المساحة المغطاة من جسدك هي الأخرى مستهدفة
عبد المنعم الشحات
.. ويجب على المتبرجة أن تدرك أن ذنبها الآن لا يقتصر رغم عظمه في
ذاته على الذنب ذاته، بل يتضمن إغراء الأخريات بمثل فعلها ..
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فجأة وبدون مقدمات، وفي جميع بقاع الأرض من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها قامت حملة منظمة على النقاب، لكي تلقي عليه مسئولية كل أزمات صراع الحضارات الذي يرى القوم أنه كان يمكن ألا يكون لولا النقاب، وأن حرب أفغانستان والعراق كان يمكن تفاديها لولا النقاب، وأن تصريحات بابا الفاتيكان ما كانت لتخرج لولا أنه رأى في النقاب إصراراً من المسلمات الأوربيات على ألا ينصهرن في المجتمع الأوربي.
وكأن لابد للحملة من غطاء شرعي، فخرجت بعض النسوة ممن يغطين رؤوسهن ولكن بغطاء غير شرعي في وسائل الإعلام يكلن الاتهامات للنقاب مناديات بالاكتفاء بالحجاب بناء على مذهب الإمام أبي حنيفة والإمام مالك، متناسيات أن الأئمة الذين لم يقولوا بوجوب ستر الوجه والكفين قد قالوا باستحبابه، وأما هؤلاء النسوة فقد قلن في النقاب ما قاله الإمام مالك في التبرج، ولم يقلن في التبرج شيئاً مما قاله فيه الإمام مالك ولا غيره من أهل العلم.
وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد، ولكن الأطم أن كل واحدة من هؤلاء خرجت على المشاهدين بزي ليس فيه من شروط الحجاب الشرعي إلا النزر اليسير، فلا هو واسع، ولا هو عار من الزينة والزخرفة، بدليل أن إحداهن راحت متناسية سنها ودرجة الدكتوراة التي تحملها والعلم الشرعي الذي من المفترض أن تتحدث باسمه، تتغزل في حجابها الأنيق الذي يساير الموضة، ولا يخل بشياكتها كأنثى.
وحيث أن المنقبات رغم تزايد عددهن -بفضل الله- ما زلن قلة بين النساء فقد مكث الجميع إلا قليلاً في مقاعد المتفرجين على هذا الاستهزاء والسخرية من هذه الشعيرة التي لا تقل عن الاستحباب بحال من الأحوال، وسكت دعاة تحرير المرأة وحركات المجتمع المدني والسلم الاجتماعي000 الخ من المنظمات التي رأت في يوم من الأيام أن تكسير تماثيل بوذا عدوان على حرية طائفة من البشر، ولكنها لم تر تكسير الدنيا على رؤوس المنقبات أي عدوان يذكر.
ولأن القوانين الاجتماعية التي تحكم البشر تشبه في بعض خواصها القوانين الميكانيكية التي تحكم الأجسام، وكما ترى في إذا ما اتصل إناءان من ماء ببعضهما فلا يصل على الهدوء إلا عندما يتساوى ارتفاع الماء في الإناءين، ولأن الذين يريدون المعركة على الحجاب ليسوا هم هذه الدكتورة المحجبة الأنيقة ولا تلك، ولكن الذين يديرونها هم نواب إبليس في الأرض، يديرون المعركة من البلاجات ونوادي العراة والمحطات الإباحية، فلن يقنع هؤلاء إلا بأن يدخل جميع النساء إلى هذه المواخير.
والمرأة التي تخلع النقاب وترتدي الحجاب الشرعي هو أهون شراً، وإن كانت مازالت مستودعاً للشرور في حسهم، وكذا التي تترك الحجاب الشرعي إلى التبرج وهكذا.
