تتبع عورات الناس
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: مساوئ الأخلاق -
تتبع عورات الناس و محبة إظهار عيوبهم و الإصرار على التلصص عليهم لإفشاء أخطائهم و هفواتهم من أشنع العيوب .
و هذا التتبع و الإصرار على هتك العورات و الأسرار من علامات النفاق و مرض القلب و فساده عياذاً بالله .
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » [رواه أحمد و أبوداود و صححه الألباني] .
قوله: ((يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه)). (فيه تنبيه على أنَّ غيبة المسلم من شعار المنافق لا المؤمن. ((ولا تتبعوا عوراتهم)). أي: لا تجسسوا عيوبهم ومساويهم... ((يتبع الله عورته)). ذكره على سبيل المشاكلة، أي: يكشف عيوبه، وهذا في الآخرة. وقيل: معناه يجازيه بسوء صنيعه. يفضحه. أي: يكشف مساويه. ((في بيته)). أي: ولو كان في بيته مخفيًّا من الناس) عون المعبود .
- وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « » . « » [رواه أبو داود و ابن حبان و صححه الألباني] .
- وفي رواية أخرى عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » . [رواه البخاري في الأدب المفرد] .
قال المناوي: (أي ولوا عن الناس، ولا تتبعوا أحوالهم، ولا تبحثوا عن عوراتهم... ألم تعلم أنك إن اتبعت التهمة فيهم لتعلمها وتظهرها؛ أوقعتهم في الفساد، أو قاربت أن تفسدهم؛ لوقوع بعضهم في بعض بنحو غيبة، أو لحصول تهمة لا أصل لها، أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم، وقد يترتب على التفتيش من المفاسد ما يربو على تلك المفسدة التي يُراد إزالتها، والحاصل أنَّ الشارع ناظر إلى الستر مهما أمكن، والخطاب لولاة الأمور ومن في معناهم) فيض القدير.
أبو الهيثم
* الآثار و الأحاديث منقولة من الموسوعة الأخلاقية بالدرر السنية .