بيان بشأن جدار الكراهيّة الفولاذي المحاصر لغزّة المحاصرة
حامد بن عبد الله العلي
ذلك الجدار إضعاف للمرابطيـن بثغـر غـزة الذين هم بإزاء أشد الناس
عداوة للإسلام، ومحتلون للمسجد الأقصى المبارك، مغتصبون لأرض المسلمين
في فلسطين، إضعاف لهم عن مقاومة عدوِّهم حماية لمقدسات المسلمين في
وقت كان الفرض المتعيّن على جوارهم إعانتهم بالمال،
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
اليهود المعتدين
الظالمين، وبعد:
فقد شاع وذاع وانتشر بين البقاع العزم على فعل جريمة عظيـمة نكراء، وبلية داهيـة سوداء، وهي بناء جدار عازل من الفولاذ تحت الأرض، بهدف معاقبة أهل غزة المحاصرين أصلا من اليهود؛ لا شيء سوى اختيارهم طريق المقاومة، وذلك لإجبارهم على التخلي عن سبيل الجهـاد، وإكراههم على الخضوع للصهاينة أهل الكفر والإفساد.
ولاريب أنَّ هذه الجريمة من الخيانة العظمى للدين، ومن الولاء للأعداء الموجب للردة عن نهج الموحدين، قال الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَالمِينْ} [سورة المائدة: 51].
قال الإمام بن كثير رحمه الله: "ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله - قاتلهم الله - ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: 51]، وقال الله تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال: 73]، قال الإمام الطبري رحمه الله: "إلا تَناصروا أيها المؤمنون في الدين، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: "أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلاّ وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض".
هذا ويترتب على وضع هذا الجدار الفولاذي إضافة إلى موالاة اليهود، إرهاب دولي منظـِّم بإلحاق الضرر البالغ بالمسلمين إلى درجة تعريض المرضى للموت، وتعريض أكثر من مليون مسلم بمـن فيهم من الذرية، والنساء، والضعفاء، وكبار السـنِّ، للجوع المؤدّي للهـلاك، أو الأمراض المفضية للهلاك.
وإضعاف المرابطيـن بثغـر غـزة ـ فرج الله كربتها ـ الذين هم بإزاء أشد الناس عداوة للإسلام، وهم مع ذلك محتلون للمسجد الأقصى المبارك، مغتصبون لأرض المسلمين في فلسطين، إضعافهم عن مقاومة عدوِّهم حماية لمقدسات المسلمين في وقت كان الفرض المتعيّن على جوارهم إعانتهم بالمال، والرجال، ضد عدوّ الله وعدوّ الإسلام.
ولهذا فالواجب اليوم نهوض المسلمين في مصر خاصّة، وجميع أهل الإسلام عامّة، وعلى رأسهم العلماء، وخاصّة الناس وعامّتهم، والمؤسسات الفكرية، والثقافية، والحقوقية، وغيرها، وعبـر جميع الوسائل الإعلامية وغيرها، ضدّ هذا الجدار الخبيث، والعمل على إفشاله، وتصعيد الحرب عليه، وتوجيه المسلمين كلَّهم ليسخِّروا طاقتهم للحيلولة دون تنفيذه، كلُّ بقدرته، وعلى قدر جهده وطاقته، فكلُّ من يقصر فيما يقدر عليه في هذا الشأن تتناوله النصوص الشرعية التي تتوعد الخاذل لإخوانه المسلمين، المتخاذل عن نصرتهم، بل تلك التي تهـدد القاعد عن نصر الدين، المفرط في أعظم حقوق المسلمين.
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 71].
وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى»، وفيهما أيضا قال صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً» وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ، وفيهمـــا قال صلى الله عليه وسلم : «من لايرحم لايرحـم»، وفيهما «المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله» .
وفي مسند الإمام أحمد، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ»، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلاّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» [حسنه الألباني]، «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل و يدعو حتى صارت جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني؟، قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره» [قال الألباني إسناده جيد].
فيا أهل الإسلام انهضوا اليوم جميعا حربا على هذا الجدار، جدار الكراهية العنصري البغيض، وانصروا إخوانكم المسلمين في غزة، فذلك فرض عليكم، كما أمركم الله تعالى، وفي التنزيـل العزيز: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد: 7].