ولذلك فلا عجب أن طوَّر هؤلاء الهجوم وبسرعة فاقت تصورات الجميع، لكي يعلنوا أن حتى غطاء الرأس الأنيق لم يعد مرغوباً فيه، وإنما الرغبة في الشعر العاري الذي يجعل صاحبته كالوردة بين الناس (مع أن ورود الطريق تنتقل من النظر إلى الشم إلى الحذاء ثم إلى مزبلة الطريق)، وهكذا صارت الحرب على الحجاب أياً ما كان نوعه (شيك أم غير شيك).
وكنا نود من الذين نافحوا عن الحجاب أمام النقاب -مع أنهما ليسا خصمين- أن يدافعوا بحرارة أكبر عن الحجاب أمام التبرج، ولكن لم يحدث شيء من هذا, وكالعادة ستبقى المسلمات المتبرجات يتفرجن على المعركة بل ربما تستهوي هذه المعارك بعضهن، مع أن المرأة المتبرجة وأولياءها يقع عليهم تبعات كبيرة في هذه الحرب على هذه الشعيرة الإسلامية، فوجود التبرج هو الذي يغري هؤلاء القوم بمحاولة تعميمه وفرضه بالإرهاب الجسدي تارة والفكري تارات أخرى.
ويجب على المتبرجة أن تدرك أن ذنبها الآن لا يقتصر رغم عظمه في ذاته على الذنب ذاته، بل يتضمن إغراء الأخريات بمثل فعلها لاسيما إن فرحت بهذه الحملة أو استروحت لها، ومما ينبغي أن تعلمه المتبرجات وأولياؤهن أيضاً أنهم وإن رضوا بمعصية التبرج مع النفور والبعد عن المعاصي الأكثر خطراً والأكبر جرماً عند الله -مع أن كل معصية جرم وإن صغرت في عين فاعلها- فإن القوم لا يخفون أغراضهم ومآربهم، وسوف يسعون إلى تقليص المساحة المستورة من جسد المتبرجة إلى أن ترضى المسلمة بما ترونه على شاطئ البحر، أو بما هو دونه في المواقع الإباحية، وسوف تدار المعركة كما تدار المعارك الحربية تماماً اتخاذ هدف محدد، وبعد الوصول إليه يتخذ الهدف الذي يليه. فهل تفيق أمتنا قبل فوات الأوان؟؟
فجأة وبدون مقدمات، وفي جميع بقاع الأرض من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها قامت حملة منظمة على النقاب، لكي تلقي عليه مسئولية كل أزمات صراع الحضارات الذي يرى القوم أنه كان يمكن ألا يكون لولا النقاب، وأن حرب أفغانستان والعراق كان يمكن تفاديها لولا النقاب، وأن تصريحات بابا الفاتيكان ما كانت لتخرج لولا أنه رأى في النقاب إصراراً من المسلمات الأوربيات على ألا ينصهرن في المجتمع الأوربي.
وكأن لابد للحملة من غطاء شرعي، فخرجت بعض النسوة ممن يغطين رؤوسهن ولكن بغطاء غير شرعي في وسائل الإعلام يكلن الاتهامات للنقاب مناديات بالاكتفاء بالحجاب بناء على مذهب الإمام أبي حنيفة والإمام مالك، متناسيات أن الأئمة الذين لم يقولوا بوجوب ستر الوجه والكفين قد قالوا باستحبابه، وأما هؤلاء النسوة فقد قلن في النقاب ما قاله الإمام مالك في التبرج، ولم يقلن في التبرج شيئاً مما قاله فيه الإمام مالك ولا غيره من أهل العلم.
وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد، ولكن الأطم أن كل واحدة من هؤلاء خرجت على المشاهدين بزي ليس فيه من شروط الحجاب الشرعي إلا النزر اليسير، فلا هو واسع، ولا هو عار من الزينة والزخرفة، بدليل أن إحداهن راحت متناسية سنها ودرجة الدكتوراة التي تحملها والعلم الشرعي الذي من المفترض أن تتحدث باسمه، تتغزل في حجابها الأنيق الذي يساير الموضة، ولا يخل بشياكتها كأنثى.
