا يزحفون حينما أطلق الجنود عليهم النار، ولاحقهم الجيش وقام بتعذيبهم".
وأضاف: "قتلوا عائلة الشهيد وليد السموني، أمه ووالده وإخوته الأربعة، وحينما أراد أن ينجو لاحقوه وقاموا بإطلاق النار ولم يكتفوا بهذا، بل نزل بعض الجنود من الآليات العسكرية وربطوه وهجموا عليه بآلات تقزز البدن".
وبعد وقف إطلاق النار عثر على وليد ابن السادسة عشر من عمره مدفوناً في الأرض، ويقول المواطن نائل: "وجدناه كما هو لأن جسده في الرمل، لكن لما أخرجناه كان مربوطاً بإحكام وكل جسده ممزق وعليه علامات تعذيب مخيفة".
ويفيد شهود عيان أن جيش الاحتلال مثل بجثة المواطن إياد عزات السموني الذي زحف لمسافة طويلة وهو مصاب، وحينما رأوه يناشد أحد معارفه أن يأتي له بإسعاف عبر الجوال قاموا بإطلاق النار عليه بشكل كبير، وقد عثر الصليب الأحمر عليه مكبل الأيدي إلى الخلف وقدماه مقطوعتان وقد ضاعت أجزاء من أعضائه.
اختطاف قرابة 300 مواطن
المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى كشف النقاب عن أن قوات الاحتلال الصهيوني قد اختطفت خلال العدوان على قطاع غزة قرابة 300 مواطن فلسطيني، مبينا أن قوات الاحتلال أعدمت بعض الأسرى الفلسطينيين خلال العدوان الهمجي ميدانيا رميا بالرصاص أو بقذائف الدبابات وبالأسلحة الثقيلة.
وقال المركز في بيان صدر عنه في (24/1/2009م)، أن قوات الاحتلال استخدمت عدداً من الأسرى الفلسطينيين الذين اختطفتهم من داخل بيوتهم وأمام نظر أبنائهم وأطفالهم ونسائهم، دروعاً بشرية لكي تحتمي بهم من نيران المقاومة الفلسطينية، معتبراً أن ذلك "تعدٍ سافر وخرق واضح لكافة الأعراف والمواثيق والأعراف الدولية".
مضيفاً وبحسب شهود عيان أدلوا بشهاداتهم: أن قوات الاحتلال قامت بإعدام عددٍ من الأسرى بشكل فردي وجماعي، وكما أكد الشهود أن قوات الاحتلال أعدمت بعض الأطفال والنساء بشكل فردي عندما طلبت منهم أن يخرجوا واحداً واحداً من بيوتهم، وأنها في بعض الأحيان كانت تجمع عدداً من الفلسطينيين كأسرى وتضعهم في بيت واحد ثم تقوم بإطلاق النار عليهم بشكل مكثف، وأحياناً أخرى تقوم بقصف البيت بمن فيه من الأسرى بالقذائف مما أدى إلى استشهادهم على الفور، كما حدث مع عائلة السموني جنوب مدينة غزة.
إعدام نساء وأطفال
وأفاد شهود العيان للمركز المذكور أن قوات الاحتلال أعدمت نساء وأطفال خلال حربها وعدوانها على غزة بشكل متعمد ومقصود وممنهج، وأن جرافات الاحتلال قامت بتجريف البيوت التي احتجزت فيها قوات الاحتلال هؤلاء الأسرى ودفنهم تحت التراب بشكل همجي، مما يدلل أن جيش الاحتلال ارتكب خلال حربه وعدوانه على قطاع غزة "جرائم حرب" بشكل منظم، وبرعاية رسمية من المؤسسة الصهيونية وأطراف دولية أعطت غطاء لهذه الجرائم.
وبينت شهادات شهود العيان التي نقلها المركز أن قوات الاحتلال قامت باعتقال واختطاف عدد من الأسرى الفلسطينيين خلال العدوان على غزة وهم مصابين وجراحهم مفتوحة وهم بحاجة ماسة للعلاج المناسب، مؤكدين في ذات الوقت أن قوات الاحتلال عمدت على إعدام وتصفية وإبادة عائلات بأكملها، دون أن تكترث بأعمارهم ومناشداتهم للجنود بالإفراج عنهم وتركهم على قيد الحياة.
جرائم حرب منظمة تحتاج إلى ملاحقة
وأعرب المركز الفلسطيني عن استنكاره الشديد وإدانته البالغة لجرائم الحرب المنظمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الحرب على غزة بحق المواطنين الآمنين وبحق النساء والأطفال، كما وأعرب المركز عن تخوفه من أن يفلت قادة الحرب الصهاينة من العقاب ومن تقديمهم إلى العدالة وإلى المحاكمات الدولية كمجرمي حرب.
ودعا المركز الفلسطيني كافة المؤسسات والهيئات والمراكز والمنظمات الحقوقية العربية والإقليمية والدولية الرسمية وغير الرسمية إلى تكاتف الجهود وتوحيدها من أجل تقديم قادة وجنود الاحتلال إلى العدالة والمحاكمة بذريعة ارتكابهم جرائم حرب فظيعة في الحرب والعدوان على غزة، مطالبا بضرورة الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بشكل عام، والأسرى المختطفين في الحرب على غزة بشكل خاص باعتبار أن اعتقالهم سياسة مخالفة للقوانين الدولية التي دعت بحماية المدنيين في الحرب وتوفير الحياة الآمنة لهم، وعدم التعرض لهم والانتقام منهم، وهو على عكس ما جرى في عدوان الاحتلال على قطاع غزة.