هذا البيان، وعلى الله البلاغ، وهو حسبنا عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكلون.
الشيخ حامد بن عبدالله العلي
الكويت 7محرم 1430هـ الموافق 24 ديسمبر 2009م
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله الذي أمر بنصر المسلمين، وجعل إعانة أعداءهم عليهم
كفراً وردّة عن الدين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد المبعوث
بالولاء للمؤمنين، والعداء للكافرين، لاسيما فقد شاع وذاع وانتشر بين البقاع العزم على فعل جريمة عظيـمة نكراء، وبلية داهيـة سوداء، وهي بناء جدار عازل من الفولاذ تحت الأرض، بهدف معاقبة أهل غزة المحاصرين أصلا من اليهود؛ لا شيء سوى اختيارهم طريق المقاومة، وذلك لإجبارهم على التخلي عن سبيل الجهـاد، وإكراههم على الخضوع للصهاينة أهل الكفر والإفساد.
ولاريب أنَّ هذه الجريمة من الخيانة العظمى للدين، ومن الولاء للأعداء الموجب للردة عن نهج الموحدين، قال الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَالمِينْ} [سورة المائدة: 51].
قال الإمام بن كثير رحمه الله: "ينهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله - قاتلهم الله - ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [سورة المائدة: 51]، وقال الله تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال: 73]، قال الإمام الطبري رحمه الله: "إلا تَناصروا أيها المؤمنون في الدين، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: "أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلاّ وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض".
هذا ويترتب على وضع هذا الجدار الفولاذي إضافة إلى موالاة اليهود، إرهاب دولي منظـِّم بإلحاق الضرر البالغ بالمسلمين إلى درجة تعريض المرضى للموت، وتعريض أكثر من مليون مسلم بمـن فيهم من الذرية، والنساء، والضعفاء، وكبار السـنِّ، للجوع المؤدّي للهـلاك، أو الأمراض المفضية للهلاك.
وإضعاف المرابطيـن بثغـر غـزة ـ فرج الله كربتها ـ الذين هم بإزاء أشد الناس عداوة للإسلام، وهم مع ذلك محتلون للمسجد الأقصى المبارك، مغتصبون لأرض المسلمين في فلسطين، إضعافهم عن مقاومة عدوِّهم حماية لمقدسات المسلمين في وقت كان الفرض المتعيّن على جوارهم إعانتهم بالمال، والرجال، ضد عدوّ الله وعدوّ الإسلام.
ولهذا فالواجب اليوم نهوض المسلمين في مصر خاصّة، وجميع أهل الإسلام عامّة، وعلى رأسهم العلماء، وخاصّة الناس وعامّتهم، والمؤسسات الفكرية، والثقافية، والحقوقية، وغيرها، وعبـر جميع الوسائل الإعلامية وغيرها، ضدّ هذا الجدار الخبيث، والعمل على إفشاله، وتصعيد الحرب عليه، وتوجيه المسلمين كلَّهم ليسخِّروا طاقتهم للحيلولة دون تنفيذه، كلُّ بقدرته، وعلى قدر جهده وطاقته، فكلُّ من يقصر فيما يقدر عليه في هذا الشأن تتناوله النصوص الشرعية التي تتوعد الخاذل لإخوانه المسلمين، المتخاذل عن نصرتهم، بل تلك التي تهـدد القاعد عن نصر الدين، المفرط في أعظم حقوق المسلمين.
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 71].
وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى»، وفيهما أيضا قال صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً» وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ، وفيهمـــا قال صلى الله عليه وسلم : «من لايرحم لايرحـم»، وفيهما «المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله» .
وفي مسند الإمام أحمد، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ»، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلاّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» [حسنه الألباني]، «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل و يدعو حتى صارت جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني؟، قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره» [قال الألباني إسناده جيد].
فيا أهل الإسلام انهضوا اليوم جميعا حربا على هذا الجدار، جدار الكراهية العنصري البغيض، وانصروا إخوانكم المسلمين في غزة، فذلك فرض عليكم، كما أمركم الله تعالى، وفي التنزيـل العزيز: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد: 7].
هذا البيان، وعلى الله البلاغ، وهو حسبنا عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكلون.
