أنت وشفاعتك موزونون
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: القرآن وعلومه - التفسير -
إن كانت شفاعة في أمر من أمور الخير ستلقاها وإن كانت شفاعة في شر وفتنة ستلقاها ولك نصيب من الوجهين؛ وجه الخير ووجه الشر.
فيا من تشفع في دفع ظلم أو إزالة ضر أو عون ملهوف أو إطعام جائع أو توظيف محتاج أو ستر مسلم أو مسلمة هنيئاً لك؛ ويا من تشفع في شر وفتنة وتشترك فيها وتؤيدها وتزكي نارها أبشر بما لا يسرك.
قال تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [النساء:85].
قال السعدي في تفسيره: المراد بالشفاعة هنا: المعاونة على أمر من الأمور، فمن شفع غيره وقام معه على أمر من أمور الخير -ومنه الشفاعة للمظلومين لمن ظلمهم- كان له نصيب من شفاعته بحسب سعيه وعمله ونفعه، ولا ينقص من أجر الأصيل والمباشر شيء، ومَنْ عاون غيره على أمر من الشر كان عليه كفل من الإثم بحسب ما قام به وعاون عليه. ففي هذا الحث العظيم على التعاون على البر والتقوى، والزجر العظيم عن التعاون على الإثم والعدوان، وقرر ذلك بقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} أي: شاهدًا حفيظًا حسيبًا على هذه الأعمال، فيجازي كُلا ما يستحقه.