وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ

أبو الهيثم محمد درويش

  • التصنيفات: التفسير -

نهانا ربنا سبحانه عن الدفاع عن أهل الخيانات و الجنايات الذين ثبتت جناياتهم و ذلك لأن تنفيذ الحكم فيهم هو تطبيق لشرع الله و المجادلة عنهم عرقلة لحدود الله و شرعه .
فالعاطفة هنا لو سيطرت وكانت سبباً في تعطيل حدود الله و شرعه فهي عاطفة مذمومة .
قال تعالى :
{وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} . [النساء 107] .
قال السعدي في تفسيره : { وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ } "الاختيان" و "الخيانة" بمعنى الجناية والظلم والإثم، وهذا يشمل النهي عن المجادلة، عن من أذنب وتوجه عليه عقوبة من حد أو تعزير، فإنه لا يجادل عنه بدفع ما صدر منه من الخيانة، أو بدفع ما ترتب على ذلك من العقوبة الشرعية. { إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } أي: كثير الخيانة والإثم، وإذا انتفى الحب ثبت ضده وهو البُغْض، وهذا كالتعليل، للنهي المتقدم.
أبو الهيثم