وحيث أن المنقبات رغم تزايد عددهن -بفضل الله- ما زلن قلة بين النساء فقد مكث الجميع إلا قليلاً في مقاعد المتفرجين على هذا الاستهزاء والسخرية من هذه الشعيرة التي لا تقل عن الاستحباب بحال من الأحوال، وسكت دعاة تحرير المرأة وحركات المجتمع المدني والسلم الاجتماعي000 الخ من المنظمات التي رأت في يوم من الأيام أن تكسير تماثيل بوذا عدوان على حرية طائفة من البشر، ولكنها لم تر تكسير الدنيا على رؤوس المنقبات أي عدوان يذكر.
ولأن القوانين الاجتماعية التي تحكم البشر تشبه في بعض خواصها القوانين الميكانيكية التي تحكم الأجسام، وكما ترى في إذا ما اتصل إناءان من ماء ببعضهما فلا يصل على الهدوء إلا عندما يتساوى ارتفاع الماء في الإناءين، ولأن الذين يريدون المعركة على الحجاب ليسوا هم هذه الدكتورة المحجبة الأنيقة ولا تلك، ولكن الذين يديرونها هم نواب إبليس في الأرض، يديرون المعركة من البلاجات ونوادي العراة والمحطات الإباحية، فلن يقنع هؤلاء إلا بأن يدخل جميع النساء إلى هذه المواخير.
والمرأة التي تخلع النقاب وترتدي الحجاب الشرعي هو أهون شراً، وإن كانت مازالت مستودعاً للشرور في حسهم، وكذا التي تترك الحجاب الشرعي إلى التبرج وهكذا.
ولذلك فلا عجب أن طوَّر هؤلاء الهجوم وبسرعة فاقت تصورات الجميع، لكي يعلنوا أن حتى غطاء الرأس الأنيق لم يعد مرغوباً فيه، وإنما الرغبة في الشعر العاري الذي يجعل صاحبته كالوردة بين الناس (مع أن ورود الطريق تنتقل من النظر إلى الشم إلى الحذاء ثم إلى مزبلة الطريق)، وهكذا صارت الحرب على الحجاب أياً ما كان نوعه (شيك أم غير شيك).
وكنا نود من الذين نافحوا عن الحجاب أمام النقاب -مع أنهما ليسا خصمين- أن يدافعوا بحرارة أكبر عن الحجاب أمام التبرج، ولكن لم يحدث شيء من هذا, وكالعادة ستبقى المسلمات المتبرجات يتفرجن على المعركة بل ربما تستهوي هذه المعارك بعضهن، مع أن المرأة المتبرجة وأولياءها يقع عليهم تبعات كبيرة في هذه الحرب على هذه الشعيرة الإسلامية، فوجود التبرج هو الذي يغري هؤلاء القوم بمحاولة تعميمه وفرضه بالإرهاب الجسدي تارة والفكري تارات أخرى.
ويجب على المتبرجة أن تدرك أن ذنبها الآن لا يقتصر رغم عظمه في ذاته على الذنب ذاته، بل يتضمن إغراء الأخريات بمثل فعلها لاسيما إن فرحت بهذه الحملة أو استروحت لها، ومما ينبغي أن تعلمه المتبرجات وأولياؤهن أيضاً أنهم وإن رضوا بمعصية التبرج مع النفور والبعد عن المعاصي الأكثر خطراً والأكبر جرماً عند الله -مع أن كل معصية جرم وإن صغرت في عين فاعلها- فإن القوم لا يخفون أغراضهم ومآربهم، وسوف يسعون إلى تقليص المساحة المستورة من جسد المتبرجة إلى أن ترضى المسلمة بما ترونه على شاطئ البحر، أو بما هو دونه في المواقع الإباحية، وسوف تدار المعركة كما تدار المعارك الحربية تماماً اتخاذ هدف محدد، وبعد الوصول إليه يتخذ الهدف الذي يليه. فهل تفيق أمتنا قبل فوات الأوان؟؟
المصدر: موقع صوت السلف