الشيخ حامد بن عبدالله العلي
الكويت 7محرم 1430هـ الموافق 24 ديسمبر 2009م
تغيّرتْ مصرُ حتّى صرْتُ أُنكرُهـا
*** أأُنزلتْ عن مقامٍ جاوَزَ القِمَمَـا؟!
وكنتُ ما زلتُ فيها ينتمي أمَلـي *** والقلبُ يهوِي إليها عاشقا حُلُمـا
حتى غدتْ حادثاتُ الدهر تُدهشني *** وحالٌ بمصرَ تبدي الحزْن والنَّدما
قالوا جدارٌ من الأحقـاد مصدرُهُ *** زعيمـةُ الغـربِ بالفولاذ ملتئمـا
يُبنىَ على غزَّةَ الأمجادِ يحصُرُها *** ويحفـرُ الأرضَ للأنفــاقِ مخترمـا
سدُّ إذا قام جاءَ المـوتُ يتبعُـهُ *** ويقطـعُ الماءَ والأقـواتَ والشيَمَا
هذا الذي منهُ ينماعُ الفؤادُ شجىً *** ويُبْكيَ البيتَ ذا الأركانِ والحـَرَماَ
من يُبْلِغَـنَّ بنـي الإسلامِ قاطبةً *** ليُسْمعَ العرْبَ والأتراكَ والعَجَمـا
قد لجَّ في الظُّلْم جيرانٌ بلا ذِمَمٍ *** ترعى بها حقَّ هذا الدّينِ ، والحـُرُما
وغزَّةُ العزِّ صارتْ من جنايـتهـم *** يبكي لها قلـبُ كلُّ المسلمينَ دما
وأنَّ طيبةَ قـدْ ضجَّت لخسَّتـِهم ***وأرضُ مكَّةَ ، والأقصـى وما بهمـا
وفي الأنامِ، وبيـن العالمين أسـىً *** يُضفي إلى الأرضِ من آلامنا ألمـا
من مُبْلغنَّ دعاءً ســوفَ أطلقُهُ *** واللّـهَ نرجُوَ منـهُ الجـودَ والكرما
أَربِّ يا قاصمَ الكفَّارِ فـي عجَـلٍ*** عليكَ بالكلْبِ والأعـوانِ منتقما
وكنتُ ما زلتُ فيها ينتمي أمَلـي *** والقلبُ يهوِي إليها عاشقا حُلُمـا
حتى غدتْ حادثاتُ الدهر تُدهشني *** وحالٌ بمصرَ تبدي الحزْن والنَّدما
قالوا جدارٌ من الأحقـاد مصدرُهُ *** زعيمـةُ الغـربِ بالفولاذ ملتئمـا
يُبنىَ على غزَّةَ الأمجادِ يحصُرُها *** ويحفـرُ الأرضَ للأنفــاقِ مخترمـا
سدُّ إذا قام جاءَ المـوتُ يتبعُـهُ *** ويقطـعُ الماءَ والأقـواتَ والشيَمَا
هذا الذي منهُ ينماعُ الفؤادُ شجىً *** ويُبْكيَ البيتَ ذا الأركانِ والحـَرَماَ
من يُبْلِغَـنَّ بنـي الإسلامِ قاطبةً *** ليُسْمعَ العرْبَ والأتراكَ والعَجَمـا
قد لجَّ في الظُّلْم جيرانٌ بلا ذِمَمٍ *** ترعى بها حقَّ هذا الدّينِ ، والحـُرُما
وغزَّةُ العزِّ صارتْ من جنايـتهـم *** يبكي لها قلـبُ كلُّ المسلمينَ دما
وأنَّ طيبةَ قـدْ ضجَّت لخسَّتـِهم ***وأرضُ مكَّةَ ، والأقصـى وما بهمـا
وفي الأنامِ، وبيـن العالمين أسـىً *** يُضفي إلى الأرضِ من آلامنا ألمـا
من مُبْلغنَّ دعاءً ســوفَ أطلقُهُ *** واللّـهَ نرجُوَ منـهُ الجـودَ والكرما
أَربِّ يا قاصمَ الكفَّارِ فـي عجَـلٍ*** عليكَ بالكلْبِ والأعـوانِ منتقما
حامد بن عبدالله